الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 08:08 م

من عيوبنا أننا ندعى أننا نعرف كل شىء! نتصور أنه لا يتفق مع الكرامة أن نقول أننا لا نعرف مكان شارع- مثلا. فنظل نقول لمن يسألنا: ادخل يمين وشمال فى يمين .. إلى أن يضل  طريقه. نفس الشىء نفعله إذا اشتكى شخص من  مرض،  نصف له العلاج – بناء على تجربتنا الشخصية - دون تردد!.

الحمد لله، خرائط «جوجل» على الإنترنت، تولت عنا مهمة الارشاد فى الطرق، وموقع «جوجل» حل مكاننا فى وصف الدواء لكل داء!.

مشكلتى ليست فى استخدام «جوجل» ، فى كل شخص له تفكيرة وظروفه!  لكن مشكلتى مع من يدعى أنه يعرف كل شىء. يعرف القيادة ويطيح فى الشوارع مهددا حياة البشر، و مشكلتى مع من يبنى عمارات وهو لا يعرف الف باء هندسة، فتسقط فوق رؤوس السكان، ومشكلتى مع حلاقى الصحة فى القرى والنجوع  الذين يجرون العمليات الجراحية!.

سمعت أن موظفين فى إحدى المصالح اتفقوا  يوما على أن «يشتروا دماغهم» ويحيلوا  كل طلب أو شكوى  إلى فلان الفلانى. تسأل عن المعاش يقولوا لك أنه عند فلان. ينصحك موظف أن تتجه يمين، وآخر إلى اليسار، وبعد أن تدوخ السبع دوخات تكتشف أن فلان الفلانى ليس موجودا فى المصلحة كلها.
نحن نخسر أموالا كثيرة بسبب اعتقادنا اننا نعرف كل شىء. 

علاجنا الوحيد.. هو أن نبتعد عن الحداقة والفهلوة.