رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

حائط الصواريخ

رفعت رشاد

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 07:49 م

لكل جيش وسلاح فى حرب أكتوبر قصة لم تكتب أثناء الحرب فحسب بل كتبت من قبل بكثير، كتبت منذ حدوث النكسة فى 5 يونيو 1967. لو راجعت ما فعله سلاح الطيران الذى دمرت طائراته صباح 5 يونيو على الأرض لوجدته قام بمعجزة، فقد تم رفع المستوى التدريبى للطيارين والتعامل مع كل أنواع الطائرات وفى الحرب تم استخدام كل قطعة حديدية تطير بما في ذلك طائرات التدريب.

لو راجعت سلاح المدفعية لوجدته يستخدم نسبة كبيرة من سلاحه من مدفعية الحرب العالمية الثانية، استخدمها رجال السلاح بكفاءة عالية سمحت لهم بدك حصون العدو فى خط بارليف وقامت المدفعية بدور مهم أثناء اختفاء سلاح الدفاع الجوى الذى طالما استهدف الطيران الإسرائيلى قواعده ودمرها على مدى فترة طويلة قبل بناء حائط الصواريخ. 

كذلك قام سلاح البحرية بدور كبير فى حماية الشواطئ المصرية وتأمين ظهر الجيش. كما قام جهاز الاستطلاع بدور مؤثر خلف خطوط العدو وكان سلاح المهندسين الذى بنى الكبارى على أكبر قدر من الكفاءة والأداء المنضبط مما مكن جنودنا من العبور بطريقة أتاحت لهم اختراق المانع الترابي وتلاه خط بارليف. 

كانت سنوات حرب الاستنزاف بعد النكسة حافلة بالبطولات وبرزت خلالها ملحمة حائط الصواريخ الذي عانى جيشنا على الجبهة كثيرا وكان طيران العدو يمرح في سمائنا بدون أى نوع من أنواع الردع. مر جيشنا بمراحل متتالية من الخسائر على طول خط القناة وكان كلما أقام قواعد للصواريخ دمرها العدو بسهولة لأنها كانت على خط واحد وبينها مسافات طويلة. 

عدلت القيادة فكرها العسكرى وقررت بناء 16 موقعا للصواريخ على الجبهة وكلفت كل الشركات المصرية بالعمل فى حائط الصواريخ حتى يمكن بناء الحائط فى أسرع وقت وبأكبر كفاءة وتم خداع العدو حتى تم بناء الحائط الذى حمى العمق المصرى بعد معاناة وصار اقتراب الطائرات الإسرائيلية يعنى احتراقها وسقوطها. كان حائط الصواريخ ملحمة رائعة ضمن ملاحم أكتوبر العظيم. 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة