الثلاثاء، 03 أكتوبر 2023 - 09:51 م

(دع إنجازاتنا تتحدث عنا)، أبدا لا يمكن أن تسمع تصريحا، من أى مستوى قيادى فى سلطنة عمان، يشير إلى دور قامت به مسقط، ودبلوماسيتها طوال حقب ماضية، عن نجاح حققته، وكانت سببا رئيسيا ووحيدا فيه.

تجاه أزمات كان من الصعب لأى متابع توقع حلها، فى ظل احترام كبير وعميق للحياد العمانى، والثقة فى قدرتها، على إدارة الحوار، سواء كان غير مباشر، أو استضافته على أراضيها، والمساهمة فيه بطرح أفكار ورؤى للتقريب بين مواقف أطراف الأزمة، وقد يكون الأمر فى حاجة إلى نماذج.

فدعونا هنا نشير إلى الجهد العمانى الذى وصل إلى تخصيص فريق كامل فى الخارجية العمانية، يعمل بجهد ودأب لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية، نجح بالفعل فى ترتيب تبادل زيارات وفود بين الرياض وصنعاء، للبحث فى تفاصيل وقف الحرب، ولعل الدور العمانى الأبرز كان على صعيد الملف النووى الإيرانى.

حيث نجحت فى التوصل والتوقيع على الاتفاق النووى بين طهران والغرب فى يوليو ٢٠١٥، الذى أوقفت واشنطن العمل به فى عهد ترامب مايو ٢٠١٨، وفى ظل إدارة بايدن، وتوجهها الجديد تجاه الملف، رعت السلطنة حواراً غير مباشر بين الجانبين، يستهدف البحث فى آليات لتسريع ومساعدة جميع الأطراف، على العودة إلى التزاماتها، فى خطة العمل الشاملة، ووفقا لتصريحات أخيرة لوزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان بعد اجتماعه مع نظيره العمانى بدر البوسعيدى فى نيويورك.

كما نجحت السلطنة وبتعاون قطر فى الإفراج عن سبعة من الأمريكيين المتحفظ عليهم فى إيران، فى إطار صفقة تبادل المعتقلين بينهما، والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة فى عدد من دول العالم، إنها إذاً دبلوماسية الوفاق.