عبد السلام النابلسي
عبد السلام النابلسي


في ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسي.. سطور من حياة «حسب الله السادس عشر»

ميادة عمر

الأربعاء، 23 أغسطس 2023 - 09:54 ص

في مثل هذا اليوم 23 أغسطس من عام 1899 تحل ذكرى ميلاد الفنان عبد السلام النابلسي، هو ممثل من أصل لبناني فلسطيني، اسمه الكامل عبدالسلام عبدالغني النابلسي، ولد في مدينة طرابلس اللبنانية إلا أن جذوره تعود إلى مدينة نابلس الفلسطينية حيث كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملاً في تلقي تعليمه في الأزهر الشريف وبالفعل حفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب اللغة الفرنسية والإنجليزية، لقب في الأوساط الفنية بلقب (الكونت دي نابلس). 


في عام 1925 عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة ومنها مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح، وفي عام 1929 سنحت له الفرصة ليخوض التجربة الفنية على يد السيدة آسيا في فيلم "غادة الصحراء"، لكنه لم يكن مفتاح دخوله إلى النجومية بل جاء فيلم "وخز الضمير" عام 1931 ليحقق له ذلك المنال، لم يكتف عبدالسلام بكونه ممثلاً ناجحاً بل اتجه أيضًا إلى الإخراج وعمل مساعد مخرج خاصة مع الفنان (يوسف وهبي)، إلا أنه في عام 1947 تفرغ مرة أخرى للتمثيل وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا في ذلك الوقت.

وكانت بدايات النابلسي في أدوار الشاب المستهتر ابن الذوات ولم يكن مضحكاً في أفلام عديدة منها "العزيمة" لكمال سليم 1939 و"ليلى بنت الريف" لتوجو مزراحي 1941 و"الطريق المستقيم" لنفس المخرج 1943 وغيرها.


رحل إلى لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب التي طالبته بدفع 13 ألف جنيه في حينها ولم تفلح محاولاته والتي بدأها في عام 1961 لتخفيضها إلى 9 آلاف وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهاً فقط، الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عاماً، وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب دليلاً على عدم جديته في السداد فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965 الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب، وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.

وفي بيروت عاش النابلسي ملكاً وأصبح عام 1963 مديراً للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان ومثل في أفلام "فاتنة الجماهير" و"باريس والحب" و"أفراح الشباب" و"بدوية في باريس" و"أهلاً بالحب" وأهمها مع الفنانة صباح والتي كان شاركها من قبل في أفلام "شارع الحب" و"الرباط المقدس" و"حبيب حياتي" حقق النابلسي رغبته القديمة في الإستقرار الأسري بعد أن ظل متمتعاً بلقب أشهر عازب في الوسط الفني وحتى وصل إلى الستين من عمره وذلك عندما تزوج من إحدى معجباته (جورجيت سبات) وقام بإتمام إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبي دون علم أسرة الفتاة والتي دخلت معه في صراع مرير أرغمته خلاله على تطليقها قبل أن تحكم المحكمة بصحة الزواج ويتم الصلح بينهم. 


التقى عبد السلام النابلسي مع إسماعيل ياسين في 36 فيلماً بين عامي 1946 و1967 (رغم أنهما في بعض الأفلام لم يلتقيا في نفس المشهد)، وكانا في البداية يؤديان أدواراً مساعدة لنجوم الصف الأول مثل فريد الأطرش، ومحمد فوزي، وكمال الشناوي، ثم عمل النابلسي ممثلاً مساعداً في الأفلام التي قام ببطولتها إسماعيل ياسين، وقام إسماعيل ياسين في المقابل بتأدية دورٍ مساعدٍ في أول بطولةٍ مطلقةٍ للنابلسي في فيلم حلاق السيدات عام 1960، وبذلك فإن إسماعيل ياسين هو على الأغلب أكثر من مثل مع النابلسي. وأكثر من مثل أيضاً مع الفنان فريد الأطرش والفنان عبد الحليم حافظ حيث إلتقى مع فريد الأطرش في 16 فيلماً، بداية من فيلم إنتصار الشباب عام 1941 (أول أفلام فريد) إلى فيلم الحب الكبير عام 1969 (آخر أفلام النابلسي عرضاً)، ومع عبد الحليم حافظ في خمسة أفلام أما فيما يتعلق بوفاته فقد تلاحقت الأحداث سريعاً في الأشهر الأخيرة من حياته خاصة بعد أن أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه، الذي كان معناه إفلاس النابلسي هو الآخر لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك، زادت شكواه من آلام المعدة وأخذت حالته تزداد سوءا إلى أن امتنع عن الطعام تماما قبل أيام من رحيله حتى كانت ليلة 5 يوليو 1968 حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة فتكفل بها صديقه الفنان فريد الأطرش.

بعد وفاته بأيام قليلة أعلنت الفنانة زمردة سر مرضه، حيث أكدت أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أشاع ولكنه كان مريضا بالقلب منذ عشر سنوات، وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لايتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم، وقد حفظت هذا السر حتى وفاته التي حدثت إثر أزمة قلبية حادة.

اقرأ أيضا| رحلة «الصول بكير» بين الصحافة والأزهر والفن

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة