عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: الواجب الوطني المقدس

عصام السباعي

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 - 08:26 م

ما نحتاجه هو العمل ثم العمل والإنتاج والتصدير بقدر ما نستطيع ، وأن نسرع الخطى على طريق العلم والبحث والفنون لتعويض ما فاتنا، وأن نواصل الانطلاق  بأقصى سرعة لإصلاح ما تهدم، وإعادة بناء ما تحطم، وتصحيح مسار ما انحرف عن الطريق، من أجل إعادة بناء مصر الجديدة القوية الأبيّة، على أسس صلبة وبُنى أساسية محترمة صالحة للانطلاق اليوم وغدا وفى المستقبل المتوسط والبعيد، وتحقيق الهدف الأسمى، وهو الوصول لأرقى المعدلات فى مؤشرات جودة حياة المواطن المصرى.

ولكن يبقى السؤال المهم: هل يمكن أن يعيش الوطن، إذا استسلم بعض أهله لمن يحاول الاحتيال عليهم لسلبهم أثمن ما يملكون، وهو الأمل، ويتآمرون من أجل إصابة الناس بالإحباط والتشاؤم، وهل يستطيع أى وطن أن تستقيم قامته وترتفع هامته، وهناك من يحفر الأرض من تحت أقدامه، بمعاول التشكيك وهز الثقة، ونشر الحقد، ونثر الأكاذيب؟!!

حاول أعداء الوطن كثيرا أن يحاربوه بتلك الأسلحة الخفية من وراء الستار، وهى أسلحة  تقتل وتدمر وتحرق، دون أن ندرى أو نشعر، وكلما تجاوزنا خطرا، ابتكروا غيره، وإذا فزنا فى أى تحدٍ

قد خسره الكثير من الدول، التفوا بطابورهم الخامس الذى يعيش وسطنا، والطابور السادس الذى قد يكون من حولنا، ولكنهم استحبوا تحقيق مصالح رخيصة، وتجردوا من كل معايير النخوة والرجولة والكرامة والانتماء، فتحالفوا مع أى شيطان يحقق لهم مبتغاهم، ولو كان على حساب الوطن والدم الواحد والمصير المشترك!

المؤكد أن العالم قد عانى من هزتين اقتصاديتين عالميتين، جائحة وباء كورونا، وأصابته زلازل متتالية ضربت العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، قصمت «وسط» أقوى اقتصادات فى العالم، فى حين صمد الاقتصاد المصرى فى الأولى بشكل يصل إلى المعجزة، بفضل الإصلاحات الهيكلية التى نفذتها الحكومة المصرية، ومازال وبكل المقاييس من الاقتصادات الناجية من نار أحرقت العديد من الدول، وحقيقةً فما أصابنا نتيجة الحرب الأوكرانية، كان بأقل قدر من الأضرار، حيث كان أهل الشر يتوقعون ما هو أكثر بكثير، وكانوا يمنّون أنفسهم بنجاح مخططهم الخبيث، وبدأوا فى الانتشار من أجل استغلال الآثار الجانبية للأزمات العالمية، ونفخ السموم فى وسائل التواصل، ونشر رياح الشائعات الكريهة فى نفوس الناس.

إنهم نفس الشياطين القديمة فى الداخل والخارج، وفى المنطقة وفى خارجها، هم نفس الذئاب الحقيرة القديمة، وربما لبس بعضهم أقنعة مختلفة جديدة، وانتحلوا أسماء أخرى، ولكنهم مكشوفون مفضوحون، ومصيرهم ومصير مخططهم، سوف يلقى نفس نهاية المخططات السابقة مع جماعة الإخوان الإرهابية، ونهايتهم ستكون واحدة وهى الفشل، وسوف يتلقون صفعة جديدة بإذن الله، وسينالون درسا جديدا من الشعب المصرى، وسيكون مصيرهم ومصير مؤامراتهم الخذلان والخيبة، وسيواصل المصريون كفاحهم من أجل تغيير واقعهم، ونحت خريطة جديدة لوطنهم بدأت ملامحها تتشكل، ويستطيع أى إنسان فى أى مكان، أن يرصد تغييرات مساحة اللون الأخضر، وانتشار المصانع والحقول، وامتداد الطرق والعمران، وأن يلمسها على إحصائيات التعليم والبحث العلمى والصحة والحماية الاجتماعية والإنتاج والتصدير.

الطريق إلى مصر العصرية شاق وصعب، وليس مستحيلا، قطعنا فيه شوطا طويلا، ومازال أمامنا الكثير، ويحتاج إلى عمل مستمر وإخلاص دائم، ويتطلب  الصبر على المجهول، وتوقع وتحمل الأشواك التى سينثرها الكارهون وأصحاب المصالح من تحت أقدامنا، وما أقوله إن كل عملنا لن يكتمل إلا بالصبر، والأمل فى أن الغد أفضل، وإيمانٌ بأن الله لا يضيع عمل المخلصين، والثقة فى قبطان السفينة وقائد الركب، من أجل إتمام ذلك الواجب الوطنى المقدس.
ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر .

◄ بوكس
خروج المجرم من السجن،
لا يعنى
أنه قد استرد شرفه واعتباره!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة