الذكاء الاصطناعى متهم بالتلاعب بالعقول وتشتيت الأفكار
الذكاء الاصطناعى متهم بالتلاعب بالعقول وتشتيت الأفكار


يترجم ذبذبات المخ ويقرأ الأفكار ويتلاعب بالعقول

احترس من «الحاسة السادسة» للذكاء الاصطناعي!

ريم الزاهد

الإثنين، 28 أغسطس 2023 - 06:32 م

لم تعد الحواس 5 فقط ، بل أضاف الذكاء الاصطناعي حاسة سادسة وهى «قراءة أفكار البشر» دون النطق بأى كلمة تدل على ما يفكرون به، واجتاحت هذه الخاصية أرجاء دول العالم ويبحث المختصون الآن عن مدى مصداقيته وتطبيقها على الكثير من البشر للتأكد من صحتها قبل تعميمها واستخدامها فى بعض المهام الإيجابية، حيث إنها يمكنها مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة وفاقدى النطق على الاندماج فى المجتمع بكل سهولة وطلاقة. 

نتائج الأبحاث

فقد نشرت مجلة «نيوروساينس» دراسة، أشار فيها الباحثون إلى أن تلك التقنية يمكنها، عبر الذكاء الاصطناعي، ترجمة أفكار الأشخاص، من خلال تحليل صور الرنين المغناطيسي لتدفق الدم إلى مناطق مختلفة فى المخ، حيث تمكن الباحثون فى هذه الدراسة من تحويل الأفكار التى تدور داخل عقل شخص ما إلى كلام فعلى، وحينما تم استخدام تلك التقنية فى وصف ما يدور فى أفلام صامتة، تمكنت من تقديم وصف دقيق نسبيا لما يحدث على الشاشة..ويستخدم الباحثون بعد ذلك نموذجًا لغويًا لمطابقة أنماط فى نشاط المخ مع كلمات وعبارات استمع إليها المشاركون فى الدراسة، مثل «تشات جي.بي.تي» و»بارد» التابع لجوجل، حيث يتم تدريب التطبيق على نماذج هائلة من الكتابة من أجل توقع الكلمات التالية فى عبارة أو جملة.

التلاعب بالعقول

وعلى الجانب الآخر حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، من التطور المتسارع فى سوق التقنيات العصبية، والطفرة التى يشهدها العالم فى تقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنها تشكل خطراً على الإنسان وحقوقه وخصوصية أفكاره وصحته العقلية...وقالت جابرييلا راموس، مديرة قطاع العلوم البشرية والاجتماعية بـ اليونسكو، إن العالم يسير على طريق يسهل خلاله فك شفرات الإشارات الدماغية والاطلاع على أفكار البشر والتلاعب بآليات عمل العقول، مما يجعل من الممكن السيطرة على الأفكار والمشاعر والنوايا.

قراءة الأفكار 

وفى هذا الصدد يرى المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة وخبير أمن المعلومات، أن الذكاء الاصطناعى حاليا تعلم كيفية قراءة أفكار البشر عن طريق ترجمة الذبذبات والإشارات التى تخرج من المخ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسى وتحويلها لنص مكتوب مقارب للحقيقة فى مخ الشخص والأفكار التى تدور به، وكل هذا لابد أن يكون جهاز الرنين متصلا بمنظومة الذكاء الاصطناعى للوصول لهذه النتيجة ، وهذه الفكرة فى الوقت الحالى تصبح نسبة نجاحها بسيطة نظرا لارتباط النتائج بجهاز الرنين الذى يعرف بضخامة حجمه ولهذا لم يستطع الذكاء الاصطناعى قراءة الأفكار فى كل وقت، ولكن فى المستقبل إذا تم إنتاج أجهزة رنين صغيرة الحجم يمكن أن ترتفع نسبة نجاح فكرة قراءة الأفكار.

وأضاف «عبد التواب» أن فكرة قراءة الأفكار بعيدة كل البعد فى هذا الوقت عن عمليات الاختراق أو التهكير، وأن هذا التطوير فى الذكاء الاصطناعى يمكن أن يفيد فى مساعدة الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة أو من يعانون من الشلل التام فهنا يأتى دور الذكاء الاصطناعى فى إعطاء الإشارات الحركية للأطراف العصبية الحسية من المخ للجسم فيقوم بالحركة، كما يمكنه مساعدة الأشخاص الذين فقدوا النطق فى التعبير عن أنفسهم ولم يكن لديهم فكرة عن لغة الإشارة، كما أن هناك ميزة جيدة للغاية وهى استخدام هذه التقنية فى جهاز كشف الكذب، حيث إن تطوير الذكاء الاصطناعى يمكن أن يعرف إذا كان الشخص يكذب أم لا عن طريق إشارات المخ على عكس الأجهزة قديما التى تعتمد على الأحاسيس الفسيولوجية التى يمكن أن تتغير مع الموقف أو الوقت. 

ومن جانب آخر أوضح «عبد التواب» أن هذا يحدث خاصة فى ظل غياب أو ضعف  التشريعات والقوانين التى تخص التكنولوجيا وأمن المعلومات ، فلابد من تطويرها لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعى ، وذلك قبل أن يصبح الشخص عرضة إلى التهكير والتصرف بشكل لا إرادى لأن إرادته قد سلبها منه الذكاء الاصطناعى وأصبح هو المقرر الأول والأخير فى خطوات الشخص


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة