صورة موضوعية
صورة موضوعية


مناطق الألم تساعد الطبيب على التشخيص السليم

«الفيبروميالجيا».. لص أعمار النساء!

إيمان طعيمه

الأربعاء، 23 أغسطس 2023 - 12:52 م

الفيبروميالجيا Fibromyalgia أو كما تطلق عليه النساء «اللص الخفي» الذى يسرق حياتهن بألم غامض دون سابق إنذار، ويجعل المصابة به تسير فى دائرة مغلقة لا تعلم متى تنتهي. وقد أثبتت الدراسات أن الفيبروميالجيا مرض يصيب النساء في منتصف العمر بنسبة 80% مقابل 20% من الرجال، بدون أسباب واضحة ويتسبب فى الشعور بهجمات من الآلام المبّرحة فى جميع مفاصل الجسم لا تستجيب للعلاج، ما يجعل المريضة في حيرة من أمرها ولا تجد خيارًا إلا أن تتقبل الواقع وتحاول التعايش معه.

◄ أشهر أعراضه ألم المفاصل وتقلبات المزاج والصداع

تقول مروة (40 عاما) وهى زوجة وأم لثلاثة أطفال، إن معاناتها مع الفيبروميالجيا بدأت منذ عامين بعد وفاة والدتها، فشعرت بصدمة كبيرة وفوجئت بعدها بتحملها العديد من المسئوليات الأخرى بجانب رعاية أسرتها، ما جعلها دائما فى ضغط عصبى وبدني، وأصبحت تشعر بآلام شديدة فى مفاصل الجسم وصداع مستمر و«همدان» ورغبة فى النوم وعدم القدرة على الوقوف على قدميها أو إنجاز المهام اليومية المعتادة، حتى أنها لم تعد تحتمل أى أصوات مرتفعة بجانبها لتجد نفسها تصرخ بدون سبب، والآن تعانى نوبات متكررة متفاوتة الشدة، فحينما تكون النوبة بسيطة تكابد لمقاومتها، وعندما تشتد حدتها لا يكون أمامها سوى الاستسلام وتناول المسكنات ومضادات الالتهاب وتدعو الله ليرفع عنها الألم.

◄ حكايات
أما دعاء (29 عامًا) فقد مرت بمشكلة قوية فى حياتها الشخصية، وبعدها أصبحت تعانى ألما شديدا فى عضلة القلب وتظهر عليها علامات الإصابة بالجلطات والإغماء، ووصل بها الأمر لدخول غرفة العمليات 5 مرات وإجراء قسطرة تشخيصية عند كل مرة تصاب بالنوبة والمفاجأة أن الشرايين والأوعية الدموية فى حالة سليمة ولم يكن هناك داعٍ لإجراء القسطرة، وقد ذهبت لأطباء فى مختلف التخصصات وأجرت جميع الفحوصات اللازمة لتعرف سبب الألم لكن لم تجد شيئا عضويا، إلى أن قصدت طبيبا متخصصا فى علاج الألم واكتشفت إصابتها بالفيبروميالجيا وبدأت تتناول علاجات مهدئة للتوتر مع مسكنات وأدوية أخرى للسيطرة على نوبات الألم.

فيما تقول عبير (35 عامًا) إنها اكتشفت إصابتها بالفيبروميالجيا قبل ثلاث سنوات بعد رحلة شاقة بين الأطباء والمستشفيات لتعرف سبب الألم الذى يضرب كل مفاصل جسدها، مشيرة إلى أنها تناولت العديد من أدوية الاكتئاب التى لم تعد تحتملها خاصة بعد تطور الأعراض وإصابتها بحساسية من الصوت والضوء، فالخروج من المنزل ليلا أصبح أزمة حقيقية لها، فهى لم تعد تحتمل الأضواء الليلية ولم تعد قادرة على قيادة السيارة، فضلا عن أن الأصوات العالية أصبحت بمثابة عذاب لها لا تستطيع تحملها مطلقا.

◄ اقرأ أيضًا | نصائح طبية .. أسباب «آلام عظم الذنب» وفوائد العلاج بتقويم العمود الفقري

◄ الأسباب والأعراض
من جانبه، يوضح الدكتور عبدالرحيم العوامي، أستاذ علاج آلام الأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب بجامعة أسيوط، عضو الجمعية العالمية لعلاج الألم، أن مرض الفيبروميالجيا يعرف بمتلازمة الألم العضلى الليفى الذى يؤثر سلبا فى قيام كل أعضاء ومفاصل الجسم بوظائفها الطبيعية، ما يجعل المريض يشعر دائما بالإرهاق والاضطرابات الجسدية والنفسية والأرق وعدم القدرة على النوم، فضلا عن تدهور الذاكرة والنسيان والعصبية المتكررة والتقلبات المزاجية واضطراب الشهية، كما يعد الصداع التوترى من أبرز الأعراض التى تصيب أغلب المصابين، كذلك ألم المفاصل، ومنها مفصل الفك الذي يمنع المريض من القدرة على تناول الطعام، واضطراب القولون العصبى وضربات القلب، ومشكلات المثانة والتهابات فى مجرى البول وتساقط الشعر.

ويشير إلى أن السبب وراء الإصابة تحديدا غير معروف حتى الآن، والأرجح هو الجينات الوراثية التى يمكن أن تظل كامنة في الجسم وتنشط عند التعرض لاضطرابات نفسية شديدة، أو عند التعرض لحادث ما ويظل المريض متأثرا به لفترة طويلة، وأحيانا يكون بسبب نقص شديد فى فيتامين (د) بالجسم، وغالبا ما يصيب النساء لأنه ليس لديهن القدرة على تحمل الضغط النفسي، ويتم التشخيص من قبل الطبيب من خلال استبعاد الأمراض الأخرى أولا والتعرف على الأعراض السابقة وأيضا عن طريق أماكن الألم الموجودة بالجسم فى 18 نقطة وبمجرد لمسها تشعر المريضة بألم شديد.

ويشير إلى أن أهم أنواع العلاج المستخدمة هى مضادات الاكتئاب والأدوية الباسطة للعضلات والمسكنات والأدوية المطمئنة والمهدئة، حيث يتم توزيعها بطرق محددة للسيطرة على الأعراض، مع نصح المريضة بضرورة التحلى بالهدوء ومحاولة السيطرة على الاضطرابات العصبية خاصة أن الحالة قد تستمر لسنوات أو مدى الحياة.

◄ دور التغذية
فيما تؤكد المهندسة رقية حسن، اختصاصية علوم وتكنولوجيا الأغذية، أن التغذية يقع عليها دور مهم فى مواجهة أعراض الفيبروميالجيا، حيث يجب الابتعاد عن كل ما يتسبب فى زيادة التهاب الأعصاب عن طريق استهلاك كمية أقل من السكر ومصادر الجلوتين كالقمح، وسكر اللاكتوز الموجود بالألبان والجبنة، مع زيادة تناول الخضراوات والفواكه ومصادر البروبايوتك كالزبادى والمخلل المنزلى لظبط البوتاسيوم والماغنسيوم بالجسم، والإكثار من مصادر أوميجا 3 وأهمها الأسماك الدهنية كالسردين والتونة والماكريل وأيضا زيت الزيتون، بالإضافة لمصادر السيلنيوم الهام لمحاربة الشوادر الحرة التى تتسب الالتهابات ويتوافر فى البصل، وأيضا فيتامين (ك) لأنها مواد مضادة للالتهابات وتتوافر فى الجرجير، وتعتبر الخضراوات الورقية من أفضل المصادر للكالسيوم والماغنسيوم مثل البقدونس والملوخية والشبت والكرفس، كما نصحت بضرورة إدخال الكركم والزنجبيل فى النظام الغذائى اليومى لتميزها بمحاربة الالتهاب، حيث إن مادة الكركمين الموجودة بالكركم تساعد على تخفيف الألم والتيبس الذى يشعر به المريض وكذلك الزنجبيل لاحتوائه على خواص مضادة للألم.

كما تنصح بالتعرض للشمس فى الساعات الأولى من النهار حتى يستطيع الجسم إنتاج فيتامين (د) وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من نسبته بالجسم ومدى الاحتياج له فى شكل فيتامين، ويجب استشارة الطبيب لوصف المكملات الغذائية المناسبة من فيتامينات (ب) و(ك) وسيلنيوم، والحرص على المشى يوميا للمساعدة على زيادة نسبة الأكجسين بخلايا الجسم وزيادة الطاقة وتقليل التوتر، مع التأكد من استقامة العمود الفقرى للمساعدة على الحفاظ على الجهاز العصبي، وكذلك الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم بحد أدنى من الساعة الحادية عشرة مساءً إلى الرابعة فجرًا. واختتمت حديثها بأهمية توعية المحيطين بالمريض بطبيعة المرض ومحاولة التخفيف عن المريض وتقديم الدعم النفسى له للمساعدة على تحقيق أعلى نسبة شفاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة