صورة موضوعية
صورة موضوعية


بطولات المصريين.. تاريخ عظيم من الأمجاد

آخر ساعة

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 04:43 م

انتصار أكتوبر 1973، جاء ليكلل مسيرة طويلة من الانتصارات المصرية على مدار تاريخ أمة ولدت في فجر الضمير الإنساني، الانتصارات التي حققتها الأمة المصرية على مدار تاريخها أثبتت دوما أن هذا الشعب لا يموت أبدا، يُهزم ربما لكنه لا ينكسر، يعرف كيف يعود وينتصر، هكذا يعلمنا كتاب التاريخ ودرس أكتوبر الأبقى، هنا نستعرض بعض محطات الانتصارات المصرية عبر تاريخها الطويل.

■ الدكتور حسين عبدالبصير

الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، المتخصص فى  تاريخ مصر القديمة، قال لـ«آخرساعة»، إن «الجيش المصرى  مؤسس على العقيدة الدفاعية منذ أقدم العصور، وهذا من بين أهم المبادئ الخاصة به، كما أن المصريين أسسوا أخلاقيات الحرب والسلم قبل أى  أمة أخرى، فلدينا نص لموظف يدعى «أونى» من عهد الأسرة السادسة وتحديدا فترة حكم الملك بيبى  الأول، والذي شارك فى  حملة بجنوب فلسطين، وقال إن الجيش عاد بسلام، وأنه لم يقطع شجرة ولم يضرب أحد شيخا ولا طفلا، بما يكشف عمق المبادئ الأخلاقية التى  تمتع بها جنود أول جيش نظامى  في التاريخ».

◄ اقرأ أيضًا | احتفالية خاصة للأطفال بمركز الثقافة السينمائية بمناسبة نصر أكتوبر

وأشار عبدالبصير إلى أن «أول صدمة للأمة المصرية تمثلت في احتلال الهسكوس لأجزاء من أرض الوطن، أى احتلال جزء من الأراضى الوطنية من قبل قوة أجنبية، رغم أن ما حدث هو عملية تسلل طويلة لهذه القبائل حتى سيطروا على الحكم منذ نهاية الدولة الوسطى، لكن الرد تجلى فى مقاومة ملوك الأسرة السابعة عشرة الذين نجحوا فى تحرير الأرض بداية من سقنن رع ومرورا بكاموس وانتهاء بأحمس، وبعد تحرير الأرض، أضيف مبدأ جديد لمبادئ الدولة المصرية، وهو سياسة الأرض المعزولة، بحيث يتم ضم أجزاء من الأراضى لتكون مساحات أمامية تحمى  الأمن الوطنى  للمصريين، يخوضون فيه معاركهم دفاعا عن الأرض».

ويرصد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، كيف حققت مصر مجموعة من الانتصارات العسكرية الفذة التي أعادت كتابة التاريخ، منها انتصار الملك تحتمس الثالث الذى  يلقب بنابليون الشرق القديم، لعبقريته العسكرية الفذة، فى معركة مجدو التى هزم فيها مجموعة من الحلفاء فى  بلاد الشام، والتى  تدرس فى  الأكاديميات العسكرية فى  العالم كله، كما وضع سياسة فذة لنشر الثقافة والتقاليد المصرية عبر استجلاب أبناء الملوك والأمراء للدول المهزومة لكى  يتشبعوا بالثقافة المصرية ثم يعملوا على نشرها فى  بلادهم عندما يتولون الحكم، وهى  نفس السياسة التى  اتبعتها الدول الأوروبية الحديثة، مثلما كانت تفعل بريطانيا للتأثير على أبناء الملوك بالتقاليد الإنجليزية».

وكشف الدكتور حسين عبدالبصير أن الملك رمسيس الثانى،  لم يكتف بتحقيق الانتصار الضخم فى  معركة قادش والذى  خلده على جدران معبد أبو سمبل، بل دخل التاريخ من بوابته الواسعة بتوقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ مع الحيثيين، وذلك لتوحيد الجهود أمام المنافس الجديد المتمثل فى الآشوريين، كذلك تواصلت انتصارات المصريين فى عهد رمسيس الثالث الذى  استطاع تحقيق انتصارات حاسمة على شعوب البحر التى  هددت ودمرت العديد من الممالك فى  العصور القديمة، لكن مصر نجحت بقيادة رمسيس الثالث فى  قهر هذه الشعوب وهزيمتها وتبديد شملها، وكذلك استمرت الانتصارات المصرية إذ جند ملوك البطالمة الفلاحين المصريين وشاركوا فى معركة رفح العام 217 قبل الميلاد، والتى  حقق فيها الفلاح المصرى  النصر العظيم على جيوش السلوقيين.

ويشدد خبير الآثار المصرية على أن فلسفة المجند المصرى  فى العصور القديمة قامت على عدم الاعتداء، وأن العقيدة القتالية الأساسية هى الدفاع عن أرض الوطن، وأن هذه الفلسفة هى ما تم توريثه للمصريين على مختلف العصور وصولا إلى العصر الحديث إذ جاءت حرب أكتوبر لرد العدوان والدفاع عن الأرض وتحريرها، وهذه هى  رسالة النصر التى يتوارثها المصريون على مر العصور.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة