صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كيف ولماذا تقلص النفوذ الفرنسي بأفريقيا؟ .. محلل سياسي يجيب

ناريمان فوزي

الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 11:25 ص

ظلت قارة أفريقيا تحت وطأة قوة استعمارية لها ثقلها وهي فرنسا، التي استحوذت على مقدرات القارة السمراء لأكثر من قرن.

إلا أن استمرار الهيمنة يبدو أنه سيصبح من الماضي، فقد بدأ نفوذ فرنسا يتقلص أخذا في وجه سلطة الدولة الأوروبية السياسية والعسكرية والتاريخية التي فرضتها لسنوات.

بدأت الأزمة بالإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم في 26 يوليو 2023 ما تبعه من تدخلات وصلت إلى حد التهديد للقوى الدولية والإقليمية بالتدخل العسكري.

في هذا الإطار، علق الصحفي والمحلل السياسي مصطفى الطوسة موضحا بأن التطورات الأخيرة التي أرغمت ماكرون على استرجاع السفير الفرنسي والحديث عن إعادة نشر القوات الفرنسية المتواجدة في النيجر جزء منها سيعود لباريس والأخر سيتوجه إلى تشاد تعتبر انتكاسة للدبلوماسية الفرنسية.

وأضاف بأن ماكرون في بداية الأزمة كان يعول على أنه إذا هدد بالتدخل العسكري فيمكن للانقلابيين أن يعيدوا الرئيس محمد بازوم وأن يعيدوا العمل بالنظام الدستوري لكن ماكرون بقي لوحده يتبنى هذا الخطاب ولاحظنا أن واشنطن تراجعت عن إمكانية اللجوء للخيار العسكري وفتحت قنوات اتصال مع الانقلابيين.

كما لفت المحلل السياسي الفرنسي من أصل مغربي، بأنه هناك دولا أوروبية كألمانيا وإيطاليا خذلوا ماكرون وعبروا عن معارضتهم لإعطاء أفضلية للخيار العسكري كما أن الإيكواس التي ستقودها نيجيريا كانت تتبنى خطابا حازما ومهددا للانقلابيين وفي نهاية المطاف تراجعت عن هذا الخيار العسكري.

كما نوه الطوسة بأن الرئيس ماكرون بعد شهرين من عملية شد الحبال بينه وبين الانقلابيين، وجد نفسه معزولا وأمام الواقعية السياسية الجديدة استسلم ورضخ للأمر الواقع وهذا من شأنه فرض تداعيات كبيرة على النفوذ والتواجد الفرنسي في افريقيا وهذا يفرض أيضا على الدبلوماسية الفرنسية أن تعيد إنتاج عقيدة جديدة للتعامل مع هذه الدول.                                                                                                                                                                                                                        

وتطرق الطوسة إلى الحديث عن 3 دول صبت الزيت على النار وساهمت في إشعال الأزمة بقوة كروسيا التي وضعت نصب أعينها إخراج فرنسا عسكريا من هذه المناطق، كذلك هناك الصين على الجانب الاقتصادي والتي انتهجت سياسة استقطابية تجاه هذه الدول كي تحل محل الشركات الفرنسية، وهناك أيضا على المستوى الأيدولوجي تركيا التي نشرت خطابا عبر المساجد والزوايا التي تؤثر فيها بأفريقيا حمل لهجة معادية لفرنسا وعنوانه وضع كل مآسي الدول الأفريقية على فرنسا وتواجدها، هذه العوامل مجتمعة هي التي اشتغلت كمحرك لهذه الانقلابات.

أقرأ أيضًا:   تقرير| بعد مقتل 3 عسكريين.. لماذا تتواجد القوات الفرنسية بالعراق؟

كما وصف الطوسة تلك التحركات والموجات بـ«الحاقدة على فرنسا»، وأن باريس أمام خيارين، إما أن تعيد إنتاج عقيدة جديدة للتعامل مع هذه الدول الأفريقية وأما أن تخسر نفوذها الاقتصادي خصوصا وأنها تعول كثيرا على بعض المواد الثمينة كاليورانيوم ومواد أخرى عديدة يحتاجها الاقتصاد الفرنسي والشركات الفرنسية.

وفي النهاية أكد المحلل السياسي، بأن الرئيس الفرنسي يواجه تحد كبير في هذا المنعطف التاريخي والحقبة العسيرة والذي أن لم يستطع بلورة تصور جديد لعلاقة فرنسا مع دول أفريقيا فإنه سيفقد النفوذ الفرنسي للأبد.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة