مقتل أبو الحسين القرشي
مقتل أبو الحسين القرشي


بعد مقتل أبو الحسين القرشي.. دلالات الضربات الأخيرة للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 15 أغسطس 2023 - 01:41 م

أيمن‭ ‬فاروق

 الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها التنظيم الأم الإخوان، الذي خرج من تحت عباءته القاعدة وداعش وغيرها، تعاني كثيرا، نتيجة الضربات التي وجهت لها مؤخرا، وخير دليل على ذلك، وجود التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق الذي أصبح هشا وضعيفًا، بعد أن وجهت هيئة تحرير الشام ضربة قاصمة جديدة تؤكد على حالة الهذيان التي أصابت تنظيم داعش، وقتل زعيمه الحسين القرشي، مما يجعلنا نطرح سؤالا هامًا يدور حوله تحقيقنا وهو؛ ما وضع الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق؟، وما دلالات مقتل أربع قيادات لداعش في سوريا آخرهم ابوالحسين القرشي؟، وما وضع داعش وما تبقى من جيوب تخلفه في العراق؟، الإجابة في التقرير التالي.

في البداية يقول إسلام الكتاتني، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: إن سوريا والعراق لهما خصوصية في مواجهة الجماعات المتطرفة، خلال ١٢ سنة ماضية؛ حيث أن الموقع الجغرافي له تأثير واستخدام داعش يأتي كجزء سياسي واقتصادي من ناحية، والجانب الاقتصادي يأتي للتأثير على الصين وبعض الدول المستهدفة.

وأضاف إسلام الكتاتني؛ أنه من المهم من جانب بعض الدول أن يوجد بهذه المنطقة سوريا والعراق فوضى، بجانب مخطط الفوضى الخلاقة التي بدأت تظهر ملامحها على السطح منذ عام ٢٠١١، لهذا ظهور داعش والجماعات المتطرفة المختلفة مهم جدا بالمنطقة، حيث أن هناك أجهزة استخباراتية استطاعت وتمكنت من توظيف تلك الجماعات المتطرفة، لهذا وجد أبومصعب الزرقاوي، ومن بعده جاء أبو بكر البغدادي، الذي أنشأ ما عرف بالدولة الإسلامية في الشام والعراق، واستطاع التحكم والاستيلاء على جزء كبير من الأراضي السورية والعراق خلال الأعوام الثلاثة بعد عام ٢٠١١، وذلك يرجع بأن سوريا مليئة بالعرقيات المختلفة، فصارت بيئة سهلة للتفتيت، إضافة إلى تواجد العديد من الجماعات المتطرفة، مثل القاعدة وداعش والإخوان وغيرها.

اقرأ أيضًا : «آل الشيخ» يحذر من استغلال الجماعات المتطرفة الإسلام لتحقيق أهداف سياسية



أدوات رخيصة

ونوه الكتاتني، إلى أن الهدف من ذلك هو تفتيت هذه الدول خاصة العراق لشيعة وسنة وأكراد، موضحًا أن العراق لم يكن يحتاج لهذا، فالجنوب شيعى والوسط سني، والشمال أكراد، ولم تحتج لمجهود بينما سوريا هي التي عليها العين، أكثر من العراق الآن، لهذا نجد استمرار الحرب فيها حتى الآن وإن ضعفت لكنها ما بين فترة وأخرى نتفاجأ بعملية، ونجد أن الحرب هناك ضد الجماعات المتطرفة شبه حسمت للدولة السورية، بمساعدة إيران ودول أخرى، والمعارضة السورية المسلحة في الشمال الشرقي، مع انعدام عنصر التمويل تم قطعها عن هذه الجماعات؛ لهذا فإن نهاية هذه الجماعات قد اقتربت، إذ أن أدواتها رخيصة وهي التفتيت وذرع الفتن بين الشعوب في هذه المنطقة، وخلق أزمات اقتصادية.

واوضح الكتاتني الباحث في الجماعات المتطرفة؛ أننا في مرحلة النهاية، ولم يتبق سوى بعض جيوب تلك الجماعات المتطرفة في سوريا، وأكررها أن المعركة شبه حسمت لصالح الدولة السورية.

وأشار اسلام الكتاني؛ إلى أنه لا تزال فكرة المحاصصة وهو مصطلح سياسي، هي من دمرت العراق وخريطة الدولة تسير على أنه في الشمال أكراد والجنوب شيعة والوسط سنة، وأن يكون رئيس الدولة من الأكراد، بينما رئيس الوزراء شيعي، ورئيس البرلمان سني، مضيفا؛ داعش لم يبق بنفس القوة ولم يعد، مثل الماضي، ولن يكون لهم وجود حقيقي على الأرض، فما كان قد أفادهم وعاد عليهم بالنفع في العراق والاستيلاء على جزء كبير منها عوامل مساعدة، لكن الآن أصبح يوجد جيش العراق وجيش سوريا، والظروف السابقة لم تعد مهيئة أو متاحة، مثلما كان في أعوام ٢٠١١ و٢٠١٢ و٢٠١٣و٢٠١٤، واصبح من كان يستخدم الجماعات المتطرفة صار يضعها جانبًا لحين إعادة استخدامها مرة أخرى.

وكشف الكتاتني، أن ماحدث في مصر من ثورة شعبية كبيرة وتصدي الجيش لجماعة الإخوان الإرهابية، أفشل جزءًا كبيرًا من المخطط الحاصل للمنطقة، ولكن إعادة بناء وإعمار هذه الدول تحتاج مجهودات ضخمة ومساعدات كبيرة لإعادتها لما كانت عليه في الماضي، فسوريا قبل الحرب التي واجهتها كانت لديها اكتفاء ذاتي، إضافة إلى أنها كانت تقف إلى جانب الدول العربية ودول الجوار، بينما الآن تشهد أزمة اقتصادية كبيرة فالدولار بـ ١1 الف ليرة سورية، لهذا على المجتمع الدولي والعربي مساعدة سوريا من أجل عودتها إلى ماكانت عليه.

آسيا وافريقيا

وقال منير أديب الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة؛ إنه منذ أن تم الإعلان عن سقوط دولة داعش في ٢٢ مارس عام ٢٠١٤ قتل أربعة خلفاء لتنظيم داعش، أول هؤلاء الخلفاء أبو بكر البغدادي، أبو إبراهيم الهاشم القرشي، ثم ابوالحسن الهاشم القرشي، وأخير أبوالحسين القرشي، قتل ٤ خلفاء في ٤ سنوات، منذ ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٣، وأغلب هؤلاء من زعماء تنظيم داعش الإرهابي، قتل اغلب هؤلاء في شمال غرب سوريا إذن هذه المنطقة هي المنطقة الأخيرة لهؤلاء الخلفاء ممن تولوا زعامة التنظيم الإرهابي داعش، الموطن الاخير ربما لهذه القيادات التي يتواجد أغلبها في بيوت سكنية او أنفاق تحت الأرض، موت هؤلاء لا يعني أن التنظيم انتهى، وقتل هؤلاء القيادات بالتنظيم تعد ضربة قوية لداعش، ولا يعنى أن التنظيم انتهى لكن التنظيم مازال موجودًا ولا يزال قويًا وقادرًا على تنفيذ عمليات مسلحة، صحيح أن هذه القيادات ستؤثر على بقاء وجود التنظيم وتضعفه.

وأضاف منير: صحيح أن التنظيم في حالة ضعف شديد لكنه لا يعني أنه انتهى بصورة كاملة، فسرعان ما اختار خليفة رابع، لذلك على المجتمع الدولي مواجهة تلك الجماعات الإرهابية، ولابد أن يكون هناك استراتيجية عامة لمواجهة مثل هذه التنظيمات أمنيًا وفكريًا ايضا بفضح أفكارهم ودحضها دينيًا.

وأكد الباحث في شأن الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، على أن تنظيم داعش الإرهابي، والجماعات المتطرفة ضعفت في سوريا والعراق، فكل قيادات داعش انتقلوا إلى سوريا وتم اصطيادهم في شمال شرق سوريا، وهم أبو بكر البغدادي، ابراهيم، الحسن القرشي والحسين القرشي، جميع هؤلاء تم قتلهم في سوريا، وكلهم موجودون في سوريا وضعيف، ولن ينتقلوا الى أوروبا كما يعتقد البعض، لكن التنظيم موجود وبقوة في آسيا وافريقيا.

وأضاف؛ أن هيئة التحرير الشام هي من اصطاد الزعيم الأخير للقاعدة وقتلته، وهذه دلالات تؤكد على ضعف تنظيم داعش.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة