مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

لينفق ذو سعة من سعته

أخبار اليوم

الجمعة، 06 أكتوبر 2023 - 05:44 م

استوقفنى «بوست» كتبه مهندس كيميائى وسام جمال الجزار، على صفحته على «فيس بوك» جاء فيه:

(كم هى جميلة معانى هذه الآية: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ «الطلاق:7».. ليسدى الله علينا آية من آيات رحمته عز وجل، حيث لم يقصر الإنفاق على «ذى مال من ماله»، بل اتسعت الدلالة لتصبح: إن كانت سعتك فى الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى البسمة الصافية فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى معاونة الآخرين فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى جبر الخواطر فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى تعليم القرآن ونشر العلم فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى الإصلاح بين الناس فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى التغافل والتسامح فأنفق منها، وإن كانت سعتك فى الدعاء وإن كان بظهر الغيب فأنفق منها، وإن كانت سعتك فيما تستطيعه من الخير فأنفق منها.. ليؤكد الله فى علاه أن الإنفاق ليس مالاً فقط.)، «منقول».. «انتهى البوست».

وبالبحث فى «تفسير ابن كثير» عن قوله تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾ أى: لينفق على المولود والده، أو وليه، بحسب قدرته ﴿ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها﴾، كقوله: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾ «البقرة:286».. فقد روى ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا حكام، عن أبى سنان قال: سأل عمر بن الخطاب، عن أبى عبيدة، فقيل: إنه يلبس الغليظ من الثياب، ويأكل أخشن الطعام، فبعث إليه بألف دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع بها إذا هو أخذها.. فما لبث أن لبس اللين من الثياب، وأكل أطيب الطعام، فجاءه الرسول فأخبره، فقال: رحمه الله، تأول هذه الآية: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ﴾، وقال الحافظ أبوالقاسم الطبرانى فى معجمه الكبير: حدثنا هاشم بن مرثد الطبرانى، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، أخبرنى أبى، أخبرنى ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبى مالك الأشعرى - واسمه الحارث - قال: قال رسول الله : «ثلاثة نفر، كان لأحدهم عشرة دنانير، فتصدق منها بدينار. وكان لآخر عشر أواق، فتصدق منها بأوقية. وكان لآخر مائة أوقية، فتصدق منها بعشر أواق». فقال رسول الله : «هم فى الأجر سواء، كل قد تصدق بعشر ماله، قال الله تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾.».

حدثنا أبوعامر، حدثنا أبوبكر، عن هشام، عن محمد - وهو ابن سيرين - عن أبى هريرة قال: دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها، وإلى التنور فسجرته، ثم قالت: اللهم ارزقنا.. فنظرت، فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا، قال: فرجع الزوج قال: أصبتم بعدى شيئا؟ قالت امرأته: نعم، من ربنا. قام إلى الرحى، فذكر ذلك للنبى  فقال النبى : «أما إنه لو لم ترفعها، لم تزل تدور إلى يوم القيامة».

سبحان الله العظيم، ما أروعك فى علاك، عظمت رحمتك، وجل شأنك فى عظيم قدرتك، فلقد تجلت رحمتك بنا نحن أهل كنانة الله فى أرضه بنصر مجيد فى حرب السادس من أكتوبر 73/ العاشر من رمضان، منذ 50 عامًا، جابرًا خاطر المصريين فى معركتهم ضد غطرسة إسرائيل الغاشمة، فكان نصرًا من الله لخير أجناد الله فى أرضه.. تعظيم سلام للقوات المسلحة المصرية فى يوم العزة والكرامة.

لنعمل بقول الله تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾، ولنتراحم فيما بيننا، ليعم الخير على الجميع.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة