محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

«سدس الأمراء».. وتحدى الزمان والمكان !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 18 سبتمبر 2023 - 07:40 م

ملاحظات استوقفتنى خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لقرية سدس الأمراء ببنى سويف، ملاحظات ليست جديدة، لكن لها دلالتها بحكم الزمان والمكان، وتكشف حقائق غائبة، وتؤكد ما نذكره دوما من تربص الكثيرين بمصر والمصريين.


بالطبع القرارات المهمة التى أعلنها الرئيس إحدى تلك المحطات، فهى تكشف سعى الرئيس بكل الطرق للتخفيف عن كاهل الجميع، وتزداد أهمية تلك القرارات بالنظر للوضع الاقتصادى الصعب محليا وإقليميا ودوليا، وضع يغل يد أى رئيس عن تحسين أوضاع شعبه، ولنا فيما يحدث بدول عظمى خاصة فى أوروبا أكبر مثال، مدن تعلن إفلاسها، وبطالة تزداد، وحياة تتصعب، وحكومات ورؤساء تلك الدول الغنية مغلولو الأيدى عن فعل شيء، وفى دولة مثل مصر بحجم التحدى الذى تواجهه يصبح الأمر أصعب، لكن فعلها الرئيس وأصدر قرارات تدعم ملايين المصريين من الموظفين وأصحاب المعاشات والفلاحين وغيرهم وتخفف عن كاهلهم.


ولأننا نتحدث دوما عن التربص الأعمى الذى ينال من كل جيد ويطعن فى كل إنجاز، فإرهصات هذا التربص أخذت فى التسلل مقللة من تلك القرارات التى تكلف الدولة عشرات المليارات فى وقت هى أحوج للملايين من الجنيهات لإستكمال خطط التنمية الشاملة، ومواجهة التحديات الناشئة عن الوضع الاقتصادى العالمي، لكنه التربص، وهم أنفسهم المتربصون بغيهم وحقدهم، ونسأل أنفسنا ماذا لو لم يصدر الرئيس تلك القرارات، كان صراخهم مستمرا فى التباكى على بخل الدولة ولو بالقليل لمساندة الشعب !
ولا أخفى أن اهتمامى الأكبر لم يكن بتلك القرارات رغم أهميتها، لكن استوقفنى كثيرا الاستقبال الشعبى الكبير للرئيس السيسى وبساطته المعهودة مع أبناء الشعب، لتشعر انه واحد منهم وليس رئيسهم، كما لمسناه بمشاهد كثيرة خلال الزيارة، فماذا يقول المتربصون بالحشود التى كانت فى إستقبال الرئيس والترحيب الكبير به، الآلاف حول الطرقات وبالميادين ومن النوافذ والممرات بين العمارات، وإصرار الكثيرين على مصافحة الرئيس، مصافحات أشبه بصفعات قوية على وجه المتربصين.


لقد توقف الجميع أمام تلبية الرئيس دعوة أسرة مصرية بسيطة وزيارتها فى شقتها، وهذا الحوار البسيط والتلقائى والشعبى بين الرئيس وأفراد الأسرة، الزوجة «الفرحانة» لا تتوقف عن ترديد «شرفتنا ونورتنا» والأبناء فى حالة ارتباك «لذيذة» من هول المفاجأة، أما الأب وكأى مصرى يزوره ضيف عزيز فى حيرة، كيف يعبر عن سعادته بالضيف وكيف يكرم ضيافته؟، وجدناه يتلفت يمينا ويسارا لا يدرى ماذا يفعل، والزوجة بتصرف مصرى معهود «لازم تتغدى معانا»، ويجد الزوج أخيرا ضالته فى «سبحة» يهديها إلى الرئيس الذى قبلها وقبّلها ببساطة وتلقائية المصريين أيضا.


أما كلمة الرئيس التلقائية وليست الرسيمة المكتوبة، فلنا عندها وقفات، وبنبرة صادقة محت أكاذيب المتربصين، أفصح الرئيس عن قربه من المصريين، وردد عبارات بنبرة تعاطف، منها «عارف حجم المعاناة»، «أنا واحد منكم وحاسس بيكم وصوتكم بيوصلني»، «التحية للشعب والشكر الكبير أنه تحمل كتير علشان بلدنا».
نعود لتحدى الزمان والمكان الذى أشرنا إليه، فكلنا يعرف اننا على أبواب انتخابات رئاسية، والكثير من المصريين يطالبون الرئيس بخوضها لإستكمال مشواره، لذا نتوقع الكثير من الهجوم والتشكيك من المتربصين، أما تحدى المكان، فها هى قرية بسيطة بمحافظة فقيرة، تستقبل الرئيس هذا الإستقبال، فهل يمر هذا مرور الكرام على مرضى النفوس والقلوب؟ّ


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة