الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 06:43 م

لاشك أن الموسم السينمائى الصيفى هذا العام يشهد تجارب سينمائية متباينة، تؤكد زيادة حركة الإنتاج «كما» على الأقل، مابين جيل من الكبار يسعى لاستعادة مكانته، وبين جيل جديد من الشباب يحاول إثبات وجوده.

الملاحظ أن الكوميديا هى سيدة الموقف هذا الموسم، فأغلب الأفلام تدعى الانتماء إليها، غير أن هناك فرقا كبيرا بين الكوميديا والاستظراف، بين الطبيعية والافتعال، وبين الحقيقة والادعاء، ينتمى فيلم «وش فى وش» - أحدث الأفلام التى انضمت إلى سباق الصيف- للكوميديا الحقيقية التى تثير الضحك عبرمواقف درامية، وبرغم أنه يطرح قضية جادة ومتجددة، طالما تناولتها الدراما سينمائيا وتليفزيونيا وهى قضية «الخلافات الزوجية»، التى يمكن أن تفتح باباً للهبوط والنكات إذا وقعت فى يد مخرج يسعى لزغزغة الجمهور بأى طريقة، لكنها لحسن الحظ  وقعت فى يد مخرج ومؤلف موهوب حقا، كتب سيناريو متماسكا، قويا.

رسم شخصياته بدقة، وقد نجح فى اختيار ممثليه الملائمين تماما لشخصياته، ليدين كل الأطراف فى أزمة بطليه، الذين تسببوا فى تأجيج الموقف بداية من أم الزوجة التى تجد فى طلاق ابنتها انتقاماً لفشلها الشخصى فى علاقتها مع زوجها، ثم تدخل الأصدقاء فى إفساد حياة الزوجين ودفعهما إلى حافة الانفصال، وحتى المحامون الذين أطلوا كضيوف شرف عبر الفيديو كول «خالد الصاوى ولطفى لبيب» ليهدد كل منهما الآخر، كما لايعفى بالطبع  الزوجين «أمينة خليل ومحمد ممدوح» من المسئولية.

أحداث العمل تدور خلال ليلة واحدة فى مكان واحد «شقة الزوجية»،  مما يعد تحدياً لصناع الفيلم إلا أن المخرج  استطاع أن يجعل منها مكانا مفعما بالحيوية والجمال، لاسيما أن بطله مهندس ديكور، ليجعل من كل ركن بها مكانا مميزا فى غرفها ومطبخها وشرفتها الواسعة.  

إذا وجدت أن أبطال الفيلم يظهرون بأفضل حالاتهم ففتش عن هذا المخرج الذى لايترك ممثليه إلا بعدما يحصل على أفضل أداء منهم، وقد جعل من كل ممثل بطلا بمساحة أتاحت له إبراز قدراته، بدءا من الممثلين الكبار والشباب وحتى الوجوه الجديدة وضيوف الشرف. ويبقى المؤلف والمخرج وليد الحلفاوى نجل الفنان الكبير نبيل الحلفاوى هو البطل الحقيقى لهذا الفيلم الذى أتوقع أن ينافس بقوة فى سباق الموسم الصيفى.