الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي


رسائل هامة من الرئيس السيسي للمصريين في ذكرى المولد النبوي الشريف

محمد مصطفى كمال

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 - 12:05 م

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر، منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة، ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها.

ووجه الرئيس السيسي، رسائل هامة للمصريين خلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أكد خلالها على أن احتفالنا بالمولد النبوي يأتي في ظروف دقيقة يمر بها العالم، وأن الأزمات العالمية كانت كفيلة باقتلاع اقتصادنا لولا الجهود المبذولة بالسنوات الأخيرة.

الأزمة الاقتصادية

وأضاف الرئيس السيسي، أن أزمة النقد الأجنبي سببها كورونا والحرب الأوكرانية، مؤكدا أن الدولة تبذل الجهود للتخفيف من آثرها على المصريين.

وتابع الرئيس السيسي: مش هقولكوا اطمنوا بينا أو بالحكومة.. اطمئنوا بالله سبحانه وتعالى.. لدي ثقة بأن الله سيثبت خطانا رغم الظروف الصعبة.

وقال الرئيس السيسي، إن مسيرة حياة النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد أن العسر يصاحبه اليسر، مضيفا: «مافيش أمة شبابها بالحجم ده وتقلق من بكرة».

شباب مصر قادر على حماية الأمة

وشدد الرئيس السيسي، على أن شباب مصر قادر على حماية الأمة من أي شر أو مكروه، مشيرا إلى أن العمل التنموي المكثف وغير المسبوق أثبت في مصر صلابة اقتصادنا.

الهدم وإشاعة الألم والفرقة ليست من سنن الله

وأكد الرئيس السيسي، أن الهدم وإشاعة الألم والفرقة ليست من سنن الله، مضيفا: «مفيش أمة في العالم تطلع لقدام أبدا من غير ما تاخد بأسباب الدنيا لكن يحرسها مسار أخلاق عميق.. ولو تخلت عنه لا يمكن اللى بيتخذوا منهج الأشرار.. وبقول للأشرار اللي بيتصوروا أنهم ممكن ينجحوا.. مافيش نجاح أبدا بغير سبيل المصلحين ..الهدم ..والخراب .. والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط.. والكذب والشكوك وإشاعة الألم والفرقة والانهيار.. والله هذا الأمر ليس من سنن الله أبدا».

وتابع الرئيس مخاطبا الدعاة: «المهم أقول لكم وأنتم دعاه تتحدثون للناس في المنابر.. بكرر الكلام ده ليكم.. المنهج اللى ماشيين بيه صدقوني منهح بيحاول يكون مستقيم وأمين ومخلص لله وشريف كمان في هذا المسار.. معنديش شك».

نص كلمة الرئيس السيسي في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف:

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،

السادة العلماء والأئمة الأجلاء.. السيدات والسادة،

﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

أود فى البداية.. أن أتوجه بخالص التهنئة، لشعب مصر العظيم.. ولجميع الشعوب العربية والإسلامية.. بمناسبة ذكرى مولد النبى الكريم.. سيدنا محمد، "صلى الله عليه وسلم" داعيا الله "عز وجل".. أن يعيد هذه الذكرى المباركة.. بالخير والسلام.. على مصر.. والإنسانية بأسرها.

 السيدات والسادة،

إن سيرة حياة الرسول الكريم.. معين لا ينضب من الدروس والعبر.. منها نستلهم قيم الأمانة والصدق.. والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها.. نرى كيف تعمل أقدار الله.. وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم.. يرعونه بالعمل والإحسان.. حتى يأتى نصر الله القريب، للمخلصين من عباده.

إن فى سيرة حياة نبى الرحمة والهدى.. قيما مجردة.. عابرة للزمان والمكان.. لعل من بينها.. الثبات على الحق وعلى الإيمان.. خاصة فى الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تـعـيـن على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة.. تعرض لها النبى الكريم.. وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات فى وجه تلك العواصف الهوجاء.. عظيما وشامخا.. بإيمان لا يتزعزع فى نصرة الله.. وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا.

الحضور الكريم،

يأتى احتفالنا هذا العام بالمولد النبوى المبارك.. بينما يمر العالم بظروف دقيقة.. تعيد إلى الأذهان، ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب.. لم تحدث منذ عقود طويلة، فما بين الكارثة الصحية التى تسببت فيها جائحة "كورونا".. وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر.. الناجمة عن توقف عمليــــــة الإنتــــــاج فــــــى كبـــــرى دول العالــــــم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية.. تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية فى تفاقمها بشدة.. مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق.. أملا فى احتواء التضخم.. وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبى، التى يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة.

والحق أقول لكم.. إن عاصفة طاغية كتلك.. كانت كفيلة فى الظروف العادية.. باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى.. والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصرى وأن الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف.. غير المسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته.. قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة، لدى اقتصادنا القومى بما يدفعنا إلى اليقين.. بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة.. للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا.. مع الحفاظ فى ذات الوقت.. على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائى وأمن الطاقة للمواطنين.. رغم الظروف العالمية الصعبة فى هذين المجالين.

السيدات والسادة،

إن مسيرة حياة النبى الكريم.. تؤكد لكل ذى بصيرة.. أن العسر يصاحبه اليسر.. وأن الله مع الصابرين.. الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله.. وتحقيق مصالح الناس.. وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام.. نثق فى الله سبحانه وتعالى.. وفى قدرة شعبنا الصامد الأبى.. على اجتياز الصعاب مهما كانت.. وتحويل الأحلام إلى حقيقة.. وصنع المستقبل المزدهر الآمن.

أشكركم..

وكل عام وأنتم بخير،

ومصرنا والأمة الإسلامية، والإنسانية كافة..

فى خير وأمان ورخاء،

﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة