د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

المشهد فى غزة !

محمد حسن البنا

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 07:30 م

دمار شامل ، نزوح الآلاف من منازلهم إلى دروب الصحراء ، تركوا خلفهم آلاف القتلى ، أغلب القتلى شيوخ وأطفال ونساء ، كلهم مدنيون عزل،إسرائيل تضرب بقوتها الغاشمة ، لا تفرق بين مدنى ومسلح ، لايهمها هذا مواطن أم مقاتل حمساوى أو حتى جهادى، إنها عملية إبادة شاملة ممنهجة ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية،إنه الميزان المعوج فى العدالة الدولية، إنه الغياب التام للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية .

من حق الفلسطينيين الدفاع عن وطنهم المسلوب منذ ٧٥ سنة، قضية نامت فى الأدراج سبعة عقود ونصف ، زادت الطين بلة بنكسة ١٩٦٧ ، لكنها تحركت بانتصار أكتوبر المجيد عام ١٩٧٣ ، الذى حققته مصر، وحصلت على سلام يعيد الأراضى المحتلة للعرب فى حرب ٦٧ ، لكن العنجهية نقحت على قادة فلسطين والعرب ، ورفضوا السير مع خطة مصر للسلام !، واليوم يلهثون للحصول على ماهو أقل بكثير مما أتى به لهم زعيم مصر الراحل الشهيد محمد أنور السادات.

وكما نرى المشهد الحزين اليوم ، والذى تصوره لنا وسائل الإعلام العالمية،هذا تقرير لمراسل (بى بى سى نيوز ، رشدى ابوالعوف) «أين نذهب؟ هل بقى مكان آمنٌ فى هذا الحي، الذى كان هادئا وجميلا للغاية؟» هذا هو السؤال الذى وجهه إليَّ سكان أحد المبانى فى حى الرمال، بنبرة شديدة السخرية ، بصراحة، لقد أمضيتُ أصعب سبع ساعات فى حياتى فى ذلك المكان، حيث شهدت موجة من الغارات الجوية التى شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، رداً على الهجوم غير المسبوق الذى شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة يوم السبت الماضي، الغارات الإسرائيلية تسببت بأضرار جسيمة فى عشرات المبانى السكنية ومكاتب شركات الاتصالات إضافة إلى مبانى الكليات التابعة لجامعة غزة الإسلامية،وهزت انفجارات مرعبة المنطقة طوال ليلة الاثنين، وكان الأطفال يصرخون ولم ينم أحد ولو للحظة واحدة.

الأزمة الإنسانية المأساوية فى هذا القطاع الصغير المكتظ بالسكان تزداد سوءا، فسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يعانون من نقص الغذاء والوقود والكهرباء والمياه، بعد أن أمرت الحكومة الإسرائيلية بفرض «حصار كامل» وقطع جميع الإمدادات عن غزة،المكان يعج بالأنقاض والزجاج المهشم والأسلاك المقطوعة، الدمار فى كل مكان، أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله .

دعاء : اللهم احفظ فلسطين.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة