وردة الحسينى
وردة الحسينى


أرى

فى مقر الاتحاد الأوربي

أخبار اليوم

الجمعة، 25 أغسطس 2023 - 07:55 م

عقود طويلة من التناحر والحروب المدمرة، عاشتها شعوب أوربا بمرارة، مما جعل قرار الاندماج ضرورة سعى من أجلها قادة أوربا لكى تنعم شعوبها بالسلام والاستقرار.

فقد استوعبوا دروس حربين عالميتين وأيقنوا ان المصالح الضيقة لا تصوغ حلولا بل تقود للخراب والضعف.

هذه القصة بسطورها يرويها متحف زوار البرلمان الاوربي،بالعاصمة البلجيكية.

خلال زيارتى لمقر الاتحاد الاوربى ببروكسل،للتعرف على كيفية عمل مؤسساته تفقدت هذا المتحف الذى وفر معلومات مسموعة ومقروءة تؤكد أهمية العمل الجماعي.

و يدار  المتحف بشكل تفاعلى باستخدام الوسائط الخاصة بكل زائر وبـ٢٤ لغة، ولا يقتصر ما يعرضه فقط على السياسة والاقتصاد، وانما تقديم رموز أوربا بالأدب والثقافة والفنون والعلوم.

وبشكل تدريجى تستطيع أن تشاهد صورا ووثائق تسرد مسيرة أوربا منذ سنوات التوحش ونسيان القيمة الانسانية!

ولفت انتباهى ذلك القدر الكبير من المعاناة والفقر والتخلف وكأنك ترى مشاهد بأفقر مناطق العالم،طوابير للحصول على الغذاء،الجنود الالمان وهم يقيسون حجم الأفواه لتحديد الأجناس!

وتوقفت عند أول لحظة تقارب ألمانى فرنسى ايطالى والتوقيع على بياض باتفاقية روما ١٩٥٧، وان مواقف بريطانيا المتباينة عن اوربا قديمة وتشبيه ذلك بموضع عجلة قيادة السيارة فى بريطانيا!

وكان حائط احدث الصور بالمتحف مكرسا لأهم الاحداث بالسنوات الماضية،والتى نتفق فى بعضها ونختلف فى الآخر، كمراكب الهجرة غير الشرعية ووباء كوفيد، الحرب الاوكرانية، مع اغفال أزمات أخرى بمنطقتنا ذات انعكاسات عالمية أخطر، واحداث يناير ٢٠١١بمصر وتجاهل ثورة يونيو المعبرة عن الارادة الحقيقية للمصريين.

أخيرا لا يشهد هذا المتحف على واقع وماضى اوربا فقط،بل يلمس فيه الزائر خاصة العربى أهمية العمل الجماعى ونبذ الخلافات،وسيشعر بالحسرة،لاننا سبقنا اوربا بفكرة الوحدة،بتأسيس الجامعة العربية عام ١٩٤٥،  ولكن إلى أين وصلت اوربا وإلى ماذا وصلنا،بالرغم من ان ما يجمعنا يفوقها، فاللغة والدين والثقافة والتاريخ واحد وعجبي!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة