شيوخ السوشيال ميديا فى قفص الاتهام بسبب عمرة البدل
شيوخ السوشيال ميديا فى قفص الاتهام بسبب عمرة البدل


أستاذ إعلام: مجرد هواة للظهور.. ولا ينتمون إلى مرجعية دينية

دعاة السوشيال ميديا.. يستغلون المنصات ويتربحون باللايكات

ريم الزاهد

الإثنين، 11 سبتمبر 2023 - 07:14 م

«اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».. نسمع دائما هذه الكلمات من الشيوخ الكبار والعلماء فى الفقه والدين، فدائماً يبدأون حديثهم بهذه الآية الكريمة، ليحثوا مستمعيهم على اللجوء دائماً إلى كتاب الله وسنة رسولنا الكريم، ولكن ظهرت مؤخراً «موضة جديدة» وهى «دعاة أو شيوخ السوشيال ميديا»، الذين يستقطبون الشباب لتغذية أفكارهم بالفيديوهات القصيرة عن الدين والإسلام، ولكنهم غير مختصين فى هذا المجال، ولم يقوموا بدراسة الفقه والشريعة الإسلامية على مستوى كبير، فهم فقط ناقلون لما يسمعونه أو بما يريدون التعبير عن آرائهم الخاصة، وهذا يعتبر أكبر خطأ أو تعتبر كارثة فادحة لأن الحديث فى الدين «خط أحمر» لغير المتأهلين.. فقط بلحيتهم الخفية وابتسامتهم العريضة، يجعلونك تصدقهم فى لحظات.. ليستغلوا السوشيال ميديا منابرا لفتاوى التريند.. أو يعطونك كورس تنمية بشرية لتغيير حياتك. 

تحذير الإفتاء

ومن جانبها حذرت دار الإفتاء فى العديد من البيانات الصادرة عنها من اللجوء إلى غير المتخصصين للحصول على الفتوى، وهو ما يتسبب فى الخروج بفتاوى عن غير علم من غير الدارسين لعلوم الفقه والدين المخولين للفتوى والدعوة.

البلوجرز الإسلامي

أمير منير، أحد أشهر شيوخ السوشيال ميديا والذى ذاع صيته مؤخرا بسبب بعض آرائه التى قوبلت بالهجوم من عدد من مستخدمى مواقع التواصل عندما تحدث عن إجازة العمرة الافتراضية عن الغير عبر تطبيق خاص وبأسعار متفاوتة تبدأ من ٤ آلاف جنيه على صفحته الشخصية، «منير» لم يدرس العلوم الفقهية فهو خريج كلية الصيدلة جامعة القاهرة، ولكنه سرعان ما توجه إلى السوشيال ميديا للدعوة إلى الله كما كتب فى تعريف مبسط عنه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتى تعدت حتى الآن ملايين المتابعين، حيث كتب قائلا: «داعية مصرى شاب زى أى مصرى شاب نفسى أوصل صورة الإسلام الصح للعالم كله».. لم يختلف الأمر كثيرا عن غيره من الشباب الذين قرروا أيضا السير فى طريق الدعوة من خلال الفيس بوك ، وباتوا يعرفون بالبلوجر الإسلامى بعد أن وجدوه بابا سهلا للوصول إلى مبتغاهم.

وفى هذا الصدد أوضح الدكتور جمال النجار أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن السوشيال ميديا أصبحت منصة لكل «من هب ودب» واتاحت لمن لا يفقه أن يكون فقيها وأتاحت للجهلاء قنوات للتعبير عن جهلهم، المفروض فى أمور الدين لا يفتى فيها إلا علماء الدين، ولكن من يسمون أنفسهم دعاة للدين هم ليسوا إلا هواة الظهور والتريند والشهرة فيحاولون أن يجمعوا الكلمات الدينية مع بعضها لتصبح فتوى وينشرها لإثبات نوع من أنواع الشهرة وإثبات الوجود فى دائرة الضوء. 

وأكد الدكتور جمال النجار أن مسألة الفتوى على السوشيال ميديا أصبحت ليس بها شيء من الانضباط وأنصح الشباب ألا يتلقوا المعلومات من السوشيال ميديا لأن بعضها غير صحيحة وغير موثقة، حتى لو انها تحتوى على بعض الكلمات الصحيحة فخلط الصحيح بالخطأ يصبح غير مجدٍ. 

غير مؤهلين

ومن جانب آخر قال النجار إن هناك بعض الصفحات الموثقة والصحيحة لمشاهير العلماء والمدونات ومواقع الأزهر، فهذه هى ما يمكن أن يتم الأخذ بها فى أمور الدين، وينطبق هذا على كافة المجالات مثل الطب والهندسة والزراعة وغيرها من مجالات الحياة.. وأفاد النجار ان هؤلاء الدعاة يتميزون بأنهم لا ينتمون إلى مرجعية دينية وهو ما يتسبب فى خروج فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان لأنهم لم يدرسوا علوم الفقه وغيرها من العلوم التى تؤهلهم إلى الدعوة والفتوى، وطالب الدولة بضرورة تنظيم مسألة ظهور الدعاة الجدد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة