عثمان علام
عثمان علام


ع الزيرو

عثمان علام يكتب: السيارات الكهربائية والخبرات الأردنية

أخبار السيارات

السبت، 30 سبتمبر 2023 - 01:38 ص

■ بقلم: عثمان علام

حتى الآن لا توجد لدينا إحصائيات رسمية عن عدد السيارات الكهربائية الموجودة فى مصر، كلها اجتهادات من بعض المتابعين والمهتمين والعاملين فى هذا المجال، والكثير منهم وثيقى الصلة بعالم السيارات الكهربائية والذى لايزال خيال فى أذهان البعض وحقيقة قائمة فى حياة الأخرين .

المملكة الأردنية الهاشمية سبقتنا كثيراً فى هذا المجال، وقد بدأت خطواتهم الأولى فى مطلع الألفية عندما بدأت تنتشر لديهم السيارات الهايبرد، والتى تعمل بالوقود والكهرباء، وفى عام 2019 بدأت تنتشر السيارات الكهربائية بكثافة، والآن لديهم أكثر من 20 ألف سيارة كهربائية تجوب الشوارع وكثير منها يعمل ضمن تطبيق أوبر وكريم، وهذا ما يؤكد أن السيارات الكهربائية ذات جدوى اقتصادية، والـ 20 سيارة رقم كبير إذا ما قيس بعدد سكان الأردن، عكس مصر التى يصل سكانها لمائة وعشرة مليون نسمة، الأردن عدد سكانها لا يتعدى الـ 10 مليون نسمة .

ومن هنا بدأت الخبرات تتدفق على الأردن، وعقدت شركات خاصة اتفاقيات شركاء ووكلاء مع الجانب الصينى الذى يتزعم العالم فى هذه الصناعة المتشابكة مع الألمان وغيرهم من البلدان، وأرسلت الصين خبراء كثيرين للأردن لعقد دورات تدريبية والعمل على تعميم التجربة .

ومن الأردن انطلقت الخبرات إلى مصر، وكل مراكز الصيانة الموحودة فى مصر الآن يقوم عليها خبراء ومهندسين أردنيين، يعملون فى الصيانة وقطع الغيار والتحديثات والتوعية أيضاً بأهمية اقتناء سيارة كهربائية .

التقيت مهندس أردنى لديه مركز صيانة هو الأول من نوعه للسيارات الكهربائية فى مصر، وهو المهندس منتصر الحوامده، وهو شاب أكتسب خبرات طويلة تمتد لعشر سنوات فى مجال السيارات الكهربائية، وحكى كثيراً عن أهمية السيارات الكهربائية وفائدتها وكيف أنها سيارات صديقة للبيئة، كما أنه يقود حملات توعوية كبيرة عن مدى الجدوى الاقتصادية لمالك السيارة الكهربائية، ويقدم شرح مبسط وسهل عن انتفاء الاعطال فى السيارات الكهربائية بنسبة ‎%‎100 .

ويرى منتصر الحوامده أن هناك صورة لا تزال غير واضحة فى اذهان الناس بأن السيارة الكهربائية معقدة وانه لا يوجد مراكز صيانة ولا قطع غيار، وأن مدى سير السيارة قصير جداً، وهذه انطباعات خاطئة، لأن السيارات الكهربائية تطورت جداً فى الثلاث أعوام الماضية، وباتت الشركات العالمية تنتج سيارات ببطاريات تسير مدى 600 كم وأعمار البطارية تمتد من عشر لخمسة عشر سنة، بعدها لن ينتهى عمر البطارية ولكن ينخفض بنسبة من 10 الى ‎%‎10، كما أن السيارة الكهربائية لا تحتاج لوحدة إنفاق كما هو الحال بالنسبة للسيارات التى تعمل بالوقود كتآكل بعض الأجزاء وتغييرها .

أنا عن محطات الشحن وهى المشكلة التى يعتبرها البعض حجر عثرة امام اقتناء السيارة، فيقول المهندس منتصر: محطات الشحن موجودة وبكثافة فى القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ ومحافظات أخرى، وفى كل محطات شل أوت يوجد محطات لشحن السيارات، ومنها الشحن السريع والذى يستغرق من خلاله شحن السيارة ساعة ونصف من الصفر لل ‎%‎100 .

ويضيف المهندس منتصر: منذ سنوات كانت السيارات الكهربائية تصنع ببطاريات صغيرة الحجم تسير من 100 الى 150 كم، أما الآن فهناك تطور كبير، فالبطاريات باتت كبيرة تسير فى الشحنة الواحدة مسافة 550 كم، ويمكن لأى شخص مقتنى سيارة كهربائية تأسيس نقطة شحن منزلية وهى فكرة بسيطة لا تتطلب سوى أسلاك من نوعية جيدة ومن خلال شاحن السيارة يستطيع شحن سيارته من 8 الى 10 ساعات، هذا إذا كانت البطارية فارغة ‎%‎100، ولن يكلفه الأمر كثيراً، فالسيارة التى تسير لمسافة 500 كم تحتاج لـ110 جنيها شحن من المنزل، وإذا كان الشحن سريع من المحطات فتحتاج فقط لـ200 جنيه، وهذا إذا ما قورن بالبنزين فإنه موفر جداً، ناهيك عن أسعار الزيوت والفلاتر والسيور وتيل الفرامل وكافة الأجزاء التى تستهلكها السيارات العادية، إذاً الأمر موفر للغاية .

وزير المالية الدكتور محمد معيط قال سابقاً أن الحكومة ستمنح من يشترى سيارة كهربائية من 60 إلى 70 ألفا، وأن الحكومة تعمل على إنشاء استرتيجية ضخمة لصناعة السيارات الكهربائية بمصر، وتحتوى هذه الاستراتيجة على تحفيزات ضخمة.

وأضاف معيط أن الحكومة سترد من 30 إلى 40% من قيمة التكلفة للصانع، كما أنها ستقدم للمستهلك المصرى من 50 إلى 70 ألف جنيه لشراء السيارات الكهربائية. وأن الدولة المصرية تبحث الفترة المقبلة عن مجموعة من الحوافز للاتجاه للهيدروجين الأخضر ليس فقط للسوق المحلى ولكن للتصدير أيضًا.

ومع اتجاه العالم لخلق بيئة نظيفة ومشاركة مصر فى هذا الاتجاه تبدو اهمية السيارات الكهربائية للمحافظة على البيئة، ويبقى على الدولة أن تسارع الخطى فى هذا الاتجاه ولا تترك الأمر لشركات تستورد بأسماء وهمية لتحصل من الدولة على قيمة الاسترداد ثم تبيع السيارة بعقد مسجل فى الشهر العقارى .

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة