المهرجان الدولي للمسرح التجريبي
المهرجان الدولي للمسرح التجريبي


أحلام النقاد فى الدورة 30 ل «المهرجان الدولي للمسرح التجريبي»

أخبار النجوم

الأربعاء، 06 سبتمبر 2023 - 11:07 ص

آية‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬المقصود - هيا‭ ‬فرج‭ ‬الله

مع إنطلاق المهرجان الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر الدورة الـ30 برئاسة د. سامح مهران، هذا الحدث المسرحي الذي ينتظره جموع المسرحيون من مختلف دول العالم، حيث أن المهرجان نافذة هامة للتعرف على الثقافات المختلفة، ومشاهدة قوالب مسرحية مغايرة عن المسرح التقليدي المتعارف عليه، فمنذ انطلاق الدورة الأولى عام 1988 برئاسة الراحل الدكتور فوزي فهمي، خلق المهرجان حالة من الجدل حول فكرة التجريب بمفهومه الحقيقي، وحتى الآن، ورغم توقف المهرجان لعدة سنوات وعودته مرة أخرى عام 2014 تحت اسم مهرجان المسرح التجريبي والمعاصر، لم يحسم هذا المسمى الجديد الجدل الذي يحدث في الوسط المسرحي.. “أخبار النجوم” ألتقت بعدد من النقاد المسرحيين قبل فتح الستار بساعات، للتعرف على أمنياتهم للدورة الجديدة من المهرجان، وردهم عن فكرة الجدل المثار دائما حول اسم تعريف المسرح التجريبي وطبيعة المهرجان والعروض

بداية مع الناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، الذي افتتح كلامه بالقول: “كلمة التجريب أصبحت مصطلح (مراوغ)، لأنها لم تعد بنفس الشكل والقيمة التي تأسس عليها المهرجان الدولي للمسرح التجريبي، ففي أواخر الثمانينات كان هناك رغبة عالمية لدى بعض العاملين في المسرح لتقديم أشكال مغايرة عن الطابع التقليدي للمسرح، ومن هنا ظهرت الدراما الحركية، والتعامل مع الأماكن المفتوحة، أمثال عروض بيتر بروك الذي تحدث عن المساحة الفارغة، كما ظهرت اتجاهات للتعامل مع النص التقليدي بشكل مغاير، على سبيل المثال نصوص وليم شكسبير تم إعادة تقديمها بشكل مختلف عن الطرق التي كتبت بها النسخ الأصلية، كل هذه المحاولات نجحت وقتها، لكنها مع تقدم السنوات فقدت أغراضها، من هنا عندما نتمسك بكلمة (التجريب) نشعر أننا لا  نضع تعريف جامع للكلمة، لأن المسرح منذ بداياته أعتمد على التجريب، منذ ظهور عروض الممثل الواحد على خشبة المسرح،  في اليونان القديمة، ثم تجريب الاعتماد على ممثل ثاني، إلى أن أصبح هناك أكثر من ممثل والشكل المعتمد للعروض التقليدية الآن.. أيضا إسناد مهمة المخرج لشخص آخر غير المؤلف كان نوع من التجريب، لأنه في السابق كان المؤلف هو مخرج العرض، ومن هنا ظهر مصطلح (المخرج المسرحي)، ومع السنوات ظهرت الاتجاهات المسرحية مثل (الملحمي، العبثي، التعبيري”، ثم ظهرت أعمدة الدراما الحديثة على يد السويدي هنريك أبسن والإيطالي لويجي بيراندللو، ومن هنا بدأت الدراما تغير وجه مفهوم المسرح في العالم، وأصبح وقتها السؤال المطروح (هل يستطيع المسرح التعامل مع القضايا الاجتماعية؟)، وحدث هذا مع رد عليه هنريك أبسن في نهاية مسرحية (بيت الدمية) عندما خرجت بطلة العرض في النهاية وأغلقت خلفها إضاءة المسرح، حينها هاجم الجمهور المسرحية وأعتبروها صفعة في وجة المجتمع النرويجي، وكان هذا العمل تجربة من أبسن”.

وأضاف عبد الرازق أن الفن بحكم الضرورة الفنية التي تحكمه لابد أن يتطور مثل باقي الأمور في الحياة، وطرح تساؤلات حول الاختلاف بين “التطوير” و”التجريب”، وبين “الحداثة” و”التجريب”، وما الفروق بينهما.

واستكمل عبد الرازق كلامه عن أن الثقافة المصرية بها عناصر لو أضيفت للمسرح سيكون نوع من التجريب الممتع، وستخلق مسرح بعيد تماما عن نمط المسرح التقليدي الموجود في مصر منذ نهايات القرن التاسع عشر، وسيخلق مدرسة تجريبية مصرية أصيلة في المسرح، ويضيف: “على سبيل المثال الكاتب الكبير توفيق الحكيم في كتابه (قالبنا المسرحي) لديه محاولة في التجريب، وأيضا الكاتب الكبير يوسف إدريس في كتابه (الفرافير)، كلها أعمال تجريبية تعود للستينيات من القرن الماضي.. لكن لماذا لم تستمر هذه التجارب في مصر؟، لأن التجريب أصبح محاولة فردية، وليس هم جماعي يشغل جموع المسرحيين، وهذه قضية كبيرة، فلابد أولا أن نفض الاشتباك بين مفاهيم (التجريب والتطوير والحداثة) ثم نضع القالب الذي عبره نستطيع صنع أعمال يطلق عليها تجريبية، لكن بطابع مصري”.

عبد الرازق تطرق أيضا إلى تجربته مع المهرجان قائلا: “أتشرف بأنني من لجنة مشاهدة العروض التي ستشارك في الدورة الجديدة من المهرجان، وهذا أتاح لي فرصة مشاهدة 90 عرض، ومن المؤسف أن يكون نتاج هذه المشاهدة عرضان أو ثلاثة فقط يصلحوا للعرض ضمن المهرجان، على الرغم من جودة وتميز العروض المقدمة، لكنها لا تمت للتجريب بصلة، لهذا أطالب أن يكون المهرجان تحت مسمى (المهرجان الدولي للمسرح)، ليتيح الفرصة لعروض أكثر، قد تكون مميزة لكنها خارج نطاق التجريب”.

“أخطأ سابقة” 

في المقابل، عبر الناقد المسرحي إبراهيم الحسيني عن أمنياته أن يتلافى المهرجان العديد من أخطاء الدورات السابقة، قائلا: “أتمنى  أن تتلافى الدورة الحالية أي سلبيات حدثت في الأعوام السابقة، لذلك أتمنى أن تتوفر إصدارات المهرجان والكتب بشكل كافي حتى نستطيع الحصول عليها، وهذا ما لم يحدث في العام الماضي، وأتمنى أيضا أن يكون هناك نظام في توزيع الدعوات، وبالتالي تنظيم دخول المسارح، وتقليل الزحام على البوابات، كما أتمنى إصدار مطبوعات قيمة تليق بالأفكار الجديدة التي نحتاجها حاليا، فالمهرجان التجريبي يمثل قيمة كبيرة، لعدة أسباب، منها أننا أمام نافذة نطل منها على كل ثقافات العالم بعروض مجانية، وبالتالي لابد أن تعتمد العروض على أفكار جديدة ومختلفة، وهذا سيزيد الحصيلة الفكرية للمتلقي”.

ويضيف الحسيني: “من الأمور التي يجب أن يقوم بها المهرجان أيضا أن يزيد من عدد الدول المشاركة، رغم أنني أعلم أن هذا الأمر قد يكون أكبر من حجم ميزانية المهرجان المتاحة، لكن يمكن تحقيقه بزيادة دعم وزارة الثقافة والرعاة من بنوك وشركات المجتمع المدني، كما أتمنى أن يكون هناك إتفاقيات مع مهرجانات مسرحية دولية كبرى، حتى نستطيع إستقدام أعمال مسرحية عرضت ضمن فعالياتهم”.

“مسرح الصورة”

في الختام تقول الناقدة صفاء البيلي عن مهرجان المسرح التجريبي: “من أعرق وأهم المهرجانات الفنية المصرية، ويكفي صموده لأكثر من 30 دورة، رغم التوقف لعدة سنوات، ورغم إقامة بعض الدورات عبر الإنترنت، لكن ما يجب أن يقوم عليه المهرجان أن يقدم رؤية جديدة في كل دورة، ويؤرخ لمرحلة ما بعد الحداثة في المسرح، كما يجب أن يختار عروض تجريبية بالفعل، لأننا شاهدنا عدة عروض في سنوات سابقة ليس لها علاقة بالتجريب، بل وأحيانا تكون أضعف من عروض محلية تم رفض مشاركتها، فالتجريب يكون على كافة مستويات العمل المسرحي، وليس فقط على مستوى السينوغرافيا والموسيقى، بل يصل حتى إلى النص، ويكفي أننا نشاهد حاليا عروض ما يعرف بـ(مسرح الصورة)، وهو مرحلة جديدة من التجريب، لذلك أتمنى من لجان المشاهدة أن تنتقي العروض بشكل جيد، وأن التجريب لا يعني العري أو الإيحاءات الجنسية أو جراءة المضمون، لأن هذه اتجاهات فرق، كما يجب التركيز على مسرح ما بعد الحداثة، خصوصا الأوروبي منه، الذي يعتمد على الحركة أكثر من النص”. وعلى مستوى التكريمات تقول صفاء: “يجب تكريم الرموز المسرحية التي قدمت عروضا تجريبية، وهم كثر، بل وحتى الشباب يجب تكريمهم، فلماذا دائما نربط بين التكريم والتقدم في العمر، هناك الكثير من الشباب يستحقوا التكريم، وأخيرا أتمنى على مستوي التنظيم أن يكون هناك دعايا جيدة، وأنا أثق تماما في الدكتور سامح مهران وإدارته لهذه الدورة، كما نجح في قيادة المهرجان من قبل”.

اقرأ أيضًا : عودة « الجونة » بأفلام حاصدة للجوائز العالمية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة