السبت، 07 أكتوبر 2023 - 07:37 م

منذ أيام تعرضت محافظة مرسى مطروح لموجة غزيرة من الأمطار نتج عنها سيول جارفة أثرت على أودية إسماعيل والرمل والخروبة وغيرها، ورغم نجاح السد الركامى هناك فى حجز كمية من مياه الأمطار إلا أنهم اضطروا إنقاذا للمناطق السكنية المتضررة إلى فتح مسارات للمياه الزائدة كى تنجرف نحو البحر ليبتلعها بسهولة.

يقول الخبراء إنه يسقط على مصر 5.1 مليار متر مكعب من الأمطار سنويا يسقط معظمها على مناطق السواحل والدلتا وسيناء ولكننا لا نستفيد منها إلا بحوالى مليار ونصف المليار فقط  بينما يتسلل الباقى إلى الطبقات الجوفية من الأرض أو يبتلعه البحر نتيجة لعدم وجود مخرات للسيول بالقدر الكافى، كما أن أغلبها يسقط داخل مناطق الظهير الصحراوى غير المأهول بالسكان...

وبالعودة إلى مطروح نجد أن الدولة حفرت حوالى 12 ألف بئر لحفظ مياه الأمطار إضافة إلى وجود 800 بئر رومانية منتشرة بالصحراء منذ أيام الرومان مع تنمية 70 واديا من الضبعة إلى السلوم إلا أن ذلك لا يكفى دائما لاستيعاب كل مياه السيل التى غالبا ما تجد طريقها نحو البحر بما يدعونا إلى ضرورة اتخاذ اللازم للتوسع فى إنشاء نظم حصاد الأمطار وخزاناتها التى رغم تكاليفها العالية إلا أنها ومع التغيرات المناخية المتسارعة القادمة ستساعد فى مواجهة نقص المياه المحتمل مع زيادة النمو السكانى والعمرانى.

كما أنها ولا شك تقلل من نفقات تركيب شبكات الصرف الصحى وتحلية مياه البحر وإعادة تدوير مياه المجارى. وللحق فإن معاهدنا العلمية والبحثية زاخرة بالدراسات والأبحاث التى تمكننا من استغلال هبة السماء إلينا للتوسع  فى الزراعة  كى تعود مصر كما كانت سلة غذاء العالم من القمح والشعير ويتحول السيل إلى بشير خير لا نذير شر ولا يكون موسم الأمطار موسما لتعطيل مصالح  الناس وقطع الطرق والغوص فى الأوحال.