خالد محمود
خالد محمود


المشهد

«عمر خيرت»

الأخبار

الخميس، 17 أغسطس 2023 - 06:13 م

يبقى الموسيقار عمر خيرت حالة خاصة بين مبدعى العصر ، موسيقاه عابرة للأجيال والثقافات كأيقونة تشع دائما بقيمة مصر الفنية .

خارج أسوار الأوبرا وداخلها يتألق عمر خيرت ويبقى جمهوره منتشيا بنفس القدر والشغف والمتعة والإعجاب بموسيقى تتسلل إلى الوجدان توقظ الاحساس بالسعادة وبحب الحياة .

ما هذه الحالة التى يضعنا فيها عمر خيرت وهو يخترق الاعماق بمعزوفاته ، السؤال يلح على عقب كل حفلة اشاهده فيها وآخرها حفلة مهرجان العلمين واترقب مزاج الجمهور الغفير من حولى ، ويقف الجميع بمن فيهم مجموعة الصبية والأمهات المحجبات يحيون الموسيقار الكبير . المشهد طمأننى بأن عشق الموسيقى والفن والإبداع الحقيقى لن يوقفه شىء .. لا تيارات ولا أفكار محبطة .. ستظل هناك دائما همزة وصل بين مشاعر هذا الشعب وبين الفن مهما حاولت أيديولوجيات أن ترجف تلك الحالة أو موجات عشوائية تنال منها وتقلل من قيمتها وتأثيرها .

جاءت مقطوعات عمر خيرت الموسيقية لتلهم الجمهور عشقا وحبا لتلك النغمات وصوت الآلات الذى علا على صوت أى عشوائيات قد يبثها البعض ، توحدت آهات الحضور جميعا مع موسيقى الخواجة عبدالقادر ، وهى تنطق بلفظ الجلالة « والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبّك مقرون بأنفاسى « . . حتى عندما بدأت أصابع الموسيقار الملهم تعزف مقطوعته « عارفة » كان الجميع يغنى معه كلمات اللحن الذى شدا به على الحجار فى أغنيته الشهيرة ، وعلا صوت إحدى الفتيات « تانى تانى » ، واستجاب خيرت وفرقته ليعيد المقطوعة مرة أخرى .

شعرت أن الموسيقار العجوز قد عاد صبيا فى العشرين يعزف فرحا مستمتعا ونحن معه مقطوعة « حبيبته « تلك الموسيقى التى قدمها لحفيدته ، وكذلك « عسل اسود « و« فاطمة » و« مسألة مبدأ » و« قضية عم أحمد » و « فيها حاجة حلوة » و« مائة سنة سينما » و« ضمير أبلة حكمت » و« زى الهوى » و« خلى بالك من عقلك » و« مافيا » و« دعاء » و» العرافة والعطور الساحرة « و « العاصفة »

و» إعدام ميت «، و»عارفة»، و» اللقاء الثانى، و» غوايش «، و» البخيل وأنا «، و» صابر ياعم صابر»، و» عفوًا أيها القانون «، 100 سنة سينما «و« أندلسية » و« ربيع فى العاصفة »، كانت المقطوعات تعزف على أوتار حياة فيها شروق وغروب.. حياة مليئة بكل أحاسيس البشر .
نظر خيرت فى عيون الجمهور وقال «منورين نور عظيم، أشكركم على حضوركم»

شعرت ومعى كثيرون وكثيرات مع نهاية آخر مقطوعة موسيقية لعمر خيرت بنوع من التطهر والطمأنينة والهدوء وراحة البال .. شعرت أن عقلى يريد أن يكتب لحنا لوطن مايزال يعيش مبدعوه .. وطنا من الأفضل له أن يتخذ من الإبداع وصيا على وجدانه وهو مطمئن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة