في تحرك لا يخلو من تأليب سياسي؛ جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رفضه للمبادرة الفرنسية التي دعت إليها باريس الشهر الماضي والرامية إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط.
وقال نتانياهو –في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الثلاثاء 16 فبراير، إن: "المبادرة الفرنسية مفاجئة وذلك في ضوء التهديد الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حال فشل المبادرة".
وأضاف : "إن هذا الأمر يثبت فشل هذا المؤتمر من البداية مشدداً على ان هناك طريقاً واحدا فقط لتقديم السلام وهو المفاوضات دون شروط مسبقة وبشكل مباشر بين الأطراف، وكل ما هو خارج عن ذلك لن يدفع في اتجاه نجاح المفاوضات".
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في المؤتمر نفسه، التزام بلادها بـ"حل الدولتين"، لكنها استدركت قائلة:" إن الوقت الراهن لا يبدو مناسباً للخطوات الكبرى" في إشارة منها إلى توافق الرؤية الألمانية مع الإسرائيلية الرافضة للمبادرة الفرنسية.
ويبدو إعلان نتانياهو رفضه المبادرة الفرنسية من برلين واحداً من الخطوات الدبلوماسية المهمة التي تقوم بها تل أبيب للإطاحة بالمبادرة في واحدة من أهم عواصم دول الاتحاد الأوروبي التي تشكل مع باريس قاطرة هذا الاتحاد.
كان وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، قد دعا في أواخر الشهر الماضي لعقد مؤتمر إقليمي للسلام بالشرق الأوسط يجمع زعماء المنطقة بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأطراف دولية كالأمم المتحدة والولايات المتحدة بهدف الدفع باتجاه تنفيذ حل الدولتين، وأعقب دعوته تلك بالتهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال وصلت المبادرة إلى طريق مسدود.
وفي أعقاب إعلان فابيوس للمبادرة استقال من منصبه، وحل محله جان مارك آيرو، ومنذ تولي وزير الخارجية الجديد لمنصبه نشطت المساعي الدبلوماسية الإسرائيلية لإثناء باريس عن تبني المبادرة التي اعتبرتها تل أبيب جهداً شخصياً من فابيوس من أجل إنهاء مسيرته السياسية بعمل مجيد، لكن تلك المساعي لم تنجح حتى الآن في إقناع الحكومة الفرنسية بالتخلي عن المبادرة، لاسيما بعد أن عينت وزارة الخارجية الفرنسية الدبلوماسي المخضرم بيير فيمونت مبعوثاً خاصاً للمبادرة الفرنسية.