الجمعة، 15 سبتمبر 2023 - 04:39 ص

لافتة كبيرة من هيئة من هيئة الآثار بجوار مسجده تقول «هنا جبانة المجذوب الأثرية»، يقع مسجد وميدان العارف بالله محمد المجذوب أكبر ميادين محافظة أسيوط، يطل عليه المسجد بالمسجد مقام ولا يوجد من يعرف عن صاحب هذا المقام شيء ولا حتى هيئة الآثار التي وضعت اللافتة بجوار المسجد والذي يقع خلفه جبانة فعلية دفن فيها الشيخ العارف بالله محمد المجذوب. 

ما القصة ؟

«بوابة أخبار اليوم» غاصت في عبق التاريخ لمعرفة سيدي العارف بالله محمد المجذوب، وهو الإمام الفقيه وحامل كتاب الله الشيخ محمد المجذوب والذي التزم المشهد النفيسي في القاهرة بجوار السيدة نفيسة العلوم وكان من علماء عصره وكان يذهب إلى القاهرة في الفسطاط للقرى من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حيث أنه لا توجد كُتب تروى أثره فقد عرف عنه الإمام جلال الدين السيوطي في أحد كتبه حيث أنه معلمهُ ومحفظهُ الأول للقرآن الكريم ودعي له عقب ولادته بالصلاح والفلاح. 

ذكر الإمام الحافظ العلامة جلال الدين السيوطي، في أحد كتبه ولد جلال الدين السيوطي في مستهل شهر رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، فحمله والده إلى الشيخ محمد المجذوب، وكان من كبار أولياء عصره، يذهب للقاهرة يجلس بجوار المشهد النفيسي، فبارك عليه ودعي له بالصلاح والتقوى وأن يكون من أهل العلم وتتلمذ على يده في صغره حفظ القرآن الكريم في مجلسه وانتقل العارف بالله محمد المجذوب قبل أن يصل الإمام جلال الدين السيوطي العاشرة من عمره فذهب يتلقى مبدأ العلم على يد عدداً من العلماء وهو في الخامسة عشر من عمره ولم يوضح السيوطي عمر العارف بالله محمد المجذوب وقت وفاته ولكن دلت الصور التي رسمت والتقطت للمسجد أنه اقدم معالم أسيوط الدينية. 

◄ اقرأ أيضًا | وزارة العمل تنظم أسبوعا للسلامة والصحة مهنية بأسيوط

كما أن الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في محافظة أسيوط ومقامه لا يبعد عن مسجد ومقام وجبانة الشيخ محمد المجذوب بأقل من كيلو متر واحد حيث أن الأخير يبدأ به شارع بورسعيد «القيسارية» والأول ينتصف القيسارية يبدوا أن المنطقة جمعت مجالس أهل العلم في عصرهما، وبما أن سيدي المجذوب دعي لسيدي جلال الدين وباركه عقب مولده فقد كان أحد مشايخ الدين في سنة 849 هجرية وتوفي قبل الألفية الأولى من الهجرة بما يقرب 141 سنة وهذه الأسباب لم يوجد من يؤرخ لهذا الشيخ الجليل. 

عبق التاريخ 

ميدان سيدي المجذوب هو أقدم الميادين الأثرية التي لا تزال شاهده على التاريخ في محافظة أسيوط هو مدخل وبوابة المدينة القديمة والتي تعرف غرب البلد.

هنا كانت مياه الفيضان قبل السد العالي تغمر مدينة أسيوط حتى قنطرة المجذوب وهي أخر منطقة تصل إليها المياه وتبدأ من بعدها مدينة أسيوط القديمة والتي تشمل مناطق القيسارية، وميدان المجاهدين، وسوق الغلال والعلوه. 

ويعد ميدان سيدي المجذوب سوقا دولية حيث كان منطقة انتظار وراحة المسافرين على طريق درب الأربعين والذي كان يحط المسافرين بالجمال رحالهم للراحة من ثلاثة إلى سبعة أيام للبيع والتجارة والشراء، وتستقر الجمال القادمة من السودان ودول أفريقيا للانتظار والراحة، أمام باحة المسجد المعروفة حالياً بميدان سيدي المجذوب. 

حملت المنطقة بالكامل إسم سيدي محمد المجذوب ساكن المسجد والذي به مقامه، ولايوجد ما يثبت تاريخ إنشاء الجامع، أو بانيه أو صاحبه، ولكن هناك سجلات وقائع محكمة أسيوط الشرعية، التي ورد فيها حجة مؤرخة في ربيع الأول عام 1104 هجرية، الذي يوافق 1695 ميلادية، وتشير هذه الحجة إلى بيع منزل لوقف محمد المجذوب.

القبة

وبالمسجد، قبة ضريحية ما زال زوارها يأتون من كل مكان، فهي أولى ملحقاته، ويدخلها المريدون عبر مدخل بالجدار الغربي، وهي عبارة عن غرفة مربعة الشكل طولها حوالي أربعة أمتار ونصف، ولها بابان متقابلان بالجدار الغربي والشرقي، ونافذتان مستطيلتان بالجدار الشمالي والجنوبي، ويوجد بها قبر محمد المجذوب، تعلوه تركيبة خشبية خالية من الزخارف.

وكان المسجد قديماً يحوي سبيلاً ملاصق لقبته، ويعلوه كُتاب لتعليم الأطفال، ولكنه الغي مع بعض التجديدات كما يقع مزار دفن الشيخ محمد المجذوب خلف الجدار الغربي، ومر المسجد بتجديدات متعددة، وتوجد لوحة مستطيلة بالجدار الشمالي للجامع مصنوعة من الرخام، عليها نص مكتوب بخط النسخ بالحفر البارز، ويشير لقيام عثمان غالب باشا، مدير أسيوط بتجديد الجامع، وقد بدأت تجديداته عام 1298هجرية، وانتهت 1300هجرية، ولا توجد إشارة لنوعية هذه التجديدات.