الدكتور أشرف غراب
الدكتور أشرف غراب


د. أشرف غراب يكتب: طوفان الأقصى.. ومعادن الرجال

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 16 أكتوبر 2023 - 08:25 م

خمسون عاماً ما بين طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 وحرب السادس من أكتوبر 1973.. القضية واحدة والهدف واحد وهو استعادة الأرض ودحر الغاصب المحتل الصهيوني.. ورغم استعادة أرضنا «سيناء» التي سقطت في غفوة من الزمن في يد المحتل، لكن سرعان ما تحركنا وحررنا الأرض ولقنا العدو ومن يناصره بالعتاد والعدة درساً لن ينسوه أبدا.
لكن تظل القضية الفلسطينية في القلب.. قدس العروبة و مسرى الرسول.. أولى القبلتين وثاني الحرمين، بعد أن تغاضى المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال؛ مما أدى إلى تقويض أية فرصة لإحياء عملية السلام طوال تلك الفترة.

موقف مصر تجاه تلك القضية واضح للعلن وأمام العالم أجمع وتحذيرات القاهرة من تصفية القضية على حساب أطراف أخرى، كان على الملأ، وهو ما أكدته قيادتنا السياسية الواعية تماماً والمدركة لكل ما يدور وما يدبر له بليل حالك السواد.
إن ما يجري على أرض غزة الآن من عدوان وحشي بمباركة أمريكية يكاد لا يكون له نظير في تاريخ الحروب الحديثة، إذ يمارس جيش ذو آلة حربية وترسانة مدججة بأحدث الأسلحة وأكثرها بشاعة، عدوانه على شعب أعزل ويرتكب فيها مجازر إنسانية لا تفرق نيرانها بين الأطفال والشيوخ، كما أن قطع الإمدادات عن المستشفيات وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.

إن رد الفعل الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس في 7 أكتوبر الجاري قد تجاوز حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي، 
وهو ما يؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في توغلها في الأراضي الفلسطينية من خلال عمليات الضم التدريجي، بممارستها أبشع أشكال القمع والقهر والمذابح لكسر إرادة الصمود الفلسطيني.
مما لا شك فيه أن تفاقم الأوضاع الراهنة بين الجانبين الفلسطيني والكيان الصهيوني والتصعيد الحالي يهدد أمن واستقرار المنطقة، مما يصاحبه تدهور شديد في الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وهو الأمر الذي أكدت عليه قيادتنا السياسية من أنه لا تهاون أو تفريط في أمننا القومي تحت أي ظرف، وإن مصر لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
نعم مصر واعية تماماً بما يدور في الغرف المغلقة ومدركة لحجم التهديد وتعقيدات الموقف.
أن تحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة أمر يتطلب التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً للقوانين الدولية.
وأصبح من الضروري تكاتف المجتمع الدولي من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أنه يحتم أيضاً على المجتمع الدولي ضرورة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم والحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار الجمهود الدولية الرامية من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل.
حان الوقت للتركيز على كيفية الخروج من هذا الكابوس الذي يجتاح غزة ويهدد الأمن القومي للمنطقة برمتها، والعمل على كيفية خفض التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من الأشخاص في غزة.
الحرب التي دارت رحاها الآن في غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، كشفت معادن الرجال.. فسرعان ما انتفض المصريون قيادة وحكومة وشعبا، وتم إرسال قوافل المساعدات الغذائية والطبية وفتح حسابات في البنوك المصرية لجمع التبرعات لتقديم كافة أوجه الدعم الممكنة فضلاً عن تكدس عشرات الآلاف من المصريين أمام مراكز ونقاط نقل الدم سواء الثابتة بالمستشفيات أو المتحركة في الأماكن العامة والميادين للتبرع بدمائهم للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني خير دليل على موقف مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته.
توجيهات القاهرة بإرسال قوافل مساعدات غذائية وعلاجية للشعب الفلسطيني؛ تأكيداً على موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتخفيف العبء والضغط على الشعب الفلسطيني.
ولدينا كلمة أخيرة لابد وأن يدركها الجميع قادة وشعوبا أنه كلما كان هناك المزيد من خسارة الأرواح كلما أصبح الأمر أكثر تعقيداً، وقد حان الوقت لحل تلك القضية لأن التأخير في حلها يترتب عليه المزيد من الضحايا والكوارث.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة