جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

عنصرية إسرائيل.. بلا أقعنة!!

جلال عارف

السبت، 26 أغسطس 2023 - 08:14 م

ماذا تبقى لكى تقر دول الغرب (وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية) بالحقيقة التى لم يعد ممكنا تجاهلها، وهى أن إسرائيل هى النموذج الوحيد الباقى للدولة العنصرية فى عالم كان يظن أن انتصار القيم الإنسانية وسقوط نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا سيكون نهاية للتمييز العنصرى بين البشر!!

فى آخر تجليات التمييز العنصرى فى إسرائيل ظهر الإرهابى الذى أصبح وزيراً للأمن الداخلى « بن غفير» فى مقابلة تليفزيونية ليقول: «حقى وحق زوجتى وأطفالى فى التنقل بحرية على طرق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أكثر أهمية من حق العرب فى التنقل» مؤكداً أن ذلك ينسحب على كل المستوطنين اليهود فى الضفة الغربية حيث أن حقهم فى الحياة والحركة هو الأهم بالنسبة للوزير الإسرائيلى الذى بنى «مجده» السياسى على شعار «الموت للفلسطينيين»!!

تصريحات «بن غفير» واجهتها اعتراضات كثيرة حتى من واشنطن ومن مثقفين يهود فى الداخل والخارج. لكن رئيس حكومة زعماء عصابات التطرف اليمينى «نتنياهو» خرج يدافع عن وزيره ويبرر الإجراءات العنصرية ضد الفلسطينيين بأنها «من أجل منع عمليات القتل الشنيعة التى يقوم بها من اسماهم «الإرهابيين الفلسطينيين»!!

متجاهلاً أن الحديث عن الضفة هو عن أرض فلسطينية محتلة، وأن كل الوجود الإستيطانى هو عمل غير مشروع، وأنه لا إرهاب أقوى من إرهاب الاحتلال، ولا جريمة أسوأ من عنصرية تحاول بالقوة تهجير شعب واغتصاب أرضه كما تفعل إسرائيل منذ قيامها!

حين يكون «بن غفير» الذى لم ينس شعاره «الموت للفلسطينيين» هو الوزير المسئول عن الأمن الداخلى، وينتقل الإشراف على الشئون الإدارية فى الضفة إلى زميله فى الإرهاب «تسيمو تريتش» ويصبح  هدف حكومة «نتنياهو» هو فرض السيطرة الكاملة لإسرائيل على الضفة..

تصل عنصرية إسرائيل إلى مداها، ويصبح انفجار الموقف حتمياً مادام الصمت على جرائم إسرائيل مستمراً، والدعم الغربى (الأمريكى فى الأساس) يوفر الحماية لمجرمى الحرب الإسرائيليين، ويمنع معاقبة إسرائيل ككيان عنصرى، ولا يفعل أى شىء لتطبيق القرارات الدولية لإنهاء آخر احتلال استيطانى فى العالم.

يبقى أن نعترف بأن «بن غفير» و«تسيمو تريتش» وباقى وزراء حكومة زعماء عصابات التطرف التى يرأسها «نتنياهو» تقدم الصورة الحقيقية للكيان الصهيونى، ليكون على العالم أن يتعامل مع العنصرية الصهيونية بدون أقنعة!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة