هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

الأرض المعروفة

أخبار اليوم

الجمعة، 13 أكتوبر 2023 - 06:58 م

أصل الحكاية هو المهم دائمًا حتى يمكن الحكم على ما آلت إليه فيما بعد، وأصل الحكاية أن الأرض المعروفة باسم «فلسطين» كما تصفها وكيبيديا هى المنطقة الجغرافية الواقعة جنوب شرق البحر المتوسط وبلاد الشام حتى وادى الأردن وهى نقطة عبور وتقاطع للثقافات والحضارات والتجارة والسياسة وتاريخ الأديان وأقيمت سعليها دولة لليهود عقب حرب ١٩٤٨ بعد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم قصرًا، وهى الحقيقة التى غابت عن فكر ووجدان الأجيال العربية الجديدة، فهى لا ترى سوى أن الأمر الواقع لايمكن تغييره، وأن القضية لم تعد تهم أحدا.

منذ المؤتمر الصهيونى الأول عام ١٨٩٧ بدأ المسعى الذى استمر  حتى الآن لمحو دولة فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل، وحين نشأت الحركة الصهيونية فى أوروبا أسست مجموعة «عشاق صهيون» وطالبت بإقامة دولة خاصة باليهود فى الأرض التاريخية المعروفة بإسم فلسطين، والتى كانت حينها جزءًا من الدولة العثمانية ويسكنها الفلسطينيون بشكل رئيسى بينما لا يشكل سكانها من اليهود سوى نسبة ٨٪ فقط ( حتى عام ١٩٢٠) وبالطبع لقى هذا المشروع غضبًا شعبيًا ورفضًا من كل الشخصيات السياسية وبعض الحكام العرب.

بينما التزم بعضهم الصمت  ومد بعضهم يده للحركة الصهيونية لنيل رضا الحكومة البريطانية التى ترعاها، قبل أن تؤيدها أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا حماية لمصالحها فى المنطقة، وفى سبيل هذه المصالح لم تلتفت لعمليات التهجير القصرى لأهل فلسطين (نحو مليون فلسطينى بين عامى ١٩٤٧و ١٩٤٨)، ولم تهتم بالمجازر التى تعرضوا لها على مدى عشرات السنين، والتطهير العرقى واستهداف القرى والبلدات الفلسطينية، ولكنها اعتبرت كل أنواع المقاومة ضد المحتل نوعًا من الإرهاب.

وأطلقت أبواق الآله الإعلامية الجبارة لترسيخ حق إسرائيل فوق كل الحقوق الإنسانية والتاريخية لشعب فلسطين، حتى أصبح نحو نصف الشعب الفلسطينى من اللاجئين، ولم تنجح مبادرات السلام ولا الوعود الأمريكية المتتالية فى توفير حل عادل يقبل به الجميع، وتجاهل الجميع الإجابة على السؤال «ماذا يمكن لشعب محاصر برًا وبحرًا وجوًا أن يفعل؟»، فالسلام يبدأ فعليًا حين يتحقق العدل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة