صوره موضوعية
صوره موضوعية


10 سنوات على اعتصام الدم.. جرائم الجماعة الإرهابية في «فض رابعة»

أسماء مصطفى

الإثنين، 14 أغسطس 2023 - 11:39 ص

تحل اليوم 14 أغسطس 2023، الذكرى العاشرة على فض اعتصام رابعة، الذي شهد أبشع جرائم ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية ضد الشعب، وتسعى الجماعة دائمًا لبث الأكاذيب والافتراءات حول عملية فض في محاولة لإخفاء الحقائق والوقائع الإرهابية، وأثناء وجودهم على رأس السلطة فى مصر من عمليات قتل وسحل وتشريد وعمد المعتصمون في رابعة من أفراد جماعة الإخوان الإرهابية على تخريب الممتلكات والاستيلاء عليها دون وجه حق، واستخدامها ضد الأمن والسلم العام، بجانب استخدام الأسلحة النارية ضد قوات الأمن والمواطنين.

فتاوى القتل

10 سنوات مضت على فض اعتصامى ميدانى «رابعة العدوية والنهضة»، وسقوط رموز أهل الشر ورؤوس الفتنة ورموز الإرهاب الأسود الذين نشروا الخراب والتخريب تحت عباءة الدين، ليتنفس الشعب المصرى بعد سقوطهم نسمات الحرية بعيدا عن سافكى الدماء وأعوانهم وسيظل هذا التاريخ شاهدًا على إرهاب جماعة اتخذت من الدين وسيلة لتحقيق أهدافها الدموية وستارًا لتنفيذ مخططاتها التخريبية.. وسيبقى هذا التاريخ مهما توالت الأيام وتعاقبت السنون دليلًا قاطعًا وبرهانًا ساطعًا على أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تريد خيرا بمصر بل تريد الشر لهذا الوطن وأهله.

 وظهر اعتصام رابعة والنهضة اعتصاماً مسلحًا يهدد ويتوعد الوطن والمواطنين بالقتل والحرق وتحول الاعتصام إلى منصة للتحريض وإصدار فتاوى القتل والحرق والتدمير لكل من يعارض أفكارهم الدموية والتخريبية وقام عناصر الجماعة الإرهابية باستغلال تلك الميادين كمنصة لنشر سمومها وأهدافها الخبيثة والتحريض ضد مصر والمصريين لتحقيق مصالحها الخبيثة، واستغلت الجماعة الإرهابية تلك المنصات فى إخفاء أسلحة ومتفجرات بالداخل، ضمن مخطط تخريبى لإسقاط مصر لصالح أجندات أجنبية بـ«الاعتصام المسلح».

مذبحة كرداسة

لم تكن تلك الأرقام والإحصائيات النهائية يوم فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين، فقد وصل عدد شهداء الشرطة خلال الشهر الذى شهد أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة 114 شهيدا، بينهم 30 ضابطا، و82 مجندا وفرد شرطة، وموظف مدني واحد، وخفير، ثم انضم إلى قائمة شهداء الشرطة عقب فض الاعتصامين، 14 ضابطا وفرد شرطة بمركز كرداسة، حيث اقتحم مسلحون مركز الشرطة بالأسلحة الثقيلة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، وهى الواقعة التى عُرفت إعلاميا باسم "مذبحة كرداسة" وهى الواقعة الأبرز بين الوقائع يوم الفض المشهود.

مذبحة كرداسة الشهيرة دارت رحاها يوم 14 أغسطس عام 2013 فى نفس لحظة فض الاعتصامين المسلحين، فقد حاصر العشرات من عناصر جماعة الإخوان، مركز "شرطة كرداسة"، تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، وذلك بعد أن حاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإخوانية أطلقت الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح "أر بى جى" فى اقتحام مركز شرطة "كرداسة".

سلاح وغرف تعذيب

وكشفت التحقيقات، من خلال شهادات العديد من قاطنى محيط التجمهر المسلح ومسئولى أجهزة الدولة وقوات الشرطة، أن المتهمين من الجماعة الإرهابية، نظموا ذلك الاعتصام المسلح وسيروا منه مسيرات مسلحة لأماكن عدة هاجمت المواطنين الآمنين فى أحداث مروعة، ووضعوا المتاريس وفتشوا سكان العقارات الكائنة بمحيط تجمهرهم، وقبضوا على بعض المواطنين واحتجزوهم داخل خيام وغرف أعدوها وعذبوهم.

وشكلوا كتائب إعدام لكل من يعارض أفكارهم وتحول اعتصاما «رابعة والنهضة» بين عشية وضحاها إلى بؤرة إرهابية وأكبر تجمع لمليشيات الإخوان وقواعد الجماعة، وهو ما وثقته الأدلة والفيديوهات والتسجيلات فى أعقاب فض الميدان، وحاولت الجماعة فى ذلك التوقيت كسب استعطاف الخارج إلا أن تلك المحاولات فشلت فشلا ذريعا وكشف المصريون الأحرار خبث نوايا الجماعة الإرهابية، واصطف وتلاحم الشعب تحت قيادة ابن مصر البار الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى حمل روحه على كفه وقرر التضحية من أجل مصر وشعبها العظيم والتخلص من شرور جماعة الإخوان الإرهابية واقتلاع جذورها بدعم بلا حدود من الوطنيين من أبناء مصر بسبب ما ارتكبته من جرائم فى حق المصريين خلال فترة وجود محمد مرسى فى الحكم.. وكانت لغة الخطاب لدى الجماعة الإرهابية آنذاك وأنصارها هى التحريض على العنف والتدمير والدماء، وكلنا نتذكر كلمات القيادى الإخوانى الإرهابى محمد البلتاجي، حينما قال أمام الكاميرات ووسط أنصاره: «إن ما يحدث فى سيناء من إرهاب هو رد فعل على عزل محمد مرسى، ويتوقف فى اللحظة التى يعلن فيها عودة مرسى، كذلك لا تزال جملة الإخوانى صفوت حجازى حينما قال: «أقولها مرة أخرى، الرئيس محمد مرسى  اللى هيرشه بالمية هنرشه بالدم»، والتى كانت ترسخ لمفهوم العنف والتخريب والتدمير لدى الجماعة.

تهديد بسحق أنصار 30 يونيو

من فوق منصة رابعة، هدد طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، المتظاهرين الذين سوف ينزلون ضد مرسي يوم 30 يونيو، قائلا: سيكون هذا اليوم، الضربة القاضية لكل المعارضة، والذين دعوا لمظاهرات 30 يونيو، كفروا بالصندوق، لقد توعدونا لكنهم سيسحقون جميعًا"، وهو تهديد واضح من الإرهابى السابق بسحق المتظاهرين السلميين.

وتوعد طارق الزمر، من ينزل يوم 30 يونيو، بأنهم سيسحقون في هذا اليوم، مهددا بأن الضربة القاضية ستكون في انتظارهم، ولكن جموع الشعب المصري، لم تعد حينها تتحمل وجود سرطان الإخوان في جسد الأمة دقيقة واحدة، بعد التخريب الذي طال كل ربوع مصر، على مدار عام.

النساء والأطفال دروع بشرية

كان المشهد الأكثر تأثيرًا وبروزًا يتمثل فى استغلال النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن كدروع بشرية ضد قوات الأمن فى ذلك الوقت، وهو ما كان حديث وسائل الإعلام فى ذلك الوقت التى خرجت لتندد وتشجب ما تقوم به جماعة الإخوان وأنصارها، وتعلن استنكارها وإدانتها لما ترتكبه الجماعة من جرائم، وكعادتها جاء رد أنصار جماعة الإخوان الإرهابية المنتشرين فى عدد من المحافظات والنجوع فى ذلك التوقيت أكثر دموية وحاولوا القيام بعدد من العمليات الإرهابية حيث قام أنصار الجماعة باستهداف أقسام الشرطة وبعض الكنائس، ولعل الواقعة الأبرز كانت اقتحام قسم شرطة كرداسة، وهى العملية التى استخدم فيها إرهابيون أسلحة «آر بى جى» وبنادق آلية، وهاجموا ضباط وأفراد القسم، وأشعلوا فيه النيران وقتلوا لواءى شرطة وضابطًا برتبة عقيد ونقيبين و7 آخرين من الأمناء والأفراد، والتى عرفت بعد ذلك بـ «مذبحة كرداسة».

قائمة الشهداء

وأسفر الاعتداء الذي وثقته كاميرات عدد من الصحفيين والأشخاص لحظات التمثيل بجثامين الشهداء، الذي كان على رأسهم العميد محمد جبر مأمور قسم الشرطة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث وآخرين، وكان ضمن الجرائم التي وثقت بالواقعة، قيام سيدة من المتهمين بإعطاء العميد محمد جبر، مأمور القسم، مياه نار ليشربها بدلًا عن مياه الشرب، لحظة احتضاره، وكان الشهيد قد تمت ترقيته قبل يوم واحد، من مقتله، وقبل حفل زفاف نجلته بأيام.

وضمن قائمة الشهداء، النقيب هشام شتا، الذي تخرج من كلية الشرطة عام 2009، وعمل ضابط نظاميا بأكتوبر، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم شرطة كرداسة ليكون معاون لرئيس المباحث، وكذلك اللواء مصطفى الخطيب، الذي عمل ضابطا مساعدا لفرقة شمال الجيزة، والعقيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور القسم، والنقيب محمد فاروق، الذي لقى ربه بعد عودته من الأراضي المقدسة مباشرة، وغيرهم من الشهداء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ.

سقوط إرهابيي اعتصام رابعة

وفي أعقاب فض اعتصامى ميدان رابعة العدوية نجحت أجهزة الأمن من تعقب قيادات الإرهابية والقبض عليهم الواحد تلو الآخر.. والغريب أن هذه القيادات تحولت الى فئران مذعورين عقب سقوطهم فى ايدى أجهزة الأمن وتنصلوا من الجماعة وأهدافها التخريبية وكالوا الاتهامات للمرشد ومرسى والجماعة.. واستطاع المصريون شطب تاريخ الجماعة الإرهابية الأسود الذين حاولوا فيه على مدار عام السيطرة على مقاليد الأمور فى مصر وتم تحويل قيادات الجماعة الإرهابية الى النيابة التي أسندت لهم خلال الفترة من 21 يونيو 2013 وحتى 14 أغسطس من ذات العام، ارتكاب جرائم التجمهر المسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس فى التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وأفراد الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع فى القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.. كما تضمنت قائمة الاتهامات المسندة إلى المتهمين تخريب المبانى والأملاك العامة والخاصة والكابلات الكهربائية بالقوة، وتنفيذًا لأغراض إرهابية.

 لا ننسى ولو لدقيقة واحدة رجال الشرطة الذين قدموا وضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ البلاد وتنفيذ القانون، فقد بلغ عدد شهداء الشرطة خلال فض اعتصام رابعة 8 شهداء، و156 مصابا، كما استشهد اثنين من رجال الشرطة، وأصيب 14 آخرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة غير عمليات استهداف المدانيين والأقباط وكنائسهم أثناء عملية الفض.  

القضاء كان له الكلمة الأخيرة في هذه المذبحة، فقد كانت آخر درجات التقاضى فى شأن أكبر عدد من المتهمين بارتكاب أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، فى يوليو 2017، حيث قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالإعدام شنقا لـ20 متهما، والسجن المؤبد لسامية شنن و7 آخرين فى اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ"مذبحة كرداسة"، كما قضت بالسجن المشدد 15 سنة لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث، وبراءة 21 متهما آخرين، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.

اقرأ أيضا| اليوم | محاكمة متهمين بأحداث عنف عين شمس

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة