الإثنين، 14 أغسطس 2023 - 01:21 ص

تشتهر محافظة شمال سيناء، بزراعة أشجار الزيتون وإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون، التي تعد أهم وسيلة لكسب الرزق بالنسبة للأهالي الذين يعتمدون على زراعة أشجاره على مساحات شاسعة.

ويعتبر الزيتون ثروة اقتصادية وبيئية وغذاء كامل ويستخرج منها زيوت ذات فوائد صحية وغذائية، فهو لا يحتوى على الكوليسترول المضر للقلب.

وتبدأ عملية جني الزيتون في منتصف سبتمبر من كل عام، فهو من أهم المواسم السنوية بالنسبة لسكان المحافظة ، خاصة في ظل توفر عدد كبير من أشجار الزيتون. 

اقرأ أيضا | الفائز يحصل على «سيف» المحافظ| مهرجان سباقات الهجن منتصف الشهر بالعريش

ويعد موسم جني الزيتون صاحب السعادة للأسر الذين ينتظرون موعده بشغف كبير باعتباره مناسبة اجتماعية يشارك فيها الجميع أثناء عملية جمع المحصول حيث تنتعش أحوال الأهالي وخاصة المزارعين الذين يعتمدون على أرباحه في سد احتياجاتهم وأمور معيشتهم  من زواج وتعمير منازل ومصروفات المدارس وغيرها .

وقال سعيد الغزال، إن أبناء سيناء يدركون قيمة الشجرة المباركة  حيث قاموا بزراعة آلاف الأفدنة في مناطق العريش وبئر العبد ورمانه وكذلك الشيخ زويد، للحفاظ على الشجرة التي تحتل مساحة كبيرة في وجدان أبناء سيناء .

 
ويقول عيد السواركه من الشيخ زويد، أنه يتم الحفاظ على الثمار من الخدش أثناء عملية الجني، كي لا تتعرض للتلف، وحتي لا تتأثر الثمار عندما تدخل مراحل  العصر لإنتاج الزيت.

وأشار الى أن الفتيات يرددن معا والرجال كذلك أقوال وكلمات مأثورة تكون بمثابة وقود للكبار والصغار، تمنحهم الحيوية والنشاط أتناء العمل. 

وبينما يتسلق الشباب الأغصان العالية أو عن طريق  السلالم الخشبية، تقطف الفتيات ثمار الزيتون من الأغصان المنخفضة، ويقضي الأطفال والفتية بعض الوقت في جمع الزيتون من على الأرض المغطاة بقطع من النايلون .
 
وفي داخل معصرة لزيت الزيتون، بمزرعة الشباب  بالعريش،  يتجمع العشرات من المواطنين ينتظرون دورهم لعصر كميات الزيتون الخاصة بهم بعد قطف المحصول. 

وقال المهندس عبد القادر محمد رفاعي مدير قرية الشباب بالعريش، أنه يتم تقديم الخدمات للمزارعين، وذلك لتسهيل  إجراءات عصر محصول  الزيتون، وذلك بنظام الدور وبأسعار أقل من المعاصر التابعة للقطاع الخاص علاوة على جودة الزيت المستخرج حيث تم إضافة خط إنتاج آخر لعصر الزيتون لمواجهة الضغوط على المعصرة وثقة المزارع في إدارة المعصرة حيث تعمل المعصرة بطاقة 3 أطنان في الساعة.

وللحصول على زيت خالي من الحموضة، يتطلب  ذلك سرعة الحجز وأخذ موعد في المعصرة قبل موسم القطف، حتى لا يضطر إلى الانتظار ساعات بين القطف وعملية العصر.

وأشار إلى أن الأنواع التى تنضج مبكرا لا تحتوى على نسبة زيوت كبيرة ولذلك تكون صالحة للتخليل أكثر وأنواع أصغر تحتوى على نسبة زيوت تصل إلى 20%، فيما قد تصل نسبة الزيوت في الزيتون في سيناء 25% أو أكثر. 

ومن جانبه قال المهندس فؤاد الأزعر، صاحب معصرة زيتون، إنه لكي يتم استخراج لتر زيت لابد من عصر كمية من المحصول تتراوح  من 7 إلى 10 كيلو زيتون حسب الصنف وتوقيت الجني وطريقة الاستخلاص على الساخن أو البارد. 

 وأضاف أن "متوسط الإنتاج لهذا العام سيكون بمعدل ٥ أطنان علي الأقل لكل فدان ، الأمر الذي سينعكس على إنتاج زيت الزيتون" حيث يعتمد المزارعون في زراعته على الري بالمياه المالحة أو مياه الأمطار، لأن أشجاره تقاوم ملوحة التربة أو المياه، ورغم أنه يحتاج بعض الأسمدة القوية والمبيدات إلا أنه يعد من أهم المحاصيل التي يحرص المزارع السيناوي على زراعتها والاهتمام بها. 

وطالب مطر المزارعين بـ"الالتزام بتعليمات وزارة الزراعة بعدم القطف المبكر لمحصول الزيتون، من أجل الحصول على موسم وفير، وحتى لا تتأثر جودة الإنتاج والكميات. 

وقال مطر، إن عدد معاصر زيت الزيتون في شمال سيناء كان يبلغ 11 معصرة مملوكة للأهالي و6 معاصر تابعة للحكومة، تعمل ثلاث ورديات على مدار اليوم، وتنتج آلاف الأطنان من زيت الزيتون.