صورة موضوعية
صورة موضوعية


رجال من ذهب| قصص وبطولات أبرز شهداء حرب أكتوبر 73 "فخر العسكرية المصرية"

مصطفى لبيب

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 05:13 م

منذ 50 عامًا، هب الجيش المصري، بضباطه وجنوده المخلصين، لإستعادة «سيناء» القطعة الغالية من أرض مصر العزيزة وبوابتها الشرقية، التي ظن العدو الإسرائيلي أنه قادر على حمايتها وضمها لأراضيه، وأن المصريين رضخوا للأمر الواقع، واستسلموا لقوة إسرائيل بطائراتها الحديثة و ساترها الترابي بارليف، وحلفائها الغربيين على رأسهم الولايات المتحدة وانجلترا.

منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها أول طائرة، وأطلقت فيها طلقة رصاصة، كان جنودنا وضباطنا يستبسلون من أجل تنفيذ المهام المكلفين بها حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم فداً لهذا الوطن، وهو ما نسج معه قصص صمود بطولية، تروى من جيل لجيل، وتضحيات قدمها رجال القوات المسلحة البواسل.

في التقرير التالي نرصد أبرز هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن ترفع راية النصر على ضفاف قناة السويس و أرض سيناء الغالية:

 

الشهيد الطيار الرائد عاطف السادات

كان لاستشهاده قصة.. تؤكد الإصرار والعزيمة التي يتمتع بها المقاتل المصري، لنيل واحدة من الاثنين، إما النصر أو الشهادة، فالطيار المقاتل عاطف السادات الذي ولد في شهر مارس عام 1948، وتخرج من الكلية الجوية عام 1966، واحدا من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ساقهم القدر للاحتشاد في الصفوف الأمامية للجبهة، والمشاركة في الضربة الأولى الخاطفة والمفاجئة لشل حركة العدو على طول الجبهة ومنعه من التنفس وقطع الإمدادات عن جنوده في سيناء الغالية.

 

حرب الاستنزاف

جمع الرائد عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل أنور السادات ، فى حرب الاستنزاف، خبرات كبيرة، جعلته قادر على التحكم في الطائرة السوفيتية سوخوي، والتي جعلت أسمه يبرز في العمليات الهجومية ضد الطائرات الإسرائيلية باتجاه سيناء خلال تلك الفترة، وأصبح فيما بعد ضمن التشكيلة الأساسية في سلاح الجو المصري رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الـ 25 عاماً.

أول طلعة جوية

وضع قيادات القوات المسلحة خطة محكمة من أجل قطع أطراف ورأس العدو، ومنعه من الاستنجاد بتل أبيب، ومواجهة مصيره المحتوم أمام الهجوم الدامي لقواتنا المسلحة، ولذلك اتفقوا على طلعتان متتاليتان بقوة 200 طائرة، لضرب مطارات الميلز  وتمادا ورأس نصراني، بالإضافة إلى مركزين قيادة للعدو بمنطقة أم مرجم، وعشرة مواقع صواريخ، وثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة الكترونية، وعدد من محطات الرادار والمدفعية، وثلاث مناطق للشئون الإدارية وبعض نقاط خط بارليف الحصينة.

وُضع الرائد عاطف السادات، ضمن تشكيلة الضربة الجوية الثانية، ورغم أن وضع اسمه فقط ضمن المشاركين في حرب أكتوبر 73 يكفى فخرا وشرفا لأى مصري، إلا أن عاطف السادات استقبل الخبر بمزيد من الإصرار والعزيمة على تحقيق هدفه والمشاركة في أول ضربة.

وأمام إصراره لم يجد رؤسائه سوى الاستجابة له، ووضع اسمه ضمن التشكيلة الأولى بدلًا من الثانية، وأسند إليه مهمة قيادة تشكيل فرعي، لتدمير عدة بطاريات صواريخ الهوك المكلفة بحماية مطار المليز لحرمان العدو من استخدامها ضد قواتنا، وفي  يوم السادس من أكتوبر الساعة الثانية وخمس دقائق بالتمام انطلق الشهيد ورفاقه لأرض المعركة.

استشهاد عاطف السادات

ضمن 36 طائرة أخرى، انطلق الشهيد عاطف السادات ورفاقه لتنفيذ المهام المكلفين بها، وعندما أصبحوا فوق الهدف تمامًا، أطلق الشهيد صواريخ طائرته مفجرًا رادار ومركز قيادة صواريخ الهوك اليهودية للدفاع الجوى المحيطة بالمطار، وقام باقى التشكيل بضرب وتدمير مطار المليز وإغلاقه.

للتأكد من تنفيذ المطلوب منه، قام الشهيد عاطف السادات بدورتين كاملتين حول الهدف بجانب البحث عن أى أهداف أخرى لم تصبها الصواريخ، إلا أنه وفي الدورة الثالثة له بالطائرة سوخوي، أطلق العدو صاروخ مضاد للطائرات، تحطمت بسببه طائرته وانفجرت في الهواء وصعد روح الشهيد لخالقها.

الشهيد المهندس أحمد حمدى

يوم استشهاده.. تم اختياره ليكون عيدا للمهندسين.. كما أطلق الرئيس الراحل أنور السادات اسمه على أهم نفق يربط سيناء بباقي المحافظات،  وحصل اسمه على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه ايضا على أحد دفعات الكلية الحربية، وذلك نظرا لما أظهره من شجاعة فائقة في ميادين القتال بداية من العدوان الثلاثي على مصر،  وانتهاءً بيوم استشهاده في 14 أكتوبر 1973.

ولد الشهيد أحمد حمدي في 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.

 

بطولات الشهيد أحمد حمدي

روى عن الشهيد البطل أحمد حمدي العديد من القصص والروايات الحقيقية من أرض المعركة، والتي أظهرت حنكته وصلابته وإرادته القوية في دحر العدو واستعادة أرض الفيروز من أيدي المغتصب وتنفيذ المهام الموكلة له بكل دقة وحرفية، كانت أبرزها ما فعله خلال الهجوم الثلاثي على مصر عام 1956.

وقتها قام الشهيد البطل بعمل فدائي كاد أن يكلفه حياته، وذلك عندما قرر منع العدو من العبور للضفة الأخرى، وقام بنفسه بتفجير كوبري الفردان شمال مدينة الإسماعيلية بـ 11كم، ومنع بذكائه العدو من المرور عليه، وايضا كان سببا في إبطال أكثر من 2200 لغم في صحاري مطروح، ولذلك أطلق عليه لقب « اليد النقية» نظرا لمهارته في سرعة تفكيكها.

في خضم حرب 1967 والتي كان الجيش وقتها في حالة يرثى لها، تلقت كافة الوحدات تعليمات بالانسحاب من سيناء، إلا أن البطل كان له رأي أخر، وقرر تنفيذ خطته بخنق العدو قبل الانسحاب الكامل من منطقة سيناء حيث كان متمركزا هناك برفقة جنوده ومعداته، حيث قرر منع العدو من استخدام أى نقطة مياه من خلال المحطات الرئيسية، وقام بتدمير معظم خطوط المياه في سيناء.

وعندما اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب لإعادة الأرض، كلف الشهيد أحمد حمدي عام 1971 بتشكيل وإعداد لواء كباري كامل ليتمكن الجيش الثالث من العبور عليه وقت الحرب، بل وعمل على تطويع الكباري السوفيتية الصنع لتكون ملائمة للظروف وسهلة الفك والتركيب خلال الهجوم.

 

تفاصيل استشهاد أحمد حمدي

منذ انطلاق ساعة الصفر وعبور جنودنا للضفة الشرقية من القناة، ظل الشهيد أحمد حمدي لمدة أسبوع تقريبا يشارك جنوده كافة التفاصيل الدقيقة خلال تركيب الكباري على طول الضفة، و ينتقل من معبر إلى آخر طوال الليل والنهار، وفى يوم 14 أكتوبر 1973 ، كان يشارك في إعادة إنشاء كوبرى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة.

خلال ذلك ظهرت مجموعة من الخراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى أحد أجزاء الكوبري والتي تعرض تماسكه للخطر، ومن خلال ناقلة برمائية كانت تقف بجوار الكوبري، قاد الشهيد أحمد حمدي العربة المائية واستطاع انقاذ الكوبري من الدمار رغم القصف الجوي والمدفعي المستمر.

وخلال عودته لجنوده كان قدره ينتظره، حيث أصيب بشظية متطايرة قاتلة بسبب قاذفة، ولقى ربه صائما واستشهد البطل أحمد حمدي وسط جنوده كما كان بينهم دائما.

 

الشهيد إبراهيم الرفاعي

قصة هذا البطل لا تكفي مجلدات، ليس فقط خلال حرب أكتوبر، التي كانت خير خاتمة لرحلة هذا المناضل والفدائي، بل منذ اللحظة التي برز فيه اسمه خلال حرب اليمن، وتنبأ له قادته بمستقبل باهر في الحياة العسكرية.. ولما لا وقد ورث الشهيد من جده التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداء للوطن.

 

نشأة الشهيد إبراهيم الرفاعي

الشهيد إبراهيم الرفاعي من مواليد قرية الخلالة - مركز بلقاس - بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة) وتم تعيينه مدرساً بمدرسة الصاعقة.

 

العدوان الثلاثي

على رأي المثل القائل "رب ضارة نافعة"، كان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، تأثيرا كبيرا في حياة إبراهيم الرفاعي، وثقل مهاراته العسكرية والقتالية في ميادين القتال وعلى طول الجبهات، فكان دفاعه عن مدينة بورسعيد من العدو بمثابة تمهيد ليكون فيما بعد واحدا من أهم أفراد القوات المسلحة المصرية في حرب الدفاع عن الأرض، وقائدا لواحدة من أهم التشكيلات العسكرية، التي كان يتكالب ويتقاتل جميع الضباط والجنود لنيل العمل بها.

 

حرب اليمن

خلال تلك الحرب تضاعفت خبرات ومهارات الشهيد إبراهيم الرفاعي الحربية، كونه تولى منصب قائد كتيبة الصاعقة، وخلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال التي قام بها في الميدان اليمني من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، وكأن القدر يرسم له طريقه بكل حرفية، وقاده ليكون في مكان لا يحسد عليه بعد معارك 1967.

المجموعة 39 قتال

عقب النكسة، كان الانتقام واسترداد الأرض، بل وعدم جعل العدو ينام مرتاح البال مطمئنا بما استولى عليه من أرض، هو الشغل الشاغل لقيادات القوات المسلحة ، وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت القيادة العامة في التفكير بتشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين سميت فيما بعد بالمجموعة 39 قتال.

كان الهدف من المجموعة هو القيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، كمحاولة القضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على الشهيد إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.

بشائر النصر

عكف الشهيد إبراهيم الرفاعي على اختيار عناصر المجموعة بكل دقة، وفي أسرع وقت، بدأت المجموعة في تنفيذ عملياتها خلف خطوط العدو، وتمكنت خلال فترة تشكيلها وحتى بعد وفاة الشهيد في تكبيد العدو خسائر فادحة بالمعدات والأفراد، وتمكنت من تدمير 77 عربة مختلفة، و،14 دبابة و 4 بلدوزر، وخلفوا من  410 لـ 430 عسكري وضابط مابين قتيل وجريح.

وقامت المجموعة التي كان يقودها الشهيد إبراهيم الرفاعي، بأكثر من 80 عملية مختلفة من اقتحام وضرب ونسف وإستطلاع ومن أهمهم

عملية مطار الطور 5 مرات وعملية الصواريخ الكهربائية، وعملية لسان التمساح 1 يوم 19 أبريل 1969، ولسان التمساح 2 يوم 7

يوليو 1969، وعملية الكرنتينة يوم 31 أغسطس 1969.

 

استشهاد البطل إبراهيم الرفاعي

عندما حانت ساعة الصفر، كان الشهيد وفرقته على أهبة الاستعداد لتفيذ المهام المطلوبة منهم على أكمل وجه، حيث قاد خلال الحرب عدد من العمليات الهامة بدأت بعملية ضرب مواقع العدو الإسرائيلي في شرم الشيخ ورأس محمد في 7 أكتوبر 1973، وعملية الإغارة على مطار الطور في 7 أكتوبر 1973.

وكانت أخر عملية شارك في الشهيد قبل أن تصعد روحه الشريفة إلى بارئها هي عملية منطقة الدفرسوار، والتي كلف خلالها بمنع العدو من التقدم في اتجاه طريق 'الإسماعيلية / القاهرة'، ووقتها كان يعمل بكل جهد برفقة الجنود والتشكيلات العسكرية على سد ثغرة الديفرسوار.

 في 19 أكتوبر 1973، وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، كان الشهيد صائما، عندما اعتلى إحدى التبات، رصدته إحدى دبابات العدو وقامت بإطلاق القذائف تجاهه فأصابته إحدى الشظايا فى القلب، حاملا سلاحه وجهازه اللاسلكي.

أوسمة وشهادات

حصل الشهيد إبراهيم الرفاعي خلال مسيرته العسكرية على العديد من التكريمات، منها نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولي 1960 - 1968، وميدالية الترقية الاستثنائية 1965، ووسام النجمة العسكرية لأعوام 1968- 1969 - 1969، ونوط الواجب العسكري 1971، كما حصل الشهيد على ووسام نجمة الشرف 1971، ووسام نجمة سيناء 1974، بجانب وسام الشجاعة الليبي عام 1974 وسيف الشرف في يوليو 1979.

الشهيد طيار إسماعيل إمام

 

هو واحد من أنباء مصر البارين بأرضها، وصاحب أعلى إسقاطات للطائرات الإسرائيلية، ولد الشهيد إسماعيل إمام في 3 سبتمبر 1946 بقسم ثاني فاقوس بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الجوية عام 1976، وبدأ عمله ضمن السرب رقم 44 التابع للواء الجوي 104 مقاتلات دفاع جوي المتمركز في قاعدة المنصورة الجوية.

 

شارك فى العديد من المعارك الجوية خلال حرب الاستنزاف، وينسب له أ،ه أول  من اسقط طائرة إسرائيلية خلال عام 1969 ، ومن القصص التي تروى عنه خلال حرب الاستنزاف، هي تمكنه من الهروب من 3 طائرات إسرائيلية، عقب تنفيذ إحدى المهام الموكلة له خلف خطوط العدو، وتمكن بحرفية من إسقاط واحدة منهم والنجاة بنفسه.

 

حرب أكتوبر

كان للشهيد إسماعيل إمام شرف المشاركة  مع زملائه في الضربة الجوية المفاجئة المركزة ضد أهداف العدو في سيناء، وكانت تضمن ثلاثة مطارات وقاعدة جوية وعشرة مواقع صواريخ هوك، وثلاثة مراكز للقيادة والسيطرة والإعاقة الإلكترونية، وبعض محطات الرادار وثلاثة مناطق للشئون الإدارية وحصون بارليف شرق بورفؤاد.

بعد تنفيذ الشربة بنجاح، كلف الشهيد الطيار بعدد من المهام التي قام بتنفيذها بكل بسالة وشجاعة، كان من أبرزها تكليفه بحماية القاذفات و سماء مصر من الهجمات الجوية المعادية، ومواجهة طائرات معادية من طراز ميراج فوق بورسعيد،  و أمر بالصعود و الارتفاع 5 كيلومتر، وأثناء الاكتتابات ظهر هدف معاد خلفه، فقام الشهيد بعمل انفصال و دار خلف الهدف المعادى و دمره.

قصة استشهاده

يوم 17 أكتوبر كلف الشهيد بقيادة تشكيل رباعى والتوجه الى بورسعيد لعمل قنص حر لطائرات العدو والذى يعنى دخول منطقة الهدف دون حماية وهي أخطر عمليات الهجوم، وبالفعل اتخذ التشكيل أوضاع الهجوم، وتم إبلاغه بأن هناك أهداف معادية على ارتفاع 7 كيلومتر تعمل كمظلة لحماية تشكيلات قاذفة ستهاجم مواقع الدفاع الجوى ببورسعيد.

أمر الشهيد التشكيل بالارتفاع 9 كيلومتر و التوجه بأقصى سرعة و استخدام خزان الوقود الخلفي، كما أمر القسم الثانى بحمايته من الخلف أثناء مهاجمة المقاتلات القاذفة المعادية و بمجرد رؤية الأهداف المعادية تم نزول التشكيل  كالصقر، والانقضاض السريع على طائرات العدو وأطلق الشهيد قذيفة أصابت طائرة من طراز سكاى هوك، وعاد لقاعدته وكانت من انجح طلعات القنص الحر.

مرة أخرى وفي نفس اليوم تم تكليف الشهيد إسماعيل إمام وزملائه بعمل طلعة أخرى لمواجهة طائرات العدو، وأسقط وحده أربع طائرات فانتوم، واثناء اشتباكه مع طائرة ميراج حاولت طائرتان معاديتان الدخول من الخلف فاستدار وأسقط إحداهما ولكن أصيبت طائرته فتخلص من الاشتباك وحاول النزول بطائراته في أقرب مطار، ولكن لم يمهله القدر و انفجرت الطائرة و استشهد فاستحق وسام نجمة سيناء.

 الشهيد البطل مبارك عبد المتجلي

بطل آخر من شهداء القوات المسلحة المصرية، الذين كان لهم دور كبير في حرب 73 ، وهو ما دفع الرئيس السادات بعد انتهاء الحرب بمنحه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، ولما لا وقد شارك في أهم وأصعب فترات حرب أكتوبر المجيدة عندما منع برفقة زملائه العدو بقيادة شارون من احتلال مدينة الاسماعيلية.

الشهيد البطل مبارك عبد المتجلي من مواليد 1946 من أبناء محافظة الإسكندرية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق على الفور بالكلية الحربية، ومنها انضم إلى وحدات المشاة، ومنها إلى مدرسة الصاعقة التي أصبح فيها معلما، و التحق بالمجموعة 139 قتال التابعة للصاعقة، وكان لاعبا في فريق كرة السلة في أوائل السبعينيات قبل الحرب.

 

بطولاته في حرب أكتوبر

مثل زملائه من الضباط والجنود، كان الشهيد مبارك عبدالمتجلي ينتظر بفارغ الصبر قرار العبور ورد الكرامة واسترداد الأرض، وهو ما حدث بالفعل وقررت القيادة السياسية شن ضربات ضد العدو الإسرائيلي، وفي صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 صدرت الأوامر إلى بعض عناصر الصاعقة بعبور قناة السويس للقيام بعملية جزئية خلف خطوط القوات الاسرائيلية.

شارك البطل الشهيد مبارك عبدالمتجلي ومجموعته في هذه العملية، التى بدأت قبل القرار الرسمي للعبور، وكان الهدف منها شل حركة امداد العدو الإسرائيلي من الداخل، وهو ما حدث بالفعل وتم تنفيذ المهمة بنجاح وكبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، ولكن شهية الأبطال كانت مازالت مفتوحة لتلقين العدو درسا لن ينساه.

أوامر جديدة للشهيد البطل مبارك عبدالمتجلي، صدرت من القيادة العسكرية، والتي أثلجت صدور القائد الشهيد ومجموعته، وذلك عقب عبور قواتنا للضفة الشرقية من قناة السويس، وبدء الحرب فعليا على الجبهات، وكانت الأوامر تتمثل في التحرك والعبور إلى منطقة العمليات في جنوب سيناء لتعطيل احتياطيات القوات الإسرائيلية ومنعها من الاستنجاد بالقوات المتمركزة في شمال سيناء.

لم يخب الشهيد مبارك عبدالمتجلي ومجموعته ظن رؤسائهم، حيث نفذوا المطلوب منهم بكل براعة وحرفية، وعملوا على فتح جبهة جديدة تشغل القوات الإسرائيلية المتمركزة في الجنوب عن المعركة الرئيسية، وعلموا على إزعاجهم و استطاعوا زرع الألغام ونصب الكمائن ونسف خطوط مواصلات العدو، وتمكن البطل ومجموعته من السيطرة على جميع المناطق والطرق.

أبرز بطولاته

ومن أبرز القصص عن المعارك التي خاضها الشهيد، كانت نجاحه في إبادة قوة كاملة من الطيارين الإسرائيليين، حيث علم بتقدم قوة تضم سيارات تحمل مجموعة من العسكريين تتقدمهم عربة جيب، وأغلبهم يرتدون زي الطيارين على الطريق المؤدي إلى شمال الجباسات، في طريقهم إلى مطار العريش.

أصدر الشهيد مبارك عبدالمتجلي أوامره إلى جنوده بعدم التعامل مع السيارات إلا بعد دخولها منطقة الكمين حتى يكون القصف عنيف، وبعد دخول السيارات منطقة الكمين تعامل الأبطال مع السيارات فدمرت تماما وقتل كل من فيها، وايضا كلف الشهيد بالتوجه إلى منطقة الجناين لحماية الاسماعيلية من الهجوم المضاد.

 وفي التاسع عشر من أكتوبر 1973 تمركز البطل مع إحدى كتائب القوات الخاصة في منطقة أبو عطوة، و فجأة تحرك العدو بقوة تقدر بثلاث دبابات و مثلها من العربات نصف المجنزرة والمحملة بالأفراد إلى جانب المشاة المترجلين ،فانقض عليهم الأبطال وتم تدمير جميع معدات العدو وفر من تبقى منهم فطردهم البطل و استطاع ان يقتلهم جميعا.

قصة استشهاده

كان الشهيد مبارك عبدالمتجلي واحدا من الأبطال الذين كبدوا العدو خسائر فادحة، ولم يكن التخلص منه بالأمر السهل إلا غدرا كما هو معروف عن العدو الصهيوني، وصدرت أوامر وطلب منهم البقاء واحتلال منطقة محطة تنقية المياه، لمنع العدو اذا حاول الالتفاف على القوات ولم يتردد فرد في الاستجابة للطلب بدافع روح الانتماء والفداء.

وبعد توزيع القوات جلس الرائد مبارك عبد المتجلي يناقش بعض الأمور مع زملائه، واذا بطلقة لعينة غادرة تخترق صدره، وتلامس المصحف الصغير في جيبه لينال الشهادة في هذا المكان، وحمل الرجال على أكتافهم جثمان الشهيد وتم اخلاؤه من المنطقة، ولكن في النهاية تحطمت آمال إيريل شارون في إسقاط مدينة الاسماعيليه وتطويق الجيش الثاني بفضل كفاح الأبطال ودماء الشهداء ودبابات العدو رابضة في موقعها في قرية أبو عطوة شاهدة على بسالة رجال الصاعقة الذين سطروا بفضل الله هذا النصر العظيم

الشهيد غريب عبدالتواب

أحد أبطال حرب أكتوبر، وهو أحد ضباط المشاة الذين واجهوا الدبابات الإسرائيلية بأجسادهم، وحصل على وسام نجمة سيناء.

ولد الرائد غريب عبد التواب بالواسطي بمحافظة بني سويف عام 1948 وتخرج من الكلية الحربية عام 1968 وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب في يناير 1973 وعين قائدا لسرية من قوات الصاعقة.

في السادس من أكتوبر 1973 كان في طليعة الأبطال الذين اقتحموا قناة السويس و وطأت أقدامهم الشاطئ الشرقي للقناة و تسلقوا الساتر الترابي ليشاركوا في رفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة.

أثناء أداء مهمته إذا بمجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالهجوم المضاد باتجاه الشط ، وعلى الفور اشتبكت مجموعة الصاعقة بقيادة الرائد غريب عبد التواب مع هذه الدبابات واستطاعوا تدمير بعضها.

اندفعت ثلاث دبابات في اتجاه المكان المتواجد فيه البطل، فاندفع تجاه الدبابة الأولى تحت وابل من الرصاص ثم قفز فوق الدبابة وفتح برجها وألقى قنبلة فتحولت الدبابة إلى كتلة من اللهب، وتمكن من تدمير الدبابتين الباقيتين، ولكن الطلقات الإسرائيلية تمكنت منه واستشهد في ذلك اليوم.

حصل الشهيد الضابط غريب عبدالتواب على وسام نجمة سيناء،و سميت إحدى المدارس الثانوية بالواسطي باسمه الشهيد غريب عبد التواب ثانوية بنين.

الرقيب محمد حسين .. أول شهيد

هو أول شهيد مصري في حرب أكتوبر 1973، وذلك حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات المتقدمة وقت الحرب.

كان الشهيد الرقيب محمد حسين يعمل مهندسا زراعيا، عقب انتهائه من الخدمة العسكرية لمدة عام، وبعد عقد قرانه في منتصف شعبان، تم استدعائه لاستكمال الخدمة العسكرية، وذلك بعد 15 يوما فقط من الزواج.

جمع الشهيد أغراضه بدون تردد، وقبل رحيله لساحة القتال قبل يد والدته وطلب منها الدعاء لمصر والمصريين.

شارك الشهيد الرقيب محمد حسين بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير خلال حرب أكتوبر المجيدة لتحرير الأرض والعرض، وبسبب لغم أرضي انقلبت المدرعة التي كانوا يستقلونها في مياه القناة، واستشهد الرقيب على الفور، ونجا صديقه واستطاع الصعود، وأثناء ذهابه إلى الكتيبة تم استهدافه من قبل العدو الصهيوني واستشهد هو الآخر.

جثته لم تتحلل

وصل إلى أسرته نبأ وفاته كأول شهيد في حرب أكتوبر وتم دفنه في الإسماعيلية بملابسه العسكرية،  بعدها بـ14 شهرًا، تقدم شقيقه بطلب لنقل جثمانه من المقابر بالإسماعيلية إلى مدينة سنديون التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، حتى يكون قريبًا من بيته، وبالفعل تم الموافقة على نقل جثمانه الذي اكتشف أنه لم يتحلل، بل ظل كاملا بعد مضي 14 شهرا من دفنه".

أطلق أسم الشهيد على بعض الشوارع الرئيسية في سنديون، كما تم تغيير اسم مدرسة باسمه تخليدا له، بجانب تجميل مقبرته سنويا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة