صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


السلام والازدهار والتقدم والاستدامة أولويات الدورة الـ78 للأمم المتحدة

منال بركات

الأحد، 17 سبتمبر 2023 - 12:20 ص

وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 أربع أولويات أساسية لضمان معالجة الدورة الجديدة للتحديات العالمية.

وحدد رئيس الجمعية العامة الجديد، دينيس فرانسيس، للدورة الـ 78 أربع عناصر هامة هي السلام، والازدهار، والتقدم، والاستدامة.

وأكد فرانسيس أنه لم يعد بوسعنا التسامح مع الأنظمة المالية غير العادلة التي تبقي البلدان محاصرة في حلقات مفرغة من الديون والحرمان".
وقبل أيام من انطلاق الفعاليات الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة، أثنى دينيس فرانسيس، على المبادرة التي طرحت داخل الجمعية العامة حول مساءلة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على استخدام حق النقض (الفيتو) واصفا إياها بأنها "ابتكار مرحب به"، مشيرا إلى أنها تمثل خطوة نحو مزيد من الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بتطبيق حق النقض، والتي يجب تفسيرها في نطاق إصلاح الأمم المتحدة على نطاق المنظومة بأكملها.

وأشار فرانسيس إلى التحديات المتداخلة المتمثلة في المناخ والصراع والفقر تجعل السلام أكثر صعوبة، مؤكدا أن الجمعية العامة "تتحمل مسؤولية خاصة لضمان أن ترتكز الجهود على نظام قوي متعدد الأطراف" يستمد قوته وشرعيته من الشمول والفرص الهادفة لتعزيز المشاركة في صياغة القرارات.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة تعلن عن تقديم مساعدة شهرية لضحايا الفيضانات في ليبيا

شدد فرانسيس على أهمية إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها البلدان التي تمر بحالات صراع وما بعد الصراع. موضحا أنه “يجب على الجمعية العامة أن تلقي بثقلها خلف تعزيز التمويل والتكنولوجيا والقدرة على تحمل الديون وبناء القدرات في الأماكن التي تعاني من عجز في التنمية والتي تشتد الحاجة بها إلى المساعدة".

كما حث رئيس الدورة الـ 78 الدول الأعضاء على متابعة تطبيق خطة عمل أديس أبابا، واقتناص الفرص الرئيسية الأخرى لزيادة الاستثمار وتوسيع التمويل من أجل التنمية.

وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز دعم التكيف عبر جعل تمويل المناخ أكثر توفرا، وأكثر سهولة في الوصول إليه، وبأسعار معقولة.
وعلى صعيد التقدم، أكد رئيس الدورة الـ 78 للجمعية العامة أن هناك مجموعة أدوات كاملة تحتوي على كل العناصر المطلوبة لتعزيز التقدم الهائل نحو تحقيق أهداف التنمية.

أن أهداف التنمية المستدامة التي تنعقد هذا الشهر ستكون فرصة لتصحيح هذا الأمر، وبث حياة جديدة في عملية أهداف التنمية المستدامة برمتها.

كما ستتيح القمة المجال للتعاون بشأن ثلاث مجالات عمل صحية رئيسية وهي مكافحة مرض السل والوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها، والتغطية الصحية الشاملة.

وأوضح فرانسيس أن جائحة كوفيد-19 علمتنا أن التضامن العالمي والتعاون الدولي يظلان ضرورة حتمية إذا أردنا بشكل جماعي بناء أنظمة صحية قوية.

ولضمان بقاء البشرية والكوكب فإنه من المهم بناء مجتمعات مستدامة تتناغم مع بعضها البعض ومع الطبيعة وهو السبيل الوحيد أمامنا كما وصفه رئيس الدورة الجديدة. 

وأضاف أنه مع توقع بلوغ عدد سكان العالم إلى 9.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، فمن الضروري التحول إلى نمط إنتاج واستهلاك ومعيشة يحترم جميع البشر والكائنات والنظم البيئية ويوازن فيما بينهم. كما أن ما سيشهده مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون (COP28) المعني بالمناخ، يعد "لحظة حاسمة بالنسبة للعالم لكي يجتمع ويصطف خلف إجراءات مناخية أسرع وأكثر إنصافا.

وعلي صعيد أخر، وفي وقت لاحق كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد دق ناقوس الخطر معربا عن أمله أن يتقدم العالم بالعمل لمواجهة التحديات التي طرأت على العالم.

وأكد على ضرورة أن يستجيب العالم فورا، لأننا نقف على حافة الهاوية ونتراجع في مسيرتنا، موضحا أن المخاطر التي تهدد عالمنا لم يسبق لها مثيل فضلا عن الانشقاق والانقسام فإننا نشهد اكبر تدفق للأزمات منذ بداية وجودنا، جائحة كوفيد 19 قد زادت من التباين القائم، وأزمة المناخ قد انهالت علي كوكبنا، وأزمة الكوفيد قد أثرت سلبا والأزمات من أفغانستان وأثيوبيا مرورا باليمن بعدما أخفقت جهود السلام، ونيران الشك وسوء الإعلام قد استقطبت الناس وشلت المجتمعات.

وحقوق الانسان في أسوء حال، العلوم تنهب والمساعدات الاقتصادية لاتصل الي الأكثر هشاشة. واختفي التضامن، الصورة التي تلخص المشهد الذي يعيش عليه العالم اليوم، وكما يراها الكثيرون، هي صورة لقحات كوفيد، وقد فسدت وألقيت في القمامة، فان نجاح الابتكار والعلوم نشهده في جهة ومع ذلك، نري من جهة آخري الأنانية فنجد الكثرة والوفرة في جهة والحرمان والأرفف الخاوية في المقابل، أكثر من 90 ٪ من الافارقة مازالوا ينتظرون الجرعة الاولي من اللقاحات، إننا بالفعل في أوضاع مزرية، والحقيقة إننا اجتزنا في اختبارات العلوم ولكننا أخفقنا في اختبارات الأخلاق. 

وأضاف رئيس أنطونيو جوتيريش، اليوم دق ناقوس المناخ بدوي هائل، أخر تقرير لخبراء المناخ يؤكد على الخطر المحدق بالإنسانية. 

نري علامات في شتى المناطق والقارات واختفاء التنوع الحيوي والتلوث والكوارث التي يسببها تغيير المناخ، حتى عاصمة العالم المالية لم تعد بمنآي عن ذلك. والخبراء يقولون إن الهدف 1,5 من الدرجات يمكن تحريكه لكن هذه الهدنة ستكون قصيرة المدي.
أخر تقارير الأمم المتحدة تقول من خلال الالتزامات فإن الانبعاثات ستزيد بنسبة 16٪ قبل 2030 وهذا يتسبب في الزيادة بمقدار 2,7من الدرجات. 
تقرير ال OECD يشير أن 20 مليار من الدولارات للتمويل الأساسي والوعود للدول النامية وقد اقتربنا من اقتربنا من مؤتمر الجلاسكو للأمم المتحدة ونحن أبعد ما يكون عن تحقيق الأهداف، علينا أن نتحلى بالجدية ونعمل سريعا.
إن كوفيد والازمة المناخية قد أوضحت هشاشة المجتمعات وكوكبنا، وبدلا من التضامن فإننا نمضي الي الدمار.
وأشار جوتيريش على أن هنالك مرض أخر يتفشى وهو انعدام الثقة، عندما يري الناس ان الوعود التي قطعت تنهار، وعندما تتقلص الموارد التي وعودوا بها، ويرون المليونيرات يمضون للفضاء، وهناك ملايين يعانون من الجوع، ويري الشباب مستقبلهم بلا جدوى، فان كل من نخدمهم يمكنهم أن يدعموا حكومات بلادهم من خلال مبادئ الأمم المتحدة التي أنشئت منذ 75 عاما من خلال السلام وحقوق الانسان والتضامن، وكلها أصبحت وعود، ولا تمضي الي مسارها اليومي. 
إننا في مواجهه الحقيقة، المشاكل التي خلقناها يمكن حلها، والنظام المتعدد الأطراف يحتاج الي جهود. علينا ان نمضي نحو عالم أفضل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة