عساف ياجوري و حسن أبو سعدة
عساف ياجوري و حسن أبو سعدة


ملحمة أسر عساف ياجوري| أبوسعدة وفتحي.. أبطال النصر

آخر ساعة

الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 10:45 م

■ كتب: محمد ياسين

العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة مدرعات إسرائيلية متقدمة.. أشهر أسير فى حرب أكتوبر 73 بشعره الأشعث وملابسه المتسخه وصورته التى صورتها لنا الدراما المصرية فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» الذى جسد شخصيته الفنان محيى إسماعيل، كيف تم تدمير لوائه المدرع؟ وكيف تم الزج به فى الكماشة التى نصبها له رجال الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بقيادة العميد حسن أبو سعدة؟ 

فى الثامنة من صباح الثامن من أكتوبر وبعد عبور معظم القوات المصرية لسيناء وبناء رؤوس الكبارى تواردت أخبار من رجال الصاعقة داخل سيناء عن تقدم لواء دبابات مدرع بقيادة عساف ياجورى، فكانت الأوامر بتعطيله عن التقدم فبدأ الاشتباك بين رجال الصاعقة المصرية واللواء 190 المدرع الإسرائيلى، وكان الهدف من الاشتباك هو تأخير تقدمه حوالى 4 ساعات لنصب رؤوس الكبارى واستقرار الجيش الثاني الميداني بعد العبور.. ويعتبر الثامن من أكتوبر 1973 هو البداية الفعلية للحرب بعد أن قام الجانب الإسرائيلى بالتعبئة العامة عن طريق الإذاعة، فبدأ الشباب الإسرائيلى يتجه الى منزله ليترك متعلقاته ويذهب كلٌ منهم إلى وحدته التى وصلوا لها فى صباح اليوم الثانى من العبور وهو 7 أكتوبر وتم تجهيزهم بعد أخذ أقساط الراحة والنوم وتجهيز الدبابات للتحرك، فكان الهجوم مع صباح اليوم الثامن حتى تكون أشعة الشمس فى وجه الجندى المصرى، ولكن اللواء المدرع واجه فصيلة الصاعقة المكونة من حوالى 90 فردا الذين كانت لديهم أوامر بتأخير اللواء المدرع فاشتبكوا معهم حتى آخر رجل من رجال الصاعقة، ولنا أن نتخيل رجلا يواجه دبابه فكيف سيكون مصيره.

وانطلق اللواء المدرع متجها لغرب القناة فى مواجهة الجيش الثانى حيث كان الإسرائيليون يعلقون آمالا عريضة على تقدم ياجورى الذى ظلوا متيقنين من أنه سيحول هزيمة الجيش الذى لا يقهر إلى انتصار بدباباته، فكانت عملية أسره وتدمير لوائه المكون ما بين 75 إلى 100 دبابة.

اقرأ أيضًا | الفنان أحمد فؤاد سليم: كانت بداية مصر الحديثة

ومن بين رجال القوات التى أسرت ياجورى الشهيد فتحى عبد الرازق عبد الحليم.. الذى التحق بكلية الهندسة ولكن لحبه الشديد للعسكرية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، وكانت تسند إليه تنفيذ المهام الخطرة هو ورجاله فكانت وحدته ضمن القوات المصرية التى ذهبت لليمن لمساندة الثورة فى مهدها، وفور وقوع نكسة 1967 عمل بالقوات الخاصة وكان أحد قادة مدفعية القوات الخاصة وتم ترشيحة لدراسة أركان حرب التى حصل عليها بتفوق، ومع انطلاق حرب أكتوبر كانت مهمته هو ورجاله تكبيد العدو أكبر كم من الخسائر وتعطيل تقدمه فى اتجاه المعركه فقاد العشرات من الأكمنة التى كبدت العدو خسائر فادحة، حتى لقِّب بقاهر الدبابات.

فواجه وزملاؤه اللواء المدرع 190 الإسرائيلى تحت قيادة الفريق حسن أبو سعدة، حيث وصلت معلومات لقائد الفرقة المتواجد من بين رجالها العقيد فتحى عبد الرازق، بأن إسرائيل ستقوم بهجمة مضادة حتى تجبرهم على الرجوع للغرب وتقطع طريق المعاهدة وتحاصر بورسعيد، فاتفق القادة على عمل جيب نيرانى على حرف (U)، وذلك لكى يُدخلوا العدو فى «الكماشة» ويدمروه، ودخل العدو بسذاجه فوقع فى الفخ.

وعندما وصلوا إلى منطقة القتال جاءت الأوامر وأطلقوا عليهم النيران فدمروا 73 دبابة فى أقل من نصف ساعة والاستيلاء على 8 دبابات سليمة وأسر العقيد عساف ياجورى، وكان رهان العقيد فتحى عبد الرازق مع زملائه فى تدمير أكبر عدد من دبابات العدو، حتى أن أخاه الضابط بالدفاع الجوى استشهد فى نفس المعركة. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة