صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

مكاسب الحوار الوطنى

صالح الصالحي

الأربعاء، 23 أغسطس 2023 - 09:01 م

منذ أن تمت الدعوة للحوار الوطنى والآمال معقودة عليه فى طرح أفكار ورؤى جديدة ومبتكرة تساهم فى إيجاد حلول للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ووسط تحديات عديدة والتشكيك فى جديته، عقد الحوار الوطنى جلساته.. وكان عند حسن ظن الجميع، نجح فى كسب الرهان باقتدار، وتمكن من التوافق على عدد من التوصيات فى مختلف القضايا، والتى بلغت ١١٣ قضية تمت مناقشتها فى ١٩ لجنة، أصدرت ١٣ لجنة منها توصياتها، ومازال النقاش مستمرا فى  باقى اللجان.

أنا هنا لن أتحدث عن هذه التوصيات رغم أهميتها وجدواها وأثرها كحلول لمعظم القضايا والتى صدرت عن لجان المحليات ومباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى وحقوق الإنسان والحريات العامة والنقابات والعمل الأهلى والاستثمار الخاص والزراعة والأمن الغذائى والصناعة والسياحة والأسرة والتماسك المجتمعى والثقافة والهوية الوطنية.

وإنما أتحدث عن الأثر الذى رتبته جدية الحوار الوطنى لدى المجتمع وأفراده ومؤسساته.. ومكاسب الحوار بعيدا عن التوصيات التى أصدرها.. والرسائل التى بعث بها الحوار للكافة خاصة المشككين فى جديته.

الحوار كان وبحق وطنيا يجمع أبناء الوطن.. ولم يكن حوارا صوريا.. ولم يتم على عجل لتقديم صورة مزيفة للعالم بأننا نقدم نموذجا سياسيا يحمل شعارات لا تمت للواقع بصلة.. وأنه حوار وطنى خالص ولم يكن إملاء من قوى خارجية.

إنه ليس لدينا قضايا سياسية تمثل معضلات غير قابلة للتحقق، بل هى مجرد مطالب يتم أخذها فى الاعتبار تتوافق وتتكيف مع تطورات طبيعية فى المشهد السياسى يفرزها التواصل والتفاعل.

لم يكن هناك توجيهات أو خطوط حمراء ممنوعة عن المتحاورين، بل إن الحرية هى السائدة على مدار جلسات النقاش.

الحوار وفر منصة للنقاش مما يسمح بالاستماع إلى كافة وجهات النظر.. ورسخ لثقافة التحاور وتبادل الرؤى والأفكار.. وبالتالى تعزيز التفاهم لإيجاد حلول للمشكلات والقضايا المطروحة على مائدة الحوار.

سمح بطرح وجهات نظر مختلفة فى القضايا محل النقاش.. مما أدى إلى البحث بوضوح وشفافية فى جذور هذه القضايا للوصول إلى فهم أكثر دقة لها.. مما ترتب عليه التفاعل والتوافق حول حلول للقضايا عن طريق أفكار ومبادرات جديدة تم طرحها خلال النقاش.

عزز التفاهم المتبادل بين القوى السياسية المختلفة، مما ساهم فى إيجاد أرضية مشتركة رسخت لحرية الرأى والتعبير.

أتصور أنه حتى بعد أن تنتهى اللجان المتبقية من إصدار توصياتها فى القضايا محل النقاش، فإن الحوار الوطنى سيستمر وينمو على مدار سنوات مقبلة، ولن يكون حدثا مبتورا تسلط عليه الأضواء فترة ويختفى من المشهد.. فما تم التوافق بشأنه سيمر ويأخذ مجراه الطبيعى.. والجزء الآخر فى تصورى سيخضع للعناية والتطوير خلال جلسات جديدة، فى حوارات مستمرة تحكمها الوطنية فى المقام الأول.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة