توشكى
توشكى


توشكــــــى.. ســـــلة غــــــــذاء الجمهورية الجديدة

عمار ياتوشكى| ملحمة إنجاز تُصنع في «جنوب الوادي» للخروج من الوادي الضيق

سما صالح

الجمعة، 01 سبتمبر 2023 - 07:28 م

يأتي ملف الأمن الغذائي على رأس قضايا الأمن القومي المصري، وتستهدف استراتجيات الدولة المصرية تحقيق أمنها الغذائي من خلال توفير السلع المهمة من المصادر المحلية، وهنا تبرز أهمية مشروع توشكي للخروج من الوادي الضيق القديم، وإقامة مجتمع زراعي وصناعي متكامل فى الأراضي الجديدة، وتحقيق الامن الغذائى من خلال زراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية والاستراتيجية، منها المحاصيل الحقلية، مثل القمح، والذرة  والشعير  والمحاصيل البقولية، والقطن، فضلا عن المحاصيل البستانية مثل أصناف النخيل التى تنتج أجود أنواع التمور على مستوى العالم.

اقرأ أيضًا| نقيب الفلاحين: يعلن بداية حصاد أهم محصول استيراتجي صيفي في مصر

ويستهدف مشروع توشكى زيادة الناتج المحلي من المحاصيل لتقليل أو سد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، وبالتالي تقليل الاستيراد  ما يوفر العملة الصعبة، وفى نفس الوقت يزيد الناتج المحلى، ما يغطى الاستهلاك المصري ويسهم بتصدير الفائض، كما يستهدف تنمية الثروة الحيوانية عن طريق تربية الحيوانات.. وإلى جانب الزراعة وتربية الحيوانات  تكتمل دائرة المشروع بإقامة العديد من الصناعات التحويلية على المحاصيل الناتجة، مثل إنتاج السكر من قصب السكر والبنجر، ومصانع تغليف وتعبئة التمور، ومصانع إنتاج الأخشاب من نواتج ومخلفات النخيل، وإقامة مصانع لإنتاج الزيت من المحاصيل الزيتية، ومصانع تعبئة وتغليف اللحوم التي توزع عن طريق وزارة التموين، وغيرها.

جاءت فكرة إنشاء المشروع بهدف خلق واد جديد فى الصحراء الغربية على مساحة 540 ألف فدان، وتصل فى المستقبل إلى مليون فدان، موازٍ لوادى النيل، وذلك من منطلق أن قطاع الزراعة فى مصر يعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد القومي، وقد حقق الموسم الزراعي المنقضي نتائج مبشرة تعلن عودة الحياة للمشروع الاستراتيجى الذى تواجه به الدولة تحديات ارتفاع أسعار السلع الأساسية من خلال تخصيص مساحات ضخمة لاستصلاح الأراضى الزراعية سواء فى الدلتا الجديدة أو توشكى أو شرق العوينات.

ونظمت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة زيارة لبعض المحررين والإعلاميين العسكريين إلى توشكى ضمن سلسلة زيارات مهمة  بغرض نقل صورة من الواقع فى المشروعات القومية.

وقطعت «أخبار اليوم» برفقة وفد المحررين والإعلاميين العسكريين نحو 1000 كيلو متر من القاهرة حتى توشكى،  وعاشت يومًا كاملًا مع العاملين داخل المشروع لنقل صورة واضحة وتفصيلية عن الواقع.

 بدأت الزيارة مبكراً قبل دقات الثامنة صباحاً، حيث اقلعت احدى الطائرات العسكرية من القاهرة فى طريقها إلى مطار أبو سمبل الذى وصلته بعد رحلة دامت نحو ساعتين.

فور وصولنا، وقبل الدخول من البوابة الرئيسية شاهدنا على بعد أمتار قليلة عدة عمارات سكنية بيضاء اللوان ذات طابع معمارى خاص، وتبين انها خاصة بالعمال والمهندسين العاملين بالمشروع، وأكملنا سيرنا الى مقرالشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، وعند دخولنا البوابات قطعنا طريقًا طويلاً لمُدة تزيد على الخمس عشرة دقيقة حتى الوصول للمكان المستهدف، وكان على جانبى الطريق مساحات خضراء، ومعدات تمهيد الطرق وتطويع الأراضى الصعبة من أجل زراعتها، وعمالة تقوم بدورها على أكمل وجه بمنتهى الاخلاص، وقد لمسنا أن منطقة توشكى تشهد تنمية بمعدلات إنجاز غير مسبوقة يشارك فيها نحو ٢٥٠٠ شاب فى مختلف المهن الزراعية والإنشائية داخل ضمن ٤ آلاف شاب يعملون فى استصلاح الأراضى بالمشروعات القومية.
استقبلنا رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية  وبعض العاملين المدنيين بماء بارد وتمور، وقضينا جولة مكوكية من مزرعة النخيل الى مزرعة الليمون ومنها لمزرعة العنب وأخيراً مزرعة المانجو، ومنها الى واحدة من اهم محطات رفع المياه.

وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية أن مهمة الشركة الرئيسية تتمثل فى زراعة الأراضى التى لم تزرع من قبل، ومتابعة التنفيذ فقط، لأن هناك متخصصين فى الزراعة وآخرين فى البنية التحتية، إلا أن مهمتهم الدقيقة هى متابعة المخطط تنفيذه بدقة وباهتمام وجهد.
وأشار إلى أن تجارب إعادة الحياة لمشروعات توشكى بدأت على مساحات صغيرة من 2017 إلى 2019، حتى تكللت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمدينة، وقام سيادته بإطلاق شرارة البدء فى زراعة النخيل الذى نشهد اليوم حصاد 18 نوعًا جديدًا منه بينها أنواع شديدة القيمة تزرع للمرة الأولى فى مصر، منها سلطانة والنميشى وتشيلى والصقعى والزامبلى والخضرى وأبو معان وصفاوى، فضلا عن البارحى والسكرى والمجدول، وهى من أشهر وأغلى أنواع التمور.

وقال رئيس الشركة: لقد تم إنشاء الشركة عام 1995 كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بهدف استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية وتقليل الفجوة الزراعية وخلق فرص عمل للشباب، حيث بدأت عام 1999 باستصلاح 10 آلاف فدان فى شرق العوينات وصلت الآن إلى 200 ألف فدان مزروعة فعليًا، وفى عام 2015 بدأت الشركة استصلاح 10 آلاف فدان فى الفرافرة التى أصبحت صاحبة أعلى إنتاجية لفدان القمح حاليًا، وفى عام 2017 بدأت الشركة أعمالها فى توشكى بزراعة 25 ألف فدان، وعام 2018 بدأت باستصلاح 12500 فدان والبدء فى تنفيذ مشروع التمور 2.4 مليون نخلة بمساحة 37 ألف فدان بتوشكى. ثم حدث تطور ضخم عقب زيارة الرئيس عام 2019 ليوجه بزراعة 500 ألف فدان بتوشكى، والأولوية فيها للقمح والذرة بجانب الفواكه والخضراوات والنباتات العطرية.

فى توشكى تجد آلاف الشباب من جميع الأعمار ومن جميع المحافظات المصرية يعملون بكل إخلاص وتفان، ويحققون كل يوم العديد من النجاحات والإنجازات على أرض الواقع.

يقول د. حسن أبو اليسر الأستاذ فى المركز القومى للبحوث الزراعية: معهد بحوث النباتات ومن المعاهد المشرفة على المشروع، وتشرف على مراحل اختيار الشتلات والأصناف والبذور الموائمة للظروف المناخية للموقع، وتتولى متابعة آليات الزراعة والعلاج والحصاد.

وأوضح أن المحاصيل فى توشكى تتميز بالإنتاج المبكر عن باقى محافظات الجمهورية، وخاصة القمح وبعض الثمار الأخرى، وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة والطقس الجاف فى المنطقة، مشيراً إلى أنه تتم زراعة العديد من الأصناف الممتازة من محصول القمح والتى تعطى إنتاجية كبيرة للغاية تتراوح ما بين 20 إلى 24 إردبًا للفدان، موضحاً أنه تم افتتاح صومعة الراجحى بمنطقة توشكى العام الماضى، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 30 ألف إردب من أجل استقبال محصول توشكى وأبوسمبل من القمح.

وعن المياه المستخدمة فى توشكى، أشار إلى أنها قادمة عبر ترعة الشيخ زايد ، وأنهم يستخدمون احدث اساليب الرى، ويخططون لزراعة ما يزيد على 500 ألف فدان قمح فى الموسم الجديد، بعدما كان 300 ألف فدان، معتبرًا أن الزيادة السنوية هى شهادة نجاح بالنسبة لهم، والتى تكون زيادة بمتوسط 150 ألف فدان سنويًا، وإلى جانب القمح والتمور، هناك زراعات عدة، كالذرة والنباتات العطرية وبنجر السكر.

وأوضح أحمد مدحت مهندس زراعى بالمشروع  من مركز بحوث الصحراء أن المزرعة بها 1.7 مليون نخلة، وجار زراعة 17 ألف فدان آخرين من النخيل، لا سيما أن لديهم 36 صنف نخيل منزرع، و12 صنفا مستحدثا تم استحداثهم واختبارهم بمركز البحوث، وهم من توشكى 1 إلى توشكى 12، وسيتم زراعتهم فى الفترة المقبلة.

وظهرت أشجار وزراعات الليمون فى توشكى  مزهرة  ومثمرة وهى على مساحة 160 فداناً بواقع 7 آلاف شجرة ليمون من نوعية  بنزهير  وتنتج بين 80 إلى 90 طنا من ثمار الليمون، وتتعدد أشجار الليمون فى المزرعة من حيثم الحجم والإنتاجية، ويزيد محصول الشجرة الواحدة عن 3000 ثمرة.

وقال المهندس حسن السيد إنه تتم زراعة ليمون بنزهير والإنتاجية مبشرة، وتتم زراعة ما يقرب من 7 آلاف شجرة ليمون بالإضافة إلى الاستفادة بزراعة محاصيل أخرى جانبية مثل بطيخ اللب.

وقال المهندس أحمد عبدالجليل إنه من المستهدف زراعة مساحة 200 فدان 6 أصناف أخرى من الليمون تعطى إنتاجية فى المتوسط من 6 إلى 7 أطنان للفدان
وعن مزرعة المانجو، قال المهندس عبدالسلام أحمد  المشرف على مزرعة المانجو  إن زراعات المانجو على مساحة 32 فداناً وتنتج 8 أطنان من ثمار المانجو، للفدان، منوهًا إلى أنه ولأول مرة، يتم زراعة 4 أصناف مختلفة من المانجو فى توشكى، ومن أشهرها  شيلي- كينت.

أما «مزارع العنب» فتمتد على مساحات كبيرة، وتبلغ  المساحات المنزرعة فى أحد القطاعات 200 فدان، وتضم 6 أصناف بإنتاجية تتراوح من 6 إلى 7 أطنان للفدان.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة