الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 11:19 م

كُتبت الكثير من الروايات عن حرب أكتوبر، تسجل أحداثها وتداعياتها على المجتمع المصري، ومن أبرزها ما كتبه الروائي يوسف القعيد، الذي شارك في حرب أكتوبر، فمزج بين مشاهداته وبين قدراته الإبداعية في إنتاج عدة نصوص روائية عن الحرب، وفي السطور التالية يروي لـ «آخر ساعة» عن تجربته مع الحرب التي تجلت في روايات من نوعية (الحرب في بر مصر)، و(يحدث في مصر الآن)، و(في الأسبوع سبعة أيام).

القعيد قال إنه شارك في حرب 1967 ثم الاستنزاف وانتهاء بحرب أكتوبر، واعتبر أن الأخيرة «تجربة إنسانية نادرة في الدفاع عن الأرض والعرض، واسترداد سيناء الغالية من العدو الإسرائيلي، وهي تجربة متكاملة تعتبر الأولى والأهم في حياتي، لذا كانت التجربة الجوهرية فكتبت عنها أكثر من رواية، وقد خضت التجربة مرحبا وسعيدا ومشاركا برغبتي الكاملة، وأحمد الله كثيرا جدا أنني مررت بهذه التجربة المهمة في حياتي».

◄ اقرأ أيضًا | ذكرى نصر أكتوبر| محمد جاد بطل المظلات: نجحنا في تحرير «المصاطب»

وأشار إلى أنه دخل الخدمة العسكرية كمجند منذ العام 1965، لذا توفرت له فرصة ذهبية للمشاركة في حروب مصر مع العدو الإسرائيلي وصولا إلى نصر أكتوبر، ثم واصل عمله في مستشفى غمرة العسكري، مما وفر له الفرصة لمشاهدة الجانب الإنساني للحرب من مختلف الزوايا وبصورة لم تتوفر للكثيرين، إذ شاهد قصص عشرات المجندين، ما مكنه من كتابة روايته الأهم والأشهر (الحرب في بر مصر)، إذ تدور أحداثها عن توصيل شهيد إلى قريته وما يقود إلى ملابسات تتكشف عن واقع متاجرة البعض ببطولات المجندين الشهداء.

وكشف القعيد عن أن حالة من اليأس وفقدان الأمل تملكته بعد هزيمة 1967، ما تجلى في روايته الأولى (الحداد)، لكن الروح عادت له مجددا بعدما رأى داخل الجيش الحركة الكبيرة لإعادة بناء القوات المسلحة، وأن هذه الروح التي رآها تجلت بوضوح في حرب الاستنزاف، وأكدت له أن هناك إصراراً على استعادة الأرض وتحقيق حلم العبور، وهو ما تحقق بالفعل في حرب أكتوبر العظيمة التي غيرت مصير مصر للأبد، وتابع: «الحرب غيرت رؤيتي لمصر ولنفسي للأبد، فبحكم الانتماء لمحافظة البحيرة، كنت أظن أن الدلتا هي رمز مصر، لكن الحرب أجبرتني على أن أغير هذا الرأي وأن اعتنق فكرة أن سيناء هي رمز مصر في العصر الحديث، ومن هنا كان ضرورة الحرب وضرورة استعادة الأرض».