الإثنين، 14 أغسطس 2023 - 07:03 م

تعرض 13،000 مواطن في أرخبيل نائي بعيدًا عن ساحل الصين الرئيسي، من سكان الارخبيل لانقطاع في شبكة الأنترنت في وقت سابق من هذا العام، وأُلقي باللوم على سفن الصيد الصينية التي قطعت كابلاتها تحت سطح البحر في جزر ماتسو، التي تحكمها تايوان وتقع على بعد أكثر من 10 أميال فقط من الصين.

وبعد 50 يومًا، تم استعادة الاتصال الكامل في 31 مارس، إلا أن  الاضطراب، الذي يعتبر أحدث حلقة في سلسلة من الحوادث المماثلة، أضاف إلحاحًا جديدًا لدعوات تايوان لتعزيز بنيتها التحتية من الشبكات والاتصالات.

قال ون لي، سياسي مقره ماتسو، في ذلك الوقت: إن تايوان، التي تعتمد على كابلات تحت البحر للبقاء متصلة بالشبكة العالمية، تحتاج إلى "تعزيز أمن ومرونة اتصالات البلاد".

في تايبيه، تركز الجهود على بناء أو الحصول على شبكة احتياطية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية يمكن أن تتحمل الاضطرابات المستقبلية والكوارث الطبيعية أو المخاوف المستمرة من الصراع مع بكين، التي تدعي تايوان كأراضيها الخاصة.

جهود وطنية لتعزيز الاتصالات في تايوان

وتقود هذه الجهود أودري تانغ، وزيرة تايوان البالغة من العمر 42 عامًا، التي وصفت بأنها واحدة من "العشرة العظماء التيوانيين بالحوسبة".

ستارلينك خيار محتمل لشبكة احتياطية

المرشح الواضح هو شبكة  "ستارلينك" الخاص بإيلون ماسكن إذ قدمت شبكة الأقمار الصناعية الإنترنت لمئات الآلاف من الأشخاص في المناطق النائية، وقد أثبتت الشبكة المكونة من 4000 قمر صناعي، والتي تدور على مسافة تبلغ حوالي 350 ميلًا فوق الأرض، أهميتها في الحفاظ على اتصال أوكرانيا في حربها ضد غزو روسيا.

يقول ون-تي سونغ، محاضر في جامعة أستراليا الوطنية لصحيفة التليجراف البريطانية، إن رؤية "ستارلينك" تلعب دورًا حاسمًا كظهير الاتصالات الاحتياطي في أوكرانيا، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى رغبة تايوان في السير على نفس النهج. ويقول إنها "الشريك الطبيعي للاختيار".

شكوك تايوان في التعاون مع ستارلينك

ومع ذلك، يعقد تتردد تايوان في عقد اتفاقًا مع إيلون ماسك نظرًا لتصريحاته حول سيادة تايوان وارتباطاته التجارية الوثيقة مع الصين. ي

قول سكوت بادي، كبير المحللين في مجموعة يوراسيا: "لقد كانت شبكة ستارلينك مفيدة للغاية في أوكرانيا"، ولكن في حين أن تايوان "ترغب حقًا في ستارلينك، إلا أنها لا تثق في ماسك".

وتعرض ماسك لانتقادات من قبل سياسيي تايوان بسبب تصريحاته السابقة حول الجزيرة، إذ صحر الملياردير الأمريكي  في مايو إن هناك "حتمية معينة" لمحاولة الصين يومًا ما "دمج" تايوان.

ردت وزارة خارجية تايوان على تويتر، قائلة: "السيد إيلون ماسك، بخلاف المال، هناك شيء نسميه القيم".

تمتلك تيسلا، شركة السيارات الكهربائية التابعة لماسك، مصنعًا ضخمًا في شنغهاي، حيث تولد الصين تقريبًا خُمس إيراداتها. وقام ماسك مؤخرًا بزيارة للصين حظي خلالها بترحيب حار. ووصل إلى الصين في 30 مايو، بعد أيام من تصريحاته حول "دمج" تايوان.

وقد أجرت تايوان بالفعل محادثات طويلة مع ستارلينك بشأن استخدام خدماتها، تعود إلى عام 2019. ومع ذلك، تعثرت تلك المناقشات في عام 2022، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج الشهر الماضي، بسبب مطالبة ماسك بالتحكم الكامل في أي مشروع.

وعلى الرغم من أن ستارلينك كانت حيوية للدفاع عن أوكرانيا، إلا أن ماسك كان لديه خطوط حمراء بشأن استخدامها، حيث منعها من الاستخدام في ضربات الطائرات بدون طيار على مسافات طويلة في روسيا، خوفًا من تصعيد التوترات النووية.

تنص قواعد تايبيه على أن أي مشروع مشترك للاتصالات في البلاد يجب أن يكون له ملكية محلية بنسبة 51٪.

يصبح واضحًا أن الحكومة التايوانية تواجه تحديات في التعاون مع شركة ستارلينك بسبب المخاوف المتعلقة بالسيادة والعلاقات التجارية. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة ملحة لتعزيز الاتصالات الاحتياطية في تايوان.

تايوان تبحث عن بدائل

قد تنظر تايوان إلى بدائل أخرى للحفاظ على اتصالها في حالات الطوارئ والانقطاعات. يمكن أن تستكشف الحكومة تكنولوجيا الأقمار الصناعية الأخرى أو الشركات المصنعة للأقمار الصناعية لتلبية احتياجاتها.

على سبيل المثال، يمكن أن تبحث تايوان في الشركات الناشئة التي تعمل على تطوير شبكات أقمار صغيرة الحجم ومنخفضة التكلفة. هذه الشبكات يمكنها توفير تغطية اتصالات عالمية وتكون أكثر مرونة ومقاومة للاضطرابات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعمل تايوان على تطوير البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية في البلاد. يمكن تعزيز الشبكات الأرضية لتوفير اتصالات استقرار أفضل وتعزيز الأمان والموثوقية.

تايوان يمكنها أيضًا العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال الاتصالات والتكنولوجيا. يمكن أن تستفيد من الخبرات والموارد التقنية للشركاء الدوليين في تطوير بنى تحتية قوية وموثوقة للاتصالات.

جهود حكومية لتعزيز بنية الاتصالات

وفي النهاية، يجب أن تكون تايوان قادرة على توفير حلول احتياطية موثوقة ومتنوعة للاتصالات لضمان استمرارية الاتصال في حالات الطوارئ والانقطاعات. يتطلب ذلك جهودًا حكومية وخاصة لتعزيز البنية التحتية والتكنولوجيا وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد.