مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

عندما يأتى سبتمبر

الأخبار

السبت، 09 سبتمبر 2023 - 07:08 م

عندما يأتى سبتمبر ومعه دخلة المدارس لم يكن آباؤنا يحزنون ولا يحملون هما.. فاليونيفورم ما هو إلا مريلة «تيل نادية» للجنسين والحذاء من باتا والـ «سبلايز» فقط مجرد قلم رصاص وأستيكة وربما أضفنا لهما المسطرة والمثلث والمنقلة فى المراحل الدراسية المتقدمة..

كان التعليم مجانيا بلا مصاريف اللهم إلا القليل من المدارس الخاصة لمن يتعثر فى التعليم العام ولم يكن أحد ليفخر بذلك أبدا والرحلات تطوف المعالم باشتراك ربع جنيه والمدارس نظيفة والأفنية واسعة تحدها الأشجار..

والكتاب الخارجى والدروس الخصوصية لا محل لهما إلا فى سنوات الشهادات وعلى أضيق الحدود لم يكن هناك «باص» المدرسة فالذهاب والإياب على الأقدام مع الأقران.. كان سبتمبر لطيفا خفيفا لا يُحمل له هم. 

والآن يأتى سبتمبر ليجدنا ضيقنا ما كان واسعا ويكون هو الأزمة.. المريلة تحولت إلى يونيفورم سبوبة  يتم تغييره كل عام والأحذية ماركات وبرندات والتعليم فى مجمله خاص لغات والدروس الخصوصية تبدأ من الحضانة ولا تنتهى  حتى فى الجامعات أما الكتاب المدرسى فقد أزاحه الكتاب الخارجى بالضربة القاضية ليفرض سطوته وأسعاره بما يحلو له وأولياء الأمور البسطاء منهم بلا حول ولا قوة يحاولون بالأقساط والجمعيات لسداد المصروفات واللجوء إلى الأسواق الشعبية وإصلاح وتجديد الشنط والكوتشيات وانتظار تدخل الدولة للمساعدة من خلال معارض «أهلا مدارس» فى محاولة للسيطرة على الأسعار واستغلال التجار وتستمر محاولات الدولة للإصلاح وتغيير السياسات والسيطرة على الأوضاع المتغيرة ولا أحد يعرف على وجه التحديد ماذا فعلنا بأنفسنا ولا ماذا فعلت بنا الأيام ربما  كان هو تغير الأزمان وزيادة السكان التى لم تلاحقها خطوات مدروسة للحد من تداعياتها وسلبياتها  والاستفادة من قدراتنا البشرية المتزايدة.. وإلى أن يحدث هذا ربما عاد سبتمبر لطيفا خفيفا لا نحمل له هما ولا نعيبه بينما العيب فينا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة