فيصل مصطفى
فيصل مصطفى


بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: بعد ليبيا والمغرب .. الدور على من؟

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 - 09:32 م

فُجعنا جميعا، مصريين وعربا بمأساة المغرب الشقيق، والزلزال القوي غير المسبوق في قوته الذي ضرب مراكش، وفاق زلزال أغادير الشهير سنة 1960، والذى أسفر عن مقتل نحو 15 ألف شخص وإصابة 12 ألفا آخرين، وتشريد ما لا يقل عن 35 ألف شخص .

فقد فوجئنا جميعا بالزلزال الجديد، شديد القسوة الذي ضرب مراكش، ودمر قرى جبلية بالكامل، في حدث نادر الحدوث بالنسبة للأمة العربية ولأفريقيا، حيث لم نعتدْ على مثل هذه الحوادث الهائلة الكبيرة التي تتسم بضخامة أعداد الضحايا ما بين متوفيين وجرحى ومفقودين.

ولم نكن نأخذ أنفاسنا، حتى فوجئنا بضربة أشد إيلامًا، وهو الإعصار الذي ضرب ليبيا الشقيقة من أيام قليلة، ودمر العشرات من المدن والقرى الليبية، والتي غرقت تماما تحت المياه، وفقا لتصريحات كبار المسئولين هناك، والتي وصلت أرقام الضحايا إلى ما قد تجاوز أكثر من 10 آلاف قتيل و100 ألف مفقود حتى الآن .

إنها فاجعة إنسانية وكارثة تاريخية ومصيبة لم يسبق حدوثها من قبل، ضربت بلدين عربيين شقيقين في وقت واحد في مأساة كبرى لا يعلم مداها إلا الله، ولا يعلم أحد أيضا خسائرها العديدة، والتي قد تستمر أثارها لسنوات عديدة مقبلة.

وحسنًا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذي بادر على الفور بإعلان الحداد الرسمي في مصر لمدة ثلاث أيام وإرسال جسر جوي مصري عاجل إلى أشقائنا في ليبيا، ومساعدات مصرية متنوعة إلى أشقائنا في المغرب، وهو دور طبيعي من الشقيقة الكبرى مصر، إحساسا منها بانتمائها العربي والإنساني أيضا، لأن مثل هذه الكوارث الضخمة لا تخضع لاعتبارات الجنسيات والقوميات وإنما تخضع للاعتبارات الإنسانية وحدها.

والدور المصري في التخفيف عن معاناة أهل ليبيا والمغرب، دورًا طبيعيًا وعاديًا اعتدنا عليه، فهو دور مصر الشقيقة الكبرى التي دائما ما تمد يد المعاونة والمساعدة لكل أشقائها العرب في أي أزمة أو محنة أو كارثة.

وما نتمناه جميعا أن تنتهي هذه الأزمة بأسرع ما يمكن وبأقل الخسائر والأضرار، وأن تنجوا منها ليبيا الشقيقة، والمغرب الشقيق، وأن يتم التعافي سريعًا، وألا يكون لها آثار أخرى، أو تبعات أخرى مستقبلية تؤثر على البلدين الشقيقين .

ورغم أن الوقت ما زال مبكرا للغاية للتحقق من أسباب حدوث الزلزال المفاجئ في المغرب، والإعصار غير المسبوق على ليبيا، والتي لم تتعرض قط في تاريخها منذ أن وُجدت على الخريطة لأية أعاصير .

ومن المعروف علميًا وتاريخيًا، أن هذه البقعة الجغرافية من العالم خارج نطاق الأعاصير، فلم يسبق أن حدث فيها شيء كهذا على مدار التاريخ، وهو ما يلقي بعوامل شك وريبة تطرح نفسها كأمر طبيعي في ظل عالم مضطرب متغير متبدل في حساباته وتحالفاته وأفعاله الشريرة.

فهل يا ترى هذه الأعاصير والزلازل إمتداد لظواهر أخرى مرعبة ومؤسفة حدثت في السنوات الأخيرة، وقد لا يكون لها تفسيرا عقليا منطقيا مقبولا؟ هل هي امتداد لزلزال مريب ضرب تركيا وسوريا منذ شهور قليلة وتحديدا في مارس الماضي؟ هل هي امتداد لخطر آخر تصدت له البشرية جمعاء، وهو مرض الكورونا اللعين ، والذي دفعت البشرية ثمنا غاليا له، وتمكنت بعد جهد جهيد من السيطرة عليه في ظاهرة أيضا كانت جديدة على البشرية؟ هل ما يحدث الآن من حوادث طبيعية وكوارث وفواجع ، أمرا طبيعيا يرجع لتغيرات المناخ فقط ، أم لأسباب الأخرى ؟ وهل هذه الكوارث الطبيعية بعيدا عما تفعله الدول الكبرى لتفجيرات نووية بين الحين والآخر، تحت سطح الأرض، وبما يؤدي إليه من تغيرات عميقة وسلبية، سواء في طبيعة الأرض وتركيبتها أو في أحزمة الزلازل ، أو في غيرها من الظواهر الطبيعية ، كالعواصف والأعاصير والفيضانات ، وغيرها ؟ هل إعصار ليبيا هذا سيكون مقدمة لتسونامى آخر قد يحدث في المستقبل القريب وقد يكون أشد وأعنف وأكثر اتساعا ويشمل عدة بلدان ؟ هل تتعرض منطقة الشرق الأوسط وبلدان الوطن العربي تحديدا إلى خطر كبير قد يهدد وجودها واستمرار الحياة فيها، ويهدد الأجيال المقبلة، سواء بفعل ظواهر طبيعية، أو بفعل تصرفات شريرة من الإنسان، أو بفعل أمور وأسلحة وعوالم خفية؟.

كلها تساؤلات مشروعة ، تطرح نفسها بقوة ويجب أن توضع على دائرة البحث من خلال العلماء والمختصين وغيرهم، لأن الأمر جد خطير، ولا يجب التعامل معه بسهولة أو استهانة لأن مثل هذه الحوادث ، لم يسبق حدوثها من قبل في التاريخ الطويل الممتد . وتكاثرها وتعددها خلال فترات زمنية قصيرة ومتقاربة ، أمر يزيد من حدة وجدية، وعمق الشكوك ، والتي أوضحت بعضها في الأسئلة السابقة.

إنني أتمنى ككاتب صحفي وكمواطن عربي أن يهتم العلماء المتخصصون كل في تخصصه بهذه الظواهر الجديدة والخطيرة، وأن يتصدوا لها ، وأن يقدموا لنا الرأي العلمي السليم، ليس في تفسيرها فقط، وإنما في كيفية مواجهتها، والتعامل معها، والحد من آثارها التدميرية الشاملة.

مرة أخرى، أجد من واجبي توجيه التحية للرئيس السيسي على سرعة تحركه وإصداره للقرارات الفورية  بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات ايواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية.

حفظه الله لمصر وللأمة العربية ، ونجانا جميعا نحن وأمتنا العربية والإسلامية من كل أنواع الأخطار والإجرام والأفعال الشريرة.

[email protected]

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة