ميشيل لوكير.. نسخة فرنسية من الخواجة عبد القادر
ميشيل لوكير.. نسخة فرنسية من الخواجة عبد القادر


ميشيل لوكير.. نسخة فرنسية من الخواجة عبد القادر

حنان الصاوي

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 - 10:40 ص

يجذب الراهب الفرنسي ميشيل لوكير، «65 عاماً»، فضول زوار قرية حجازة في صعيد مصر، بهيئته الإفرنجية التي عجز دائماً عن إخفائها، رغم ارتدائه للملابس التقليدية لسكان الصعيد، على امتداد أكثر من أربعة عقود، عاش خلالها في تلك القرية الصغيرة من أعمال محافظة قنا، وعايش سكانها وتقاسم معهم خبزهم وماءهم ولكنتهم الجنوبية، بعدما نجح واثنان من أصدقائه في تأسيس أول مدرسة لتعليم فنون النحت على الخشب.

ويبدو الخواجة ميشيل وهو يرفل في جلبابه البلدي، أقرب ما يكون إلى شخصية الخواجة عبد القادر، التي جسدها الفنان يحيى الفخراني، في المسلسل الشهير الذي يحمل نفس الاسم قبل سنوات، متذكراً سنواته الأولى التي حط فيها رحاله بقرية حجازة، باحثاً عن الهدوء والسكينة، في منتصف السبعينات، بعد سنوات من الصخب عاشها في مسقط رأسه بفرنسا، قبل أن يجد ضالته، في تلك البقعة النائية الساحرة على نيل قنا، ليشارك صديقيه، الراهبين بطرس أيون وفرانس جيو، تأسيس تلك المدرسة الحرفية، التي تخرج فيها على مدار أكثر من ثلاثة عقود، مئات من الحرفيين المهرة، قبل أن يودع صديقيه قبل سنوات، وداعاً أخيراً، ويدفنهما في الأرض التي عشقاها وعاشا فيها حتى الرمق الأخير.

لا يعرف أحد على وجه الدقة، ما هو السر الدفين في قرية حجازة، والذي استطاعت من خلاله أن تجذب على مدار أكثر من خمسين عاماً، كل هؤلاء الرهبان الباحثين عن الهدوء والسكينة، وهو الهدف الذي ضحى من أجله ميشيل، بوظيفة مرموقة في المعهد الفرنسي بالقاهرة، ليقرر قبل فترة بعيدة، أن يستقر بشكل كامل في تلك القرية، وتعلم اللغة العربية، من خلال ما كان يقع تحت يديه من ترجمات وكتب، فضلاً عن الممارسة اليومية أيضاً، ويقول ميشيل بلهجة جنوبية واضحة: لعلها الأجواء نفسها التي تربيت فيها، إذ ولدت في الريف الفرنسي، لأسرة احترفت الزراعة.
 

تشتهر قرية حجازة، مثل عشرات من قرى الصعيد بالعديد من المنتجات اليدوية، لكنها تخصصت منذ عقود بعيدة في صناعة الأخشاب، وبخاصة الخشب الذي يطلق عليه اسم «السرسوع»، والذي يعد جزءاً أصيلاً من تراث تلك القرية الموغلة في القدم، والتي أصبح لمنتجاتها اسم كبير له شهرة عريضة في سوق المشغولات اليدوية، المستوحاة من التراث الإسلامي والقبطي والفرعوني.

اقرأ أيضا|«طفل مصاص دماء».. حكاية مقبرة يعود تاريخها للقرن السابع عشر| صور

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة