عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

المسيرة الواعدة

عمرو الديب

الأحد، 20 أغسطس 2023 - 08:44 م

هل يعقل أن يكون النباح القبيح المزعج سبيلًَا إلى الإصلاح، وهل يمكن أن يصبح الانحطاط وسيلة  للارتقاء وفى حياة الأمم والشعوب هل يصلح العويل وشق الجيوب ولطم الخدود طرقًا لنهضة الأوطان، وصعود البلاد أسئلة يفرضها المشهد المخزى لذلك النباح المتواصل الذى تطلقه أبواق الشر ليل نهار متحاملا على المسيرة المصرية الواعدة،  حيث ينبرى حشد من العملاء المفضوحين التشكيك فى كل شئ والتهكم على أى شئ، والاستخفاف بالجهود المخلصة التى لم يعرف وادينا مثلها فى عصرنا الحديث والمعاصر أيضا، فقط آنس إلى قريب منها فى مشروع محمد على الكبير للتحديث، وفى خطوات ثورة يوليو العملاقة ومحاولات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر النهوض بمصرنا على مختلف الأصعدة على الرغم من احتدام الصراع العربى الإسرائيلى فما تشهده بلادنا الآن فى ظل الجمهورية الجديدة ليس فقط استعادة لتلك الأجواء البناءة والروح الطموحة، ولكنه تحقيق أكثر مما كان الرواد يصبون إليه، ويحلمون به، ويكفيهم اعتزازًا أن منجزهم بدا جزءًا من الرصيد المصرى الذى يمكن أن يبنى عليه رغم الفجوات الهائلة العميقة، والفراغات الشاسعة المخفية التى تلت فترات الصحوات والنهضات، ولهذا اندهش كثيرًا حين اصطدم بنباح أحد من هؤلاء على ذلك الموقع الشهير فى العالم الافتراضى، أو مبثوثا وسط مواد أحد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تفاجأ بصراخ وعويل من هذا المأجور، أو ذلك العميل  يقتحم دنياك بوصلة من الانحطاط، والبذاءات والتطاول على كل الأشياء، وإهالة التراب فوق المشهد المصرى برمته، وأعجب من أبواق تلك الجماعة الشيطانية التى تتخفى وراء رداء الدين والقيم الأخلاقية كم هى منحطة، وسافلة فى خطابها، ومتدنية إلى أقصى حد فى خصومتها ونزاعاتها، ماهذا الانحطاط الذى يخرج من أفواه مأجورى الإخوان المجرمين المنحطين؟ وكم هو قبيح خطاب هؤلاء الطافح بالغل والأحقاد والضغائن، فهم لايرون فى الدنيا إلا أنفسهم  وسائر الناس هراء، وقد ألمح أكثر من مفكر مصرى إلى تشابه تلك النظرة الاستعلائية مع النرجسية «الصهيونية» الشهيرة، والحمد لله أن أجيالنا، وجدت مفكرين غيورين على أوطانهم، وعلى دينهم البرئ من ممارسات الخوارج الجدد مثلما فعل العملاق حقاً مضموناً لا شكا عباس محمود العقاد، ولكن أجيالا جديدة ناشئة معرضة للأسف لهجمات هؤلاء وطوفان أكاذيبهم وانحطاط أساليبهم على مواقع التواصل، ولذلك على المفكرين المخلصين أن يضطلعوا بادوارهم فى التصدى لسيول زيفهم وشائعتهم فى شتى الأماكن والمواقع المنتشرين فيها، وليملأ مفكرونا الجادون المخلصون الفضاء الافتراضى بطرحهم المنتمى وفكرهم السوى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة