رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

عدوى السلوك

رفعت رشاد

السبت، 09 سبتمبر 2023 - 07:58 م

يهتم علماء النفس الاجتماعى بالظواهر التى تنشأ فى المجتمع وتنتشر محدثة ما يمكن تسميته بـ(الموضة) لكنها ليست موضة ملابس أو أزياء وإنما موضة اجتماعية. ليس الأمر على ما يبدو ظاهريًا أن أحدهم قام بتصرف فاندفع الآخرون تجاهه ومعه، إنما للأمرعلاقة بمحركات نفسية تدفع الفرد للتفاعل والاندماج مع ما يفعله الآخرون. من هنا نعرف خطورة ما يحدث فى مجتمع ما بشأن سلوك ما يظهر وينتشر.  

نتساءل ما الذى يجعل شبابا يطيلون شعورهم ثم يربطونه من الخلف على هيئة ديل حصان كما تفعل الفتيات؟ ما الفائدة التى تعود عليهم؟ هل يحسن ذلك من منظرهم؟ هل يرضى هذا صديقاتهم؟. ربما يكون هناك سبب ما يجعل آخرين يرتدون بنطلونات ممزقة تظهر جلد سيقانهم فى مشهد قد لا يستسيغه كثيرون. ونعود للتساؤل: ما الجمال فى ارتداء مثل هذه الملابس؟.

لا توجد إجابة محددة وإنما قد يوجد تفسير، فهذه الظواهر يحركها مؤثرون فى مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة بشكل غير مباشر. هذه المواقع ووسائل الإعلام تنشر بقصد أو بدون قصد ما يجعل الناس تلتف حول فكرة ما أو تتبع ظاهرة ما بحيث تصبح شكلا اجتماعيا كبيرا يصبغ المجتمع. 

لنرى ظواهر سلبية أخرى، فى مترو الأنفاق مثلا، تجد شبابا ليسوا في مقتبل العمر وإنما ناضجين لكنهم يسدون أبواب العربات ويندمجون فى التعامل مع تليفوناتهم غير مهتمين بالركاب الصاعدين أو النازلين، تنتشر الظاهرة. لنأخذ سلوك سائق التوك توك وهو يمرح فى الشوارع كأنه يركب عربة الملاهى غير عابئ بحياة الناس أو السير فى الاتجاه العكسى، بينما يقلدون بعضهم البعض غير مدركين مدى خطأ سلوكهم. 

ينتشر السلوك المتشابه من خلال عدوى السلوك التى تحركها دوافع نفسية لا واعية، حيث يمكن للسلطات السيطرة عليها ودفعها فى اتجاه إيجابى. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة