أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي


ذكرى رحيل أبو القاسم الشابي.. «أبولو» المصرية باب شهرته إلى العالم العربي 

وليد علام

الإثنين، 09 أكتوبر 2023 - 09:10 ص

«إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .. فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ.. ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر».. صاحب تلك الكلمات أحبه شعبه فكان ملهما له رائدا لحركة تحرره قائدا لملحمته.. التي امتدت حتى بعد أن فارق الحياة لكن روحه ورمانسيته وانسانيته لم تفارق.. كان عشقه سعادة ومعاناة ونضالا وكفاحا ومقاومة وجودية.. كان جدلية اخترقت كل الابعاد لترسم قصة ابدية في الوطن والحب والهيام.. هكذا وصفوا أبو القاسم الشابي الشاعر التونسي صاحب الأعمال الخالدة والتي تحل اليوم ذكرى رحيله الحادية والتسعين ورغم ذلك كان ملها للشعوب العربية في نضالها ضد المحتل والمستعمر.

الشعر الوطني الذي ميز الشابي ركز فيه على الاهتمام بالشعب والسعي الى توعيته وذلك بتوجيه الخطاب اليه متخذا من عنصر الإثارة والانفعال مسلكا أو طريقة لتحريك عواطف الناس وإثارة مشاعرهم وحثهم على التصدي للمستعمر ومقاومته.

حياته

ولد أبو القاسم الشابي في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909م ـ في قرية الشابِية في ولاية توزر بتونس.

كان ميلاده في عائلة ثرية ومتعلمة حيث درس والده محمد الشابي في جامعة الزيتونة ثم التحق في 1901م بالجامع الأزهر بالقاهرة وحصل على الإجازة وعاد إلى تونس ليتم تعينه قاضياً. قضى أبوه، الشيخ محمد الشابي حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية، آخرها كان في مدينة زغوان حتى آخر يوليو 1929.

وفاة والده

مرض والده مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من سبتمبر 1929م .

تلك الوفاة تركت أثرا بالغ الآلم في قلب الشابي عانى منها بقية حياته القصيرة .


دراسته

درس أبو القاسم الشابي المراحل المدرسيّة الأولى بالجنوب التونسي بمدينة قابس وحفظ القرآن عن ظهر قلب وأتم ختمته وهو طفل يافع في سن التاسعة. عُرف عنه ذاكرته الفوتوغرافية والسمعية الجبارة التي ساعدته كثيرا في حفظ كتاب الله كاملا تعلّم على يدي والده أسرار اللغة العربيّة وأصول الدّين، وفي عام 1920م عندما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى العاصمة التونسيّة ليكمل تعليمه في جامع الزيتونة، أعرق الجامعات العربية.

لم يشبع التعليم التقليديّ الذي كان يتلقاه في الجامع شبقه للمعرفة. فكان كثير الاطلاع في بطون الشعر العربيّ القديم منه و الحديث. 

تخرج في كليّة الزيتونة في عام 1928م، وواصل دربه في دراسة الحقوق منتهجا سبيل والده وأستاذه الأول، حيث التحق بمدرستها وتخرج فيها بعد سنتين 1930م. 

انضم لنادي الصادقيّة الأدبيّ وها هنا برزت ملكته في نظم الشعر، الإلقاء وفي النقد الأدبي ولا سيما في مناداته الملحّة بالتجديد في قوالب ومضامين الشعر العربي .

وله مقالات أدبية وأشعار متنوعة تم نشرها في مجلة "أبولو" المصرية التي كانت باب شهرته إلى العالم العربي.

الوفاة

توفي أبو القاسم الشابي -ولم يكمل عامه السادس والعشرين يوم 9 أكتوبر 1934م ، بمستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة تونس (المستشفى الإيطالي سابقا) متأثرا بمرض بالقلب .

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة