السبت، 14 أكتوبر 2023 - 07:49 م

ليس سهلًا ولا بسيطًا أن تقوى إسرائيل على اجتياح غزة، ودخول الجيش الإسرائيلى إلى المدينة (سبق وفعلها ٢٠١٤ فى معركة الجرف الصامد، لكنه فشل وغادر غزة)!!.. وليس سهلًا  التهجير القسري، وإجبار سكان غزة على النزوح، ومطالبتهم بالخروج إلى سيناء(!!)..

ولا مطالبة مصر بفتح الحدود لاستيعاب الفلسطينيين النازحين، الفارين من الجحيم!!.. وحذرت مصر بالفعل عدة مرات من أى محاولة إسرائيلية للدفع بسكان قطاع غزة نحو معبر رفح المصرية للإقامة فى سيناء... مصر ليست وطنًا بديلًا، وهو ما أعلنه الرئيس السيسى بوضوح (لن نسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى)... وليس سهلًا على الفلسطينيين مغادرة  بلادهم، ولا حتى بيوتهم والانتقال إلى جنوب غزة، كما طالبهم البيان الإسرائيلى أول أمس، بإخلاء منازلهم والتوجّه جنوبًا تجاه رفح الفلسطينية، تمهيدًا لعملية عسكرية برية!!

وليس سهلًا أبدًا علي إسرائيل الاجتياح البرى  ودخول غزة.. وهو ما اعتبره المحللون  السياسيون مغامرة خطيرة ومفخخة... وأشار (معهد الحرب الحديثة) بأمريكا، إلى صعوبات وتحديات عديدة أمام الجيش الإسرائيلى فى حال الهجوم البرى على غزة..... أولها الكثافة السكانية الكبيرة لغزة (٢ مليون نسمة يعيشون فى مساحة صغيرة لا تتجاوز شريطًا ساحليًا ضيقًا) وهو ما يحول دون القدرة على الاجتياح وإبادة سكان مدينة بكاملها!!... كما أن توزيع الأسرى الإسرائيليين داخل غزة، يضاعف صعوبة الاجتياح العسكرى والتدمير.... هناك صعوبات خاصة بشبكة الأنفاق التى تشكل طرقًا ومسالك تحتية متشعبة.. هي أنفاق هجوم عسكرى ليس بالإمكان مواجهتها.. إضافة لامتلاك حماس أكثر من ٨ آلاف صاروخ، وقناصة مدربين، وخريطة مزروعة بالألغام والأفخاخ والكمائن، وتكنيك حرب المدن والشوارع، ليس سهلًا مواجهته.. ثم لا قيمة لإعادة احتلال قطاع غزة، سوى التكلفة العسكرية والسياسية والاقتصادية الضخمة، والإقامة المباشرة فى مرمى النيران.