السد الأثيوبي
السد الأثيوبي


مصر تدفع الثمن.. فوضى يناير وحكم «الإرهابية» يمنحان السد الأثيوبي قبلة الحياة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 10:58 م

لا تزال قضية سد النهضة حديث الساعة في مصر؛ إذ أن السد يشكل «خطر وجودي» على حياة ملايين المصريين بل وبقاء الدولة المصرية بمقدراتها، ولكن مع زحمة الأحداث محليا وإقليميا وعالميا، وزيادة جرعة الأخبار التي تستقبلها عقول المصريين يوميا يحدث تشويه للحقائق، ونسيان للمسؤولية التاريخية مع مرور الأيام، وتغافل ما نتج عن ثورة 25 يناير ونظام حكم الإخوان من تأثيرات على قضية السد، ولذا وجب أن نضع الأمور في سياقها التاريخي بتسلسلها الزمني ونذكر لعل الذكرى تنفع المصريين!
 
ثورة يناير وإعلان بناء السد

اندلعت أحداث ثورة 25 يناير 2011 وتسببت في إسقاط نظام مبارك وخلقت حالة من الفوضى بالتعدي على مؤسسات الدولة ورموزها، واهتزت معها صورة الدولة المصرية في الداخل والخارج، وأعقب نظام مبارك حكومات انشغلت بالأحوال الداخلية والمطالب الفئوية للمتظاهرين، لتستغل أثيوبيا انشغال الدولة المصرية بالداخل معلنة في أبريل 2011 بدء بناء سد النهضة.

وما كان في استطاعة أثيوبيا أن تضع حجرا صغيرا واحدا في نهر النيل للبدء في بناء سدها لولا أحداث 25 يناير 2011 وانغماس مصر في شأنها الداخلى، وما زاد الطين بلة عندما قرر نشطاء تشكيل وفدا مكونا من 48 شخصا أبرزهم كان حمدين صباحي وأطلقوا عليه وفد الدبلوماسية الشعبية لزيارة إثيوبيا لبحث أزمة مياه النيل وقدموا الاعتذار لأثيوبيا عن "أخطاء عهد مبارك في أفريقيا" على حد وصفهم!

اعتراف الإخوان
 
الإخوان أنفسهم اعترفوا على لسان رئيس الوزراء الإخوانى، هشام قنديل، أمام البرلمان، بأن بناء السد بدأ مع حراك 25 يناير، وظهر البناء بوضوح في أبريل 2011.

فشل الإخوان في الملف 

بدأ الإخوان مسيرة الفشل في إدارة ملف سد النهضة إبان حكم المعزول مرسي في عام 2012 -2013، عندما صدقت إثيوبيا في برلمانها على اتفاق عنتيبي، دون أي ردّ من جماعة الإخوان، غير الظهور في اجتماع لمرسي مع القوى السياسية يُفترض أنه "سريا" ليُسرب على الهواء مباشرة وتظهر فيه حالة التخبط في اتخاذ القرار والتعامل مع السد، ليقول أيمن نور وقتها: «نقولهم عندنا مقاتلات عشان نخوفهم».

الحقيقة الكاملة نضعها بين أيديكم على لسان الخبراء وشهادات النخبة ليسجلوا رواياتهم حول بداية أزمة سد النهذة ومسئولية ثورة 25 يناير ونظام الإخوان عنها في السطور التالية..


شهادة عمرو موسى 

قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن مصر من وقت بناء السد العالي وتوطيد علاقتها بالاتحاد السوفيتي، وهي مُعرضة لمؤامرات كنوع من أنواع رد الفعل.

وأضاف أن في عام 2000 تحدث الجانب الإثيوبي عن مشروع سد النهضة ولكن بسعة تخزين 14 مليار مترمكعب، وهذا كان أمرًا مقبولا، ولكن بعد 2011 تغير الأمر.

وأشار إلى وجود خطأ في معالجة الملف بعد 2011، لافتًا إلى أن عام حكم الإخوان المسلمين شهد نقاشا هزليا بشأن سد النهضة، حتى أن الدبلوماسية الشعبية لم تؤد دورها بالشكل المطلوب؛ كونها ليست على دراية كافية للأمر.

أحمد أبو الغيط: يناير 2011 واختلال التوازن

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن "مشروع سد النهضة الإثيوبي لم يبدأ إلا حينما اختل توازن مصر، بعد ثورة 25 يناير 2011".

وقال أبو الغيط، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعاد الأمور إلى مسارها الصحيح في هذا الملف"، مؤكدا أن "الدولة المصرية كانت دائما منتبهة لندرة المياه وقضية النيل، وتبذل الكثير من الجهد للحفاظ عليه".


وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن "المشكلة الحقيقية، وقعت عندما اختل التوازن المصري في يناير 2011، وحينها قررت دولة المنبع (إثيوبيا) أن تتصرف في مياه النيل وكأنها ملكها فقط". 


وتابع: "ما زاد الطين بله مهزلة اجتماع الاتحادية في عهد جماعة الإخوان، والتجاوزات والتمثيليات التي قيلت وحدثت وتم بثها على الهواء مباشرة".

مصطفى الفقي: ثورة 25 يناير أفرزت شخصيات غير لائقة 


قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إن السياسة تغيرت في مصر بعد ثورة 25 يناير، لأنها لم تكن ثورة فلاحين ولا عمال، ولكن كانت ثورة إلكترونية من شباب وطبقات مهمّشة.


وأضاف «الفقي»، أن ثورة يناير أفرزت شخصيات لم تكن لائقة، سواء الشخصيات التي جاءت بعضها من الخارج أو الداخل.


عبدالحليم قنديل يرد على أكاذيب الإخوان

قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، أن أصل الكارثة بدأ باتفاق «عنتيبي» في عهد مبارك الذي وقّعت عليه 6 دول في عام 2010 بإلغاء نصيب مصر الحالي من مياه النيل وفرض التقسيم العادل للمياه بين جميع الدول التي يمر بها، ثم جاءت ثورة يناير 2011 التي اعتبرتها إثيوبيا فرصة وبدأت في إنشاء السد بالفعل.


وأشار الكاتب الكبير إلى أن التطور في الأزمة كان وقت حكم الإخوان وفشلوا في إدارة الملف، ورأى الإثيوبيون وقتها أن «مصر تحولت إلى مسخرة في عهد الإخوان».

فوضى يناير وعهد الإخوان

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن الفوضى وجماعة الإخوان يعتبران هما السبب الرئيسي في أزمة السد الإثيوبي، خاصة بعدما تعاملت الجماعة الإرهابية مع الملف بصورة خاطئة، كما أن حالة الفوضى التي مرت بها الدولة المصرية منذ  2011 كانت سببًا رئيسيًا في بدء إثيوبيا في تنفيذ مخططاتها الذي كانت تخطط له من سنوات عديدة.

وأضاف «فهمي» أنه كان هناك تقاعس من جماعة الإخوان في التعامل مع هذه القضية أثناء وجودهم في الحكم، كما أن حالة عدم الاستقرار السياسية هي من فرضت الأوضاع بصورة مختلفة: «ما كان يمكن لإثيوبيا أن تبدأ مسارها الخاص ببناء السد لولا الفوضى التي حدثت في 2011».

وتابع: «الإخوان وحالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني تسببت في تشجيع إثيوبيا للبدء في تنفيذ السد الإثيوبي»، موضحا أن تبني جماعة الإخوان لخيارات العنف وحرق مؤسسات الدولة في عام 2013 بعد ثورة يونيو كانت من ضمن الأسباب التي أدت إلى تشجيع أثيوبيا على بناء السد، مؤكدا أن أجهزة الدولة أدت دورها في تلك القضية، ومنعت تمدد المشروع في تلك الفترة لأنه كان مخططًا له التنفيذ في سنة واحدة.

نصر الدين علام يحمل المسؤولية للإخوان

من جانبه أوضح د. نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، أن سوء أداء الحكومات المتعاقبة بخصوص هذا الملف منذ قيام ثورة يناير 2011 وحتى قبل ثورة 30 يونيو 2013 والتواطؤ الدولى الذى نراه جليا على مصر سبب الأزمة، لافتا أن إثيوبيا استغلت هذه الظروف أسوأ استغلال فى فرض أمر سد النهضة على مصر والاستمرار فى إنشائه والمماطلة فى البدء فى أى تفاوض جدى حوله.

وذكر أنه قد تم وضع حجر أساس هذا السد فى 3 أبريل 2011 بعد أسابيع قليلة من ثورة 25 يناير المصرية فى تصرف انفرادى ومفاجئ من قبل إثيوبيا فى استغلال سيئ لظروف مصر السياسية وانشغال أهلها فى ذلك الوقت بأمورهم الداخلية، وأثناء فترة حكم المجلس العسكرى ثم أثناء حكم الرئيس المعزول د. محمد مرسى استمرت إثيوبيا فى بناء السد، بينما اكتفت الحكومة المصرية فقط بالمشاركة فى اجتماعات اللجنة الثلاثية والتى انتهت فى يونيو 2013.

 وحول موقف حكومة «الإخوان» من سد النهضة؛ أشار إلى أن قبل آخر اجتماعات اللجنة بأيام قليلة قامت إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق للبدء الفعلى فى إنشاء جسم السد وذلك فى عدم اكتراث باجتماعات اللجنة الثلاثية ونتائجها، ولم يكن لمصر رد فعل مناسب، وأتذكر فى هذا الشأن اجتماع الرئيس السابق مع بعض النخب السياسية والذى تمت إذاعته على الهواء وتم فيه تبادل عبارات عدائية لإثيوبيا سببت لنا بعض المشاكل السياسية بدلاً من حث إثيوبيا على وقف بناء السد، وباختصار الإدارة السابقة فشلت فى التعامل مع هذا الملف ولم يكن لها أجندة واضحة للتحرك حياله ودرء مخاطره.

وتابع أن حكومة الإخوان استندت للتصريحات الحكومية والرئاسية إلى أن الحكومة الإثيوبية تعهدت بعدم الإضرار بحصة مصر المائية، بينما فى الأصل لا تعترف إثيوبيا بهذه الحصة، هى وبقية دول منابع حوض النيل، وساهمت تصريحات المسؤولين المصريين فى تطميع الجانب الإثيوبى فى مصر بل وزادت من طموحاته.

اقرأ أيضا: أبرز تصريحات المتحدث باسم وزارة الري بشأن مفاوضات سد النهضة

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة