عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

صائد الأفاعى..!

عمرو الديب

الأحد، 15 أكتوبر 2023 - 09:02 م

فارس ذهبى على جواد أشهب يصول فى الميدان  ملوحاً بسيفه البتار،  يكر كالعاصفة مزمجراً فى صفوف الأعداء مطيحاً برءوس الأشرار فى ضرباتٍ كالصاعقة ساحقة ماحقة،  ويهيأ لكل من رآه فى معاركه، وما أكثرها ، أنه قادم من ثنايا الحكايات العجيبة الشيقة، ومُنتزع من قلب العوالم الخيالية المدهشة ، فقد بدا كياناً من فولاذ صنعت منه بطولاته الخارقة، وقصصه المذهلة، وعملياته الجسورة التى تحبس أنفاس السامعين حين تروى لهم ما يشبه الأسطورة، ولكن من اقترب منه وعرفه أثناء حياته الأرضية المجيدة حقاً، والقصيرة نسبياً، يروى عنه أنه كان من لحم ودم، رقيق المشاعر، يعشق أسرته، ويتطلع إلى التفرغ لها بعد  تقاعده، وتمام أداء واجبه ،هكذا حكى لى كل من اقترب من فخر العسكرية المصرية..

منجم البطولات.. ومعهد التضحيات.... العميد الشهيد إبراهيم الرفاعى الذى تحول فى الذاكرة الشعبية إلى حكاية ترويها الأجيال، مثل: أبو زيد الهلالي، والظاهر بيبرس، ومعاركه على جبهة الحروب مع المغتصبين المحتلين كادت أن تتحول إلى ملاحم شعرية  يجرى إنشادها فى الموالد والمناسبات ، لذلك لم يكن غريباً أن يصير محوراً لأكثر من كتابٍ يستلهم سيرته، أو يوثق بطولاته، وقد عرفت المكتبة العربية مؤلفاتٍ بارزة كان «الرفاعى» محورها، وكما تعددت ألقاب البطل الشهيد الجسور مثل:  صائد الأفاعي، وأسد الصاعقة ، كثرت الكتب التى تتحدث عنه ،وأبرزها ثلاثة: رواية الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى -الذى نحتفل بذكرى وفاته هذه الأيام- وتحمل عنوان «الرفاعي» ، وفيها يحاول أديبنا الكبير أن يقدم سيد شهداء أكتوبر كبطلٍ روائى تكفيه وقائعه الشجاعة الحقيقية، وتغنيه عن أجنحة الخيال المحلق، وعلى درب التوثيق مضى كتاب المؤرخ الجاد والباحث المثابر محمد الشافعى الذى قدم إضافة حقيقية على طريق تعريف الأجيال به، ويبقى كتاب صديقه الذى اقترب منه ، وعرفه عن كثب المؤرخ العسكرى الكبير والكاتب الصحفى القدير عبده مباشر، وفيه روى كثيراً مما لا نعرفه عن بطلنا الفذ ،  والحقيقة أن الكتب الثلاثة تكمل بعضها، ولذلك أطالب مؤسساتنا الثقافية القومية بضرورة إصدار طبعاتٍ شعبية من هذه الكتب الثلاثة، كى تتعرف الأجيال على بطلٍ من زماننا، وأود التأكيد لمؤسساتنا الثقافية القومية على أن هذه الكتب الثلاثة أجدر كثيراً  من بعض الكتب التافهة الزائفة لأدعياء، وهى لا تحمل مضموناً بناء، ولا تتضمن - للأسف- قيمة حقيقية أو إضافة معرفية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة