الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 - 06:29 م

لم تكتسب مصر قوتها فى السنوات الأخيرة من المشروعات والإنجازات فقط وإنما بإعادة إحياء الأمل، واستدعاء عناصر الخلود والكرامة والكبرياء فى نفوس الناس، ليشعروا أنهم فى بلد غال ينبغى الحفاظ عليه.

لم تكن عبارة «تحيا مصر» مجرد شعار، ولكن تذكير وإلحاح مستمر، بأننا نحيا فى هذا الوطن ويحيا بنا، «نحن» و»هو» معادلة الحياة التى هى اسمها «مصر»، وضغطت الدولة على كل محاور إحياء القوة.

القوة حكمة وليست استعراض عضلات، وبغير القوة لا يصل الانسان إلى شيء، والقوة لا تحصل عليها إلا بالقوة. والقوة أن تقف أمام من يتوقع سقوطك ، وأن تُفشل مؤامرات من يعملون على إفشالك.

« القوة» هى كلمة السر لاسترداد مصر، التى يحترمها الجميع، ويعلمون قدرها ويحترمون إرادتها، وبقدر قوتها تعمل لك الدول حسابا.  ففى دنيا السياسة لا حب ولا كراهية، وإنما أعمل لك حسابا أو لا أعمل.

«مصر» اليوم غير مصر التى كانت بعد أحداث يناير مفككة ومنهارة، وكانت فلسفة الدولة هى وقف النزيف أولاً، ثم تقوية الجسد المنهك ، ولم تكن الوعود مجرد تصريحات وإنما انجازات . وكان بعض الناس يقولون اننا نستيقظ صباحا ، فنرى مشروعا جديدا.

وتحرص الدولة على استنهاض أسباب التفوق والابداع ، وإزالة المعوقات أمام المرأة والشباب، والمرأة بالذات لها رصيد لا ينفد من التقدير والاحترام، وترد لها الدولة الجميل وإذا أردت أن تقيس مدى تقدم أى مجتمع انظر لأحوال النساء.

ولأول مرة يأتى الشباب فى مقدمة الصفوف، فيجلسون فى المقاعد الأولى فى المؤتمرات، ويطرحون الأفكار والرؤى، وتصدر قرارات وتوصيات يجرى تنفيذها على أرض الواقع. والمجتمعات لا ترقى ولا تسمو ولا تتقدم إن لم يُزرع فى أبنائها كل معانى الاحترام والأصالة.. واحترامك لنفسك تسرى عدواه فى احترام الآخرين لك.

انهيار الدول يبدأ بانهيار جيوشها الوطنية، وانظروا حولكم شرقاً وغرباً. تفككت الدول بعد تفكيك جيوشها وتحولها الى ميليشيات تقاتل بعضها بدلا من العدو إلا مصروجيشها العظيم هو الصخرة التى تحطمت عليها رياح الجحيم العربي.

القوة هى تعظيم شأن الدول الوطنية، بعناصرها المصرية ذات السمات المميزة، وأهمها الشعب الذى وقف فى ظهر الدولة أثناء عملية تحرير الوطن من الارهاب الأشد خطرا من أى مستعمر خارجى ، لانه يتسلل من الشقوق والخبايا.

والشعب الذى تحمل قسوة إجراءات الإصلاح الاقتصادى هو البطل، والناس تعانى من موجات الغلاء ولكن نحن واقفون على أقدامنا ، والدولة التى تحدت الاصعب تستطيع ان تعبر الصعب.