شينغن عربي
شينغن عربي


« شينغن عربي».. فضاء موحد ينتظر تغير الواقع الصعب

وسام الشنهاب

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023 - 10:26 م

 وزير السياحة التونسي: التحديات تبرهن على ضرورة إيجاد أرضية مشتركة

 مسؤول بالجامعة العربية: الطموحات الراهنة لا ترتقي لتطبيق هذا المقترح
 مستثمر مصري: الاتفاقات العربية تسهم في توفير أسواق سياحية جديدة

دخلت دول العالم في سباق مع الزمن من أجل تشكيل تكتلات اقتصادية لمواجهة التحديات الراهنة، ومع تنامي الزخم المصاحب لهذه التحركات يثار الجدل حول امكانية اعتماد نظام « شينغن عربي» لتعزيز حركة السياحة البينية عربيا، الأمر الذي يعتبره وزير السياحة التونسي، محمد المعز بلحسين، ضرورة ملحة في هذه الأثناء، مؤكدا أن تسهيل إجراءات السفر وتذليل كافة العراقيل، يوفر فضاء موحدا،  وإجراءات موحدة للدخول والخروج بين الدول العربية.
ووفقا للوزير التونسي فإن العمل العربي المشترك يضمن إيجاد استراتيجية موحدة، لاسيما وأن الدول العربية ليست في حالة تنافس بل جميعها تقابل التحديات ذاتها، الأمر الذي يبرهن على ضرورة إيجاد أرضية مشتركة، منوهاً إلى إمكانية توحيد الإعلام العربي عبر منصة واحدة تختص بالترويج للمقاصد العربية. 
ثقة حلفاء الداخل
وأشار إلى أن تونس استطاعت استعادة ثقة حلفاء الداخل والخارج، ما انعكس على المعدلات السياحية، إذ سجلت إيرادات السياحة خلال العام الماضي ما يقرب من 4.6 مليار دينار ما يتراوح مابين %10:7 من إجمالي الناتج القومي، منوهاً إلى استعادة  المعدلات السياحية لما قبل جائحة كورونا خلال عام 2019  عبر تنويع الأسواق وتغيير نمط الترويج، الأمر الذي انعكس على القوة العاملة التي باتت تشمل 400 ألف تونسي بصورة مباشرة وغير مباشرة. 


وشدد بلحسن على أن تونس تعطي أولوية للسياحة النوعية عن الكمية في إطار تحسين القدرة الإنفاقية ورفع معدلات العائدات السياحية، لافتاً إلى أنها تهدف إلى الوصول إلى 15 مليون سائح خلال عام 2035 .
ويتوافق مع رؤية الوزير التونسي ما رصدته " بوابة أخبار اليوم" في رحلتها داخل تونس، حيث تحظي الدولة الساحلية بمدن ذات طابع معماري إسلامي مثل مدينة بوسعيدي التي تتزين جدرانها باللونين الأزرق والأبيض وتطل على البحر مباشرة ويرجع تأسيسها إلى القرون الوسطي كما أنها أول موقع محمي على مستوى العالم، ويطلق عليها عروس المدن التونسية، تنتقل منها إلى سوسة والتي تتميز بفنادقها الفاخرة التي تتيح خدمة «السبا» والاستمتاع بمياه البحر داخل حمامات سباحة متجددة، لتنتقل إلى الحمامات وسحر موانيها التي تضم العديد من اليخوت المبهرة أو لتمر عبر مدرجات المسرح الروماني -قصر الكاهنة- الذي يعد ثالث أكبر مسرح روماني على مستوي العالم بل أنه يضاهي نظيره في إيطاليا لاسيما وأن المصممون تلافوا خلال بنائه كل الأخطاء للمسرح الإيطالي وهو ما يفسر بقاؤه بتلك الحالة حتي اليوم.


برامج عربية متنوعة
السياحة البينية لا تتوقف بين مصر وتونس فحسب، ولكن ربما تشمل برامج متنوعة بين العديد من الدول بحسب رئيس جمعية مستثمري مرسي علم، دكتور عاطف عبد اللطيف، إذ أكد إمكانية تنفيذ برامج مشتركة بين مصر والأردن والسعودية، أو مصر وتونس والإمارات، لافتاً إلى تنظيم رحلات للسياح من دول أمريكا لزيارة مصر والأردن وتركيا واليونان، موضحاً بأن البرامج كثيرة ولكن تحتاج إلى عروض تشجع السائح على شراء برنامج لدولتين إذ لابد من توقيع شراكات بين شركات الطيران الوطنية للدول المتعاونة تضمن تخفيضات للحاصلين على تلك البرامج، منوهاً بأن تلك البرامج يمكن أن تلقي نجاح كبير نتيجة المزايا الطبيعية للدول العربية والتي تؤهلها لأن تصبح وجهة لرائدي السينما والدراما العالمية.


وأشار «عبداللطيف» إلى أهمية تنظيم بروتوكولات واتفاقات بين الدول العربية بما يسهم في توفير أسواق سياحية جديدة للدول ذاتها، لافتاً إلى إمكانية استحداث برامج مشتركة بين مصر وتونس على سبيل المثال والترويج لها داخل كافة البورصات السياحية العالمية بما يضمن إحداث تناسق وتكامل بين الدولتين بحيث تغني فيزا إحداهما عن دفع رسوم الفيزا الثانية، فضلاً عن إتاحة برامج مميزة عبر إضافة ليلة إضافية داخل كل بلد أو استثناء الأطفال لتشجيع السياحة البينية.


استراتيجية قابلة للتحقيق
على الجبهة الأخرى هناك أراء ترى صعوبة تطبيق هذا المقترح، من بينها المشرف على إدارة النقل والسياحة بالجامعة العربية، دكتور بهجت أبو النصر، مشيرا إلى  أن تنمية السياحة البينية العربية يعد أحد أهم محاور الاستراتيجية العربية السياحية، غير أن الطموحات الراهنة لاترتقي لبلوغ مرحلة «شنغن» عربي، موضحاً بأن الشنغن العربي لا يفيد السائح العربي بل السائح الأجنبي،  و أنه خلال مقترح سابق بالجامعة تم طرح إمكانية حصول حاملي تأشيرات شنغن وأمريكا على التأشيرة في الدول العربية عند الوصول إلى المطارات، إلا أنه الجامعة تلقت مذكرات رفض من قبل بعض الدول العربية خلال وقت لاحق للمقترح.

وقال إن السياحة البينية العربية لازالت تمثل أولوية على مائدة اجتماعات وزراء السياحة العرب الذي ينعقد كل 3 شهور، مشيراً إلى انعقاد الاجتماع المقبل خلال الثلث الأول من شهر أكتوبر المقبل، والذي سيتم خلاله مناقشة ما تم تنفيذه من مخرجات الاجتماعات السابقة وإذا ما كانت هناك أي عوائق، مشدداً على أن البعد الإقليمي والقطري يعد أحد أهم محاور اللقاء المرتقب لوزراء السياحة العرب.


وأكد على وجود مقترحات بتسير التأشيرات لحاملي جواز السفر الدبلوماسي والخاص باعتبار أنهم أصحاب مكانة مرموقة ولن يسعوا للبحث عن عمل أو خلافه، أو من يتمتع بحسابات بنكية بمعدلات محددة إلا أن كل تلك المقترحات لم تنال موافقة كل الدول، لافتاً إلى ضرورة وضع استراتيجية قابلة للتحقيق حتي يتثني الموافقة عليها والبناء عليها مستقبلاً.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة