صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

طوفان الأقصى.. ماذا بعد؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 09:53 م

ماذا بعد؟! هذا هو السؤال المطروح الآن على الساحة العربية والدولية.. ماذا بعد "طوفان الأقصى"؟! وماذا بعد رد إسرائيل المنزعج والمنفلت؟!

وللإجابة على هذا السؤال لابد أن نعود للتاريخ ونقلب صفحاته.. لنتأكد أن إسرائيل منذ نشأتها كدولة استيطانية مبنية على العنف والقتال والبلطجة.. فهى دولة تمارس الإرهاب على الضعفاء والعزل، وتحتمى بأمريكا والغرب، الذين لا يتوانون لحظة فى تأييدها، بل يدعمونها بالأموال والسلاح، ويجهضون أى تحرك أممى أو دولى ضدها، فتضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، وتتعامل معها على أنها قرارات على أوراق "كلينكس"، ولا تعرف لحقوق الإنسان أى معنى.

والعالم كله يتذكر المجازر التى ارتكبتها إسرائيل فى حق الأطفال والعزل منذ نشأتها.. فهى تحارب وتقتل المدنيين وترتكب العديد من جرائم الحرب من أجل الضغط على الدول.. وهى من حولت غزة إلى سجن كبير فى الهواء الطلق.. ومارست خنق غزة وعزل سكانها.. وهى من اغتصبت الأرض وشردت الأهالى بطردهم من منازلهم بقوة البلطجة، وهى من تحاصر المسجد الأقصى وتمنع الصلاة فيه.. وهى من ترتكب العديد من الجرائم فى حق البشرية كلها وليس فى حق الفلسطينيين فقط دون رادعٍ.

كل ذلك وغيره من صنوف التعذيب تسبب على مر الزمان فى الشعور بالإهانة والضعف والقنوط، وأدى إلى اكتئاب مزمن سيطر على الجميع، فكانت المقاومة الفلسطينية كرد فعل وليست فعلاً، رد فعل منطقى على اليأس وإغلاق كافة الأبواب وحصار الفلسطينيين المستمر وطردهم وتعذيبهم واحتقارهم وقتلهم، رد فعل لأعوام من الذل والمهانة.

فقال الفلسطينيون كلمتهم بأنهم غير قابلين، إنهم رافضون، وكان "طوفان الأقصى" الذى أكد أن إسرإئيل أوهن من بيت العنكبوت، وأن تحصيناتها سقطت مع أول عملية منظمة، وأن قبتها الحديدية تم اختراقها ببراشوت وموتوسيكل..

وأن رد فعلها الانتقامى بممارسة جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب بحصار وتعذيب أهل غزة وهدم منازلهم وقتلهم كرد لاعتبارها وهيبتها لن يجدى وإنما سيزيد الأمور تعقيدا..

وسوف يتمسك الفلسطينيون بالنضال حتى آخر قطرة دم.
وبالتالى من الضرورى أن تعى إسرائيل أن الحرب ليست هى الحل، وأن إبادة شعب مستحيلة..

وعليها أن تغير سياستها.. ولابد أن يفكر جميع الأطراف كيف يتم وقف دورة العنف المميتة، وأنه لا مفر من فرض حل الدولتين بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ضرورة لا يمكن تأجليها.

عليها أن تستجيب لنداء المنطق والعقل إذا أرادت أن تهنأ بالعيش فى هدوء وسلام وسط شعوب انكوت بمجازرها وجرائمها.

وعلى الفلسطينيين التمسك بأرضهم والبقاء بها تحت أى ضغط أو ظرف، وعليهم أن ينتبهوا جيدا إلى أن نزوحهم من أرضهم هو تفريط فى القضية الفلسطينية، وتصفية لها لصالح الاحتلال الإسرائيلى.. الذى يريد الاستيلاء على غزة. فلا تتركوا أراضيكم للاحتلال وتمسكوا بالبقاء بها، وانتبهوا جيدا لما يدور من حولكم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة