الأربعاء، 30 أغسطس 2023 - 11:57 ص

نادى الحاجب وبصوت جهوري.. محكمة.. وما إن استقرت هيئة المحكمة على منصة الحكم، دخل رجل أدهش الجميع من هيئته حيث يرتدي ملابس رثة متكئا على عصاه ووقف يقول:

لاتندهشوا من هيئتي فأنا متسول، اتخذتها مهنة لي بعد أن أصابتني عاهة مستديمة في قدمي، وبنظرات ينطلق منها الشرر أشار بإصبعه على سيدة تجلس بين صفوف المتقاضين والتي كانت تعلو وجهها حمرة الخجل والخزي.

ويستكمل قائلا: إنها زوجتي التي أقامت ضدي دعوى نفقة متعة بعد أن طلقتها، وتطلب 100 ألف جنيه، ويتساءل من أين وهي تعلم أن رزقي في اليوم الواحد لا يزيد على 20 جنيه أصرف منها على دوائي وطعامي.

وبصوت يشوبه حدة يقول: اسألوها أين كنا نعيش؟! في عشة بإحدى ضواحي الإسكندرية، ولقد غرتها الأماني بأنني ثري، ولو كان كذلك ما ظللت أمتهن هذه المهنة التي تؤذي مشاعري لكن ما باليد حيلة.

وصمت الزوج المتسول يحاول البكاء دون أن تنذرف دمعة واحدة من عينيه، انتفضت الزوجة من فوق مقعدها تطلب الكلمة قائلة: لا تصدقوه فهو بارع في الكلام كما أنه بارع في التخفي خلف الملابس الرثة التي يرتديها، ويخدع بها كل الناظرين إليه ويحصل منهم على الصدقة، وأنا أعرفه جيدا منذ أن كنت زوجته على مدار 15 عاما تحملت خلالها بخله وشحه، وعملت خادمة في البيوت لسد احتياجات أطفالي الثلاث الذين أنجبتهم منه وهم في أعمار مختلفة.

وتتنفس الزوجة الصعداء قائلة: إن دخله اليومي من التسول يتعدى الألف جنيه، ونشبت بيني وبينه مشاكل بسبب عدم قيامه بالتزاماته تجاه الأولاد، واعتماده على ما أكسبه من خدمة في البيوت، وطلبت منه الطلاق وانفصلنا.

وفجر محامي الزوجة مفاجأة عندما تقدم إلى المنصة، وقدم شهادة من أحد البنوك تفيد بأن رصيد الزوج تعدى ٥٠٠ ألف جنيه، من خلال خطابات البنك التي يرسلها إلى عملائه كل فترة لمراجعة الرصيد.

وقضت محكمة الأحوال الشخصية بالإسكندرية بالزام الزوج المتسول أن يدفع لزوجته ٣٠ ألف جنيه نفقة متعة وأسرته بالأداء.

صدر الحكم برئاسة المستشار صلاح الحوفي، وعضوية المستشارين، غلي الوكيل، وأشرف عمر.