السبت، 26 أغسطس 2023 - 07:49 م

كنا نحتفل بحصول صديق على رسالة الماجستير ، حصل عليها رغم  تجاوزه الخمسين من عمره . كان يشاركنا الاحتفال صديق شاب وجدته يسألنى عن الهدف من الحصول على الماجستير فى مثل هذا العمر رغم أن صاحبه لن يستفيد منه فى الحصول على عمل أو ترقية أو نيل علاوة . سألنى الشاب : هل يستحق الأمر المذاكرة وحضور المحاضرات مع شباب من سن أولاده ؟ . 

قلت له سأحكى لك حكاية فيلم قام ببطولته الممثل المخضرم روبرت دى نيرو . الفيلم عنوانه « المتدرب « . يروى قصة رجل بلغ السبعين عاما لكنه يحتفظ بلياقته ويقظة ذهنه . للرجل قواعد وطقوس يحرص على الالتزام بها فى حياته ، يستيقظ مبكرا ويمارس التمارين الرياضية ثم يحلق لحيته كل يوم مهما كانت الظروف ولو خرج لقضاء مسألة ما أو ذهب إلى أى مكان فإنه يرتدى ملابسه الرسمية كاملة . 

أرادت شركة للملابس الاستعانة بمتدربين من كبار السن . تقدم بطلنا للوظيفة وفاز بها . كان وجوده محل دهشة لكن بعد قليل صار ملجأ لكل من يطلب الرأى والمشورة ، فهو بحكم خبرته يعرف الكثير من الأشياء . تقدم للوظيفة رغم أنه كان قبل تقاعده نائب رئيس الشركة التى كان يعمل بها ورغم أنه ميسور الحال ولديه من الدخل ما يسمح له بحياة جيدة. 

كان صديقى الشاب يتابعنى وبدا واضحا أن رسالتى وصلت إليه فاسترخت ملامحه وكأنه يعرب عن تفهمه لما أردت قوله . 

يا صديقى الحياة لا تتوقف فى لحظة محددة ولا فى عمر محدد إنها نهر تجرى مياهه منذ الأزل وإلى الأبد ينزل فيها من ينزل ويخرج منها من يخرج لكن الحياة نفسها لا تتوقف وعلينا ألا نتوقف وألا نكتفى .