أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

‫ استهداف أبو مازن

أسامة عجاج

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023 - 06:46 م

قد نختلف على رؤيتنا للماضي، باعتباره تاريخا، ولكن انكار الواقع يدخل فى اطار ازدواجية المعايير، اتحدث عن الحملة الشرسة وغير المبررة، التى يتعرض لها الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعد ما ذكره فى اجتماعات المجلس الثورى لحركة فتح نهاية الشهر الماضي، وهو بالنص (هتلر أحرق اليهود بسبب دورهم كمرابين، وليس بسبب العداء تجاه اليهودية)، بعدها قامت الدنيا على الرجل ولم تقعد، رغم ان الكثيرين قد لا يعلمون ان عباس، حاصل على الدكتوراه، عن العلاقات السرية بين المانيا النازية والحركة الصهيونية، وله العديد من المؤلفات منها الاستقطاب الدينى والعرقى فى إسرائيل وجنوب إفريقيا، كما ان الرجل سبق له ان عبر عن فكرته، بجمل مختلفة فى مناسبات عديدة، ردود الافعال الدولية مريبة وعجيبة، وتثير الدهشة، مطالبات بالاعتذار، وإدانات ووصف لحديثه بأنه يروج للأكاذيب، واتهامه بالتهمة الاثيرة لدى الغرب بمعاداة السامية، بل إن رئيسة بلدية باريس جردت عباس من وسام فرنسي، كان قد تقلده منذ سبع سنوات كاملة، كل ذلك خلافا حول تقييم للتاريخ، فماذا عن الحاضر والمأساة التى يعيشها الشعب الفلسطيني، الذى تعرض الى ٥٠ محرقة، كما قال ابو مازن العام الماضى اثناء زيارته لالمانيا، اين هذا المجتمع الدولي؟، الذى انتفض امام تصريح عن حاجة شعب كامل الى حماية دولية ازاء عدوان يتعرض له من جيش وعصابات المستوطنين الارهابية، ولم نسمع أى ردود فعل على ما تقوم به حكومة تخطط لبرنامج المليون مستوطن حتى عام ٢٠٥٠، والذى يهدف الى تكريس الاستيطان فى الضفة، وايجاد تفوق عددى اسرائيلي، وانهاء اى امكانية لحل الدولتين، انتفض العالم من كلمات ابو مازن حول السامية، ولكنه يقف متفرجا تجاه السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية، فى مدينة القدس المحتلة، بما فيها المساس بمكانتها، ووضعها القانونى والتاريخي، والعدوان على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ومحاولات التقسيم الزمانى والمكانى له، مع تصاعد وتيرة الحفر فى اسفله، ومصادرة الممتلكات والاراضى والمشاريع الاستيطانية، التى تستهدف تشويه وتغيير هويتها، وطابعها العربي، وانكار حقوقه فى العيش فى امان على ارضه، ايها العالم، اين حمرة الخجل؟.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة